«الصباح» عاينت بدء أشغال الداخلة الأطلسي المخصص لاستقبال كل أنواع سفن الصيد والسياحة والتجارة ستكون لميناء الداخلة الأطلسي الذي عاينت «الصباح» بداية أشغاله وحصلت على صور حصرية لموقعه أبعاد قارية، لأنه سيربط بين أوربا وإفريقيا وآسيا وأمريكا وستتضمن أنشطته ثلاثة محاور، أولها الصيد البحري، أي استقبال سفن الصيد الساحلي والقطب التجاري وقطب أوراش صناعة وإصلاح السفن، ما سيوفر مبالغ كبيرة من العملة الصعبة تصرف من أجل الإصلاح في «لاس بالماس» وعلى سبيل النكتة كشف أحد المسؤولين أن سفينة عادت أخيرا من رحلة إصلاح بجزر الخالدات وعلى متنها ثلاثة مهاجرين سريين «حركوا» في اتجاه الداخلة بعدما انقطعت بهم السبل هناك. وينتظر أن يوفر الميناء مجالا حيويا في محيطه، إذ عبأت الدولة ألف هكتار ستشمل ثلاثة مكونات تصنيع وتثمين منتجات الصيد أي منطقة أنشطة صناعية والمكون الثالث هو اللوجيستيك حدد شطرها الأول في 45 هكتار ، وسيتم العمل على تهيئة المحيط بالتزامن مع تقدم ورش الميناء، الذي تم الشروع في أشغاله بشق طريق نحو موضع الميناء بطول سبعة كيلومترات، على أن تبدأ الأشغال البحرية في المرفأ، في القريب، بعد إعطاء الضوء الأخضر الأخير لذلك. وعلمت «الصباح» أن الميناء الأطلسي للداخلة سيشكل قاطرة لجر باقي أوراش البنية التحتية، على اعتبار أنه لا يمكن الحديث عن نهوض بالصناعة في ظل خصاص بنية الاستقبال كما هو الحال بالنسبة إلى الكهرباء، وفي وقت تعمل فيه كل الوحدات الصناعية بواسطة محركات «دييزل» أو ما يسمى من قبل المهنيين «غروب إلكتروجين»، ولم تدخل المدينة في شبكة الربط الوطني إلا أخيرا في انتظار وصولها خلال أشهر قليلة إلى الكركرات. لكن إضافة الميناء ستكون ذات أهمية خاصة انطلاقا من مسلمة مفادها أن مستقبل كل مدينة رهين بأفق مينائها، كما هو الحال بالنسبة إلى البيضاء التي كانت هبة مينائها المشيد نهاية القرن 18 وبداية القرن 19. كما أن الولادة الثانية لطنجة تزامنت مع تشييد ميناء «طنجة المتوسط» نهاية القرن 20 وبداية القرن 21، وهو ما ينتظر حدوثه في الداخلة بعد عقد أو عقدين على أقصى تقدير، لأنها بدأت تكتسب عوامل الجذب لها وللجهة والبلاد بأكملها، خاصة بما يوفره موقعها الذي يمنحها فرصة أن تكون قطبا إقليميا ودوليا، بالنظر إلى أنها تقع في تقاطع منظومات اقتصادية في طور التشكل حاليا، لذلك يجب أن يكون المستثمرون المغاربة أكثر استشرافا للمستقبل الواعد في الداخلة كما فعل أولئك الذين استقروا بطنجة قبل مجيء الميناء المتوسطي. ويجسد ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يعتبر من الأوراش الهيكلية الكبرى المدرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، التزام المغرب الراسخ تجاه عمقه الإفريقي، وانخراطه القوي في الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون والشراكة مع أشقائه في القارة. ويطمح هذا المشروع الاستراتيجي المتميز، الذي يأتي لتعزيز البنيات التحتية في جهة الداخلة - وادي الذهب، إلى المواكبة والدفع بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية للمغرب مع إفريقيا، ليشكل بذلك دعامة رئيسية للاندماج والإشعاع القاري والدولي للمملكة. ويندرج هذا المشروع الضخم، الذي كان موضوع اتفاقية خاصة تم توقيعها أمام الملك في فبراير 2016، في إطار تعليمات ملكية أعاد التأكيد عليها عليها في خطاب الذكرى السنوية الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء. وستساهم هذه البنية التحتية المينائية من مستوى عال في مواكبة الدينامية التنموية والطفرة الاقتصادية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية عموما وجهة الداخلة - وادي الذهب على وجه الخصوص، في عدد من القطاعات الإنتاجية، لاسيما الصيد البحري، بالنظر إلى أن لؤلؤة الجنوب تزخر بمؤهلات بحرية مهمة، تمثل 65 في المائة من الثروات الوطنية القابلة للاستغلال. وباحتضانه لمنطقة صناعية ولوجستيكية، ومنطقة لتعزيز الرواج والتبادل التجاري، وأخرى خاصة بتثمين أنشطة الصيد البحري، يتطلع ميناء الداخلة الأطلسي إلى أن يشكل قطبا اقتصاديا قائما بذاته، إذ من المتوقع أن يستقبل سفنا تجارية كبرى وأخرى تختص بالصيد في أعالي البحار، مما سيعزز من مكانته ملتقى للخطوط الملاحية الدولية. ولهذا، يرتقب أن يعمل هذا الورش الهيكلي، المطل على الواجهة الأطلسية لجنوب المملكة، على النهوض بجهة الداخلة - وادي الذهب، التي تعد بوابة لبلدان القارة الإفريقية ومركزا لجذب مستثمرين مغاربة وأجانب مهتمين بالتصدير إلى إفريقيا، لاسيما في إطار منطقة التبادل الحر القارية. كما ينتظر أن يكون لهذه المنشأة المينائية وقع اجتماعي مهم على مستوى مدينة الداخلة وباقي مناطق الجهة، خاصة في مجال دعم قطاع التشغيل، عبر إحداث مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة لمواكبة هذا النمو الاقتصادي المتنامي. وسيستفيد مشروع ميناء الداخلة الأطلسي من بنيات تحتية موازية، تتمثل على الخصوص في الطريق السريع الذي سيربط بين تيزنيت والداخلة ومنها إلى الحدود المغربية – الموريتانية وباقي بلدان القارة الإفريقية، في سياق دعم توجه المملكة نحو تمتين سبل التعاون جنوب - جنوب. كما سيستفيد هذا المشروع الهيكلي من أجواء التعبئة والانخراط والجاهزية التي أكد عليها ممثلو عدد من المصالح الخارجية بالجهة، مواكبة منهم لهذه الدعامة اللوجستيكية التي تنضاف إلى باقي المشاريع الكبرى المبرمجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. وفي هذا الإطار، يشكل مشروع الميناء الأطلسي، الذي يأتي في سياق منظومة من المشاريع الرامية إلى تأهيل جهة الداخلة - وادي الذهب، إضافة نوعية في ما يخص تطوير أنشطة الصيد البحري وتقوية المبادلات التجارية، لاسيما مع البلدان الإفريقية. صناعة السفن بالموازاة مع تشييد الميناء، إطلاق أشغال تهيئة ثلاثة مكونات أساسية في البنيات الاقتصادية، سيختص المكون الأول بتثمين موارد الصيد البحري، والثاني بإنشاء منطقة للتسريع الصناعي، فيما يهم المكون الثالث الأنشطة اللوجستية. كما سيحتضن ميناء الداخلة الأطلسي جزءا خاصا بأنشطة صناعة وإصلاح السفن، بالنظر إلى أهمية هذه الخدمة في صيانة هذه السفن والحفاظ عليها. وتم اعتماد تصميم قابل للتطوير والتوسعة لهذا المشروع، إذ سيتم إنشاء ميناء بالمياه العميقة على الساحل الأطلسي لجهة الداخلة - وادي الذهب، وفقا للمكونات الثلاثة التالية: ميناء تجاري على عمق -16م / صفر هيدروغرافي، وميناء مخصص للصيد الساحلي وفي أعالي البحار، وميناء مخصص لصناعة السفن، على أن يتم إنجاز هذه المنشأة المينائية بالقرب من منطقة اقتصادية تقدر مساحتها بـ 1650 هكتارا، لغرض تقديم خدمات صناعية ولوجستيكية وتجارية عالية الجودة. ي . قُ