“سيدات التفاوض” ينشطن سوق الأصوات

"وسيطات الدعارة" يرسمن خارطة التوقعات ويساهمن في رفع نسبة المشاركة "وسيطات الدعارة" سلاح فتاك في الانتخابات المغربية, لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى عدد من المرشحين المؤمنين بأن الحملات الحقيقية تجري في مكان آخر غير الأزقة والدروب والساحات وسوق "فيسبوك". فإلى أولئك السيدات البارعات في فن التفاوض و"الكوتشنيغ" الطبيعي (بيو)، يرجع "الفضل" في رفع نسبة المشاركة في عدد من الدوائر، وبهن، فقط، يمكن أن تطمئن إلى قراءاتك وسيناريوهاتك واحتمالات النجاح والسقوط، وأمامهن يصغر أعتى السياسيين، ويتحولون إلى قطط أليفة تنفذ الأوامر وتتبع التوجيهات، دون نقاش. وتتمتع "القوادات" بقدرة خارقة على التعبئة في صفوف "الجماهير" دون أدنى مجهود، بسبب العلاقات التي يربطنها طوال السنة مع فئات مختلفة من المجتمع، ثم عمليات "التشبيك" التي يقمن بها تلقائيا، وهن يقدمن خدماتهن في التفاوض اليومي، بين بائعة تعرض بضاعتها، وزبون مستعد للشراء بأي ثمن. ومع مرور الأيام والسنوات، تصبح الوسيطة خبيرة ليس فقط في "المجال" الذي تتقنه، بل تتعداه إلى التحكم في خزان من الأصوات من النساء والرجال على حد سواء، تساوم به المترشح الذي يدفع أكثر، أو على الأقل المترشح الأكثر ذكاء الذي يقدر "الجهد" الذي تفعله أولئك "السيدات" في تقريب السياسة من المواطنين، وهي المهمة التي تفشل فيها الأحزاب بعددها الذي يفوق الثلاثين. عكس فرق الشباب والنساء والمساندين والمتعاطفين التي يعبئها المترشح لخوض حملته الانتخابية في ساعات النهار المسموح بها، تعشق وسيطات الدعارة "الاشتغال"بطرق أخرى مختلفة، غالبا ما تجري بعيدا عن الأعين، لتفادي إثارة الشبهات. بمعنى أصح، تسند لـ"القوادات" مهام نضالية في"العمق" و"الجوهر"، بينما يتكلف شباب السترات والقبعات والشعارات بـ"القشور" و"المظاهر"، وهنا يكمن الفرق بين مترشح محترف متمكن من صنعته، يضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وبين مترشح "هاو" لا يفقه شيئا في "سوسيولوجيا المجتمع". والدليل على ذلك، أن النوع الأول من المترشحين لا يذهب كل مساء إلى مقر الحزب لتفقد فرقه والاطلاع على التقارير ورسم خطة اليوم الموالي، بل يركن سيارته أمام بيت "صديقته" الذي تضع أمامه (إلى جانب أشياء أخرى)، العدد الحقيقي من الأصوات المعبأ في كل زقاق وحي ودرب صغير. فـ"القوادة" هي الوحيدة التي تفهم ماذا يريد بعض السياسيين في كل الأوقات، لذلك تكون عمليات تبادل المصالح سهلة دون عناء، عكس المجهودات الجبارة التي يبذلها المترشحون في مجالات أخرى أقل إنتاجا. وفي الانتخابات الحالية، وكما السابقة والمقبلة، لم تنتف الحاجة إلى نساء "ڴادات" من هذا النوع، يستطعن قلب موازين القوى بإشارة منهن، ولهن القدرة على "تحيين" النتائج والأرقام والتحكم فيها في الدقائق الأخيرة من عمليات التصويت. لذلك، إذا رن هاتف وكيل لائحة وتكوم على نفسه للتحدث بصوت خفيض، فتأكدوا أن صديقته الرائعة في الطرف الآخر.. وليس أمينه العام في الحزب. وعاشت سيدات اللحظة الأخيرة..ولا عاش من خانهن. يوسف الساكت

“سيدات التفاوض” ينشطن سوق الأصوات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المديني يصدر كتابا نقديا

"كذب أبيض" في مهرجان فينيسيا

مقالات ذات صلة