قتل سائقين بمالي… القصة الكاملة

أقرباء الضحايا يروون لـ «الصب اح» أياما من الجحيم والمهنيون يتحدون الإرهابيين محمد إبراهمي (أكادير) أعربت جميع هيآت السائقين المهنيين عن تضامنها المطلق مع مكونات قطاع النقل الدولي التجاري، سواء السائقين ومساعديهم وأرباب الشاحنات، مترجمين تضامنهم بإطلاق حملة تبرع لفائدة ضحايا العملية الإرهابية الإجرامية التي استهدفت المغاربة دون غيرهم، في رسالة واضحة وموجهة إلى المغرب، كما قرر السائقون المهنيون تحدي الإرهابيين، وذلك من خلال الرفع من منسوب أعداد أسطول الشاحنات في اتجاه دول الصحراء. بالغالي: الإرهاب لن يخيفنا أكد أحمد بالغالي، المسؤول الوطني عن قطاع النقل التجاري بالاتحاد المغربي للنقل، ل"الصباح"،أن هذه الجريمة الإرهابية التي استهدفت سائقين مغاربة، لن تثني باقي السائقين المهنيين عن التوجه إلى دول إفريقيا، وأن ما أراده الإرهابيون لن يرعبهم أو يوقف تدفق الشاحنات المحملة بالخضر والفواكه والأسماك، صوب العمق الإفريقي. و أوضح بأن عملية تعبئة السائقين المغاربة للتدفق صوب إفريقيا، جاءت تضامنا مع شهداء لقمة العيش، وأضاف بأن العصابة التي استهدفت المغاربة، اختارت التاريخ بعناية، إذ يتزامن مع اليوم نفسه الذي فكك فيه الجيش المغربي، معبر الكركرات من عناصر بوليساريو، مما يرجح انتقال عصابة بوليساريو إلى استعمال السلاح، بعد أن فشلت في استعمال الحجارة لقطع الطريق على الشاحنات المحملة بالبضائع والمتوجهة إلى عمق إفريقيا. وأضاف بأن حالة السائق الجريح تتحسن، بعد نقله إلى مصحة خاصة بتعليمات ملكية، ولاتزال الإجراءات جارية بمالي لنقل جثماني الهالكين. وأورد بأن أحد المحسنين بإنزكان، قرر التكفل بأسرتي السائقين، إذ خصص من ماله الخاص، راتبا شهريا قارا لأرملة السائق المتوفى، مع التكفل بجميع إجراءات الدفن وواجب العزاء، وتسديد جميع ديونه. كما وضع رهن إشارة السائق الجريح راتبا شهريا إلى حين عودته إلى المغرب وشفائه ورجوعه إلى العمل. من جهتها نددت جميع النقابات والجمعيات المهنية للسائقين بالمغرب، بالجريمة الشنعاء التي تعرض له السائقون المغاربة بمالي، وشددت على أن العملية التي نفذها الإرهابيون ضد المغاربة بإفريقيا لن تزيدهم إلا تشبثا بالاستمرار في تزويد السوق الإفريقية بما تحتاجه من مواد غذائية. صهر الهالك: الوفاة نتيجة عمل إرهابي قال أحمد جينيت من مدينة آيت ملول، صهر الهالك حسين باسو الله، بأن ما وقع لصهره الذي ينقل البضائع من المغرب إلى أوربا وأفريقيا، أثناء أداء عمله لضمان لقمة العيش، يعتبر جريمة خطيرة، استعمل فيها الرصاص للقتل. كان الحسين يسوق رفقة زملائه شاحنة محملة بالأسماك في اتجاه باماكو، عندما اعترضتهم عصابة كانت على متن سيارة رباعية الدفع، وبها حوالي أربعة ملثمين يحملون السلاح، وأطلقوا النار عليه، ليلقى حتفه في الحين. وأفاد بأن الأخبار التي وصلتهم عن الحادث، رواها شهود عيان ممن نجوا من الحادث الإرهابي بأعجوبة. لقد قصدوا الشاحنة الأولى وبدؤوا يطلقون الرصاص في اتجاه سائقها، الذي نجا من الموت المحقق، إذ أصيب برصاصات وارتمى في خندق بجانب الطريق، ليكون شاهدا على بعض تفاصيل الجريمة المدبرة". وأضاف صهر الهالك، بأن أفراد العصابة توجهوا إلى الشاحنة الثانية، اعتقادا منهم بأن السائق الأول قد فارق الحياة، وهي الشاحنة التي كان يسوقها الهالك، إذ تلقى ثماني رصاصات، إحداها أصابت رأسه وفجرته، أما زميله فقد فتح الباب ليهرب في اتجاه الغابة دون أن يلاحظ المجرمون ذلك. وأضاف بأن الشاحنة الثالثة التي قصدها أفراد العصابة ووجهوا لها وابلا من الرصاص، لم تصب السائق الذي هرب من الطلقات، بينما أصيب زميله الذي كان رفقته، ليفارق الحياة. وختم قوله بأن زملاءه اخبروا الأسرة بأن الإجراءات جارية لنقل الجثة، متمنيا من المسؤولين أن يجدوا حلا لهذه الأسرة لأن قتل معيلها ليس عاديا، وليست حادثة سير، وإنما نتيجة عمل إرهابي، بواسطة قتل وحشي رميا بالرصاص. وقال رشيد بويمزكان، من أفراد عائلة المرحوم، بأن السلطات المحلية اتصلت بهم، وفتحت معهم قنوات الاتصال لتمكين العائلة بالجديد الذي يخص نقل الجثمان، ونتائج التحقيق الذي أمر به صاحب الجلالة. وقال بأن المرحوم الحسين باسو، هو من مواليد المزال سنة 1979، يعمل سائقا مهنيا دوليا، منذ عشرين سنة، في نقل البضائع من أكادير إلى السنغال وموريطانيا ومالي وغيرها، ولديه ولد وبنتان، غاب عن عائلته منذ شهرين. وطالب رشيد بنقل جثمان المرحوم، وتكثيف التحقيق لمعرف حيثيات الموضوع، باعتبارها عملية إرهابية، وهي رسالة إلى الدولة المغربية. وأشار إلى أن الهالك هو المعيل الوحيد لزوجته وأولاده الصغار ووالدته. زوجة الجريح: زوجي بصحة جيدة أفادت فاطمة عمار زوجة الضحية الجريح، ل"الصباح" بأنها وأولادها الأربعة، لم يروه منذ عيد الأضحى، وقالت بأنها تحدثت معه وأخبرها بأنهم قد أزالوا الرصاصة من رجليه، وأنه جرح من عينيه وذراعيه، وأن صحته تتحسن بعدما تم نقله إلى مصحة خاصة بعاصمة مالي. وأعربت عن رغبتها في أن يتم علاجه ليعود إلى أبنائه سالما معافى. وقالت بأنه كان ينقل حمولة من السمك عندما تعرض للرمي بالرصاص، رفقة زميله، وحكى لها وقائع الجريمة، إذ أخبرها بأن عملية إطلاق الرصاص بدأت باستهداف أول شاحنة، وهي التي كان يسوقها. وقال لزوجته بأنه تجنب رصاصة أصابت زميله في الصدر ليلقى حتفه، بينما باغته آخرون من الجهة اليمنى ليصيبوا ذراعه، فدفع باب الشاحنة وقفز منها نحو الخندق، وشاهد كيف قتل أفراد العصابة الهائجون، السائق الثاني بالشاحنة التي كانت وراءه ببشاعة وبرودة. وأكدت الزوجة بأن صحته جيدة.

قتل سائقين بمالي… القصة الكاملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منبع علوم الدين

معارضة يسارية لحكومة أخنوش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات