“حرب الرمال” أرست العداء

هزيمة "العصابة" أججت ناره بعد المسيرة الخضراء العداء بين الجزائر والمغرب تاريخي وليس وليد السنوات الأخيرة. ظهرت شرارته الأولى في مرحلة الاستعمار ونما تدريجيا قبل حرب الرمال وتأجج بعد المسيرة الخضراء واصطفاف جنرالات الجزائر مع الكيان الانفصالي، ليزداد سعارهم مع توالي اعتراف مجموعة من الدول بمغربية الصحراء. يبدو الصراع جغرافيا أكثر منه تاريخيا. ويبقى مفتوحا على كل احتمالات تطوره للأسوأ أمام محاولة النظام الجزائري تصريف أعطابه وأزماته الداخلية بإحياء صراع قديم وافتعال وجوه مصطنعة له للتغطية على حقيقة فشله في تدبير أمور الجزائر، بعيدا عن إقحام المغرب في كل نكبة وتعثر. "الصراع قديم جدا. بدأ بعد محاولة فرنسا الضغط على المغرب لطرد مقاومين جزائريين من ترابه، ما لم يمتثل له الملك المرحوم محمد الخامس، وكان من أسباب نفيه"، يقول عبد الغفور الرحالي، عضو جمعية دولية تشتغل تحت لواء الأمم المتحدة، مع الموقف المغربي بخصوص ملف الصحراء. ويؤكد أن المغرب أجل حينها ترسيم الحدود بخصوص مغنية والمحبس وتندوف، باعتبارها أراضي مغربية تربط سكانها وثائق بيعة مع السلطان، موضحا أن ذلك زاد من أطماع الجزائر التي اتخذت من ذلك خلفية لإطلاق شرارة صراع كانت إسبانيا الطامعة في فوسفاط الصحراء، طرفه الثالث. وبإطلاق الملك الراحل الحسن الثاني مسيرة خضراء لتحرير الأقاليم الجنوبية وحل النزاع مع موريتانيا، زادت الجزائر عداء للمغرب، لتدعم دولا مغاربية أخرى، "بوليساريو"، الكيان الانفصالي، طمعا في إيجاد منفذ لها على المحيط الأطلسي، ليكون الصراع بذلك جغرافيا تحكمه مصالح وأطماع. لم يطالب المغرب إلا بترسيم حدود أراضيه باعتبار الصحراء جزءا لا يتجزأ من أراضيه، ولأجل ذلك لجأ إلى المؤسسات الدولية لإنهاء النزاع المفتعل حولها، بعدما حرضت الجزائر "بوليساريو" ومولتها للإطاحة بصورة المغرب دوليا في محاولة بئيسة للتغطية على أزمات داخلية قادت لحراكات دموية. لجأ المغرب لكل الحلول الممكنة لتثبيت مغربية الصحراء، فأعطى الحق لسكانها في تقرير المصير وحكم ذاتي تحت السيادة المغربية على صحرائه التي له أدلة تاريخية على مغربيتها، ما لم تتقبله الدولة الجزائرية التي تعتبرها تابعة لحدودها، ليستمر الصراع دون الوصول لحل يرضي الطرفين. وقبل ذلك تربت لدى النظام الجزائري، عقدة الهزيمة ومحاولة رد الاعتبار لنفسه المجروحة، سيما بعد الهزيمة المذلة في حرب الرمال التي حقق فيها المغرب نصرا كبيرا بعدما كان الخصم سباقا بالقصف والعداء والاعتداء، قبل تدخل دول عربية لوقف نزيف شكل للجزائر "عقدة" لم تنسها. ويقول الرحالي إن الأزمة بين المغرب والجزائر، بنيوية لها صلة بالجغرافيا والتاريخ، إذ أن الدولتين تتصارعان على الماضي والحاضر وصحراء مغربية بالبيعة والوثائق التاريخية، فهما "يتصارعان على حرب الرمال ومشكل الصحراء من منطلقات تاريخية، وحل الصراع يأتي من أسس جغرافيا الجوار". لكن حل الأزمة لا يلوح في الأفق والمستقبل القريب، خاصة مع استمرار قطع العلاقات بين البلدين وإغلاق الحدود الشرقية وتعنت الجزائر واتخاذ نظامها قرارات غير محسوبة العواقب، بعد التعاطف والاعتراف الدولي بمغربية الصحراء وإقامة قنصليات دول بها في انتصار غير مسبوق. حميد الأبيض (فاس)

“حرب الرمال” أرست العداء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمن يتفاعل مع شريط فيديو مشتكية من جنسية إسبانية

اليوم العالمي للسكري... المغرب يواصل الاستثمار في رعاية المرضى والوقاية منه

مقالات ذات صلة