غليان الحزب حول مستقبله الحكومي و"فيتو" مسبق على ترشيح الأسماء التي استوزرت انطلق داخل اجتماعات الأمانة العامة للعدالة والتنمية بشكل مبكر، نقاش ساخن بخصوص مستقبل الحزب "حكوميا" بعد استحقاقات ثامن شتنبر المقبل، بين مؤيد للاستمرار في الحكومة، رغم عدم قيادتها، وبين مطالب بالعودة إلى المعارضة، والتصالح مع المواطنين الغاضبين من حصيلة الحزب لولايتين. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها "الصباح"، من مصادر في قيادة الحزب نفسه، أن أكثر من نصف أعضاء قيادة الحزب، يدافعون عن خيار الاستمرار في تدبير الشأن الحكومي، ولو لم يتحقق شرط قيادة الولاية الثالثة، بمبرر إتمام الأوراش الكبرى المفتوحة، التي تعد "إرثا" لحكومتي بنكيران والعثماني. وبدأ العديد من قادة الحزب نفسه، وفق المعطيات المسجلة قبل يوم الاقتراع في الثامن من شتنبر المقبل، يؤمنون أن حزبهم غير مرشح لاحتلال المركز الأول، وأن الزعامة في الترتيب قد تؤول إلى التجمع الوطني للأحرار، وهو ما دفع بعض أعضاء الأمانة العامة، إلى التشبث في حال تحقق السيناريو نفسه، العودة إلى صف المعارضة. وحصل اتفاق مبدئي داخل قيادة "المصباح"، في حال المشاركة في الحكومة المقبلة، يقضي بعدم تجديد اقتراح جميع الأسماء، التي تحملت حقائب وزارية في حكومتي بنكيران والعثماني، والدفع بأسماء جديدة، لتحمل المسؤولية. وفي انتظار ما سيسفر عنه استحقاق ثامن شتنبر المقبل، بدأت الصالونات السياسية، تتحدث عن خيارين لا ثالث لهما بخصوص تركيبة الحكومة المقبلة، ودائما بقيادة التجمع الوطني للأحرار، وليس بالضرورة أن يكون على رأسها عزيز أخنوش، الذي إثار بعمله التنظيمي رجة كبيرة في المشهد السياسي. وترى المصادر نفسها، خيارا أول أن تتشكل الحكومة المقبلة من 4 أحزاب بقيادة "الحمامة"، ومشاركة العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، فيما يذهب الخيار الثاني، إلى تشكيل حكومة بأحزاب التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، وترك "البام" عجلة احتياطية، قد ينضم إليها عند الحاجة. وكما فعل بعض السياسيين، الذين حجزوا مقاعد برلمانية مسبقة عن طريق قيادة اللوائح الجهوية، المضمون فيها النجاح، لفائدة أولادهم وبناتهم، بدأت بعض العائلات النافذة، وأسماء مغمورة ظلت تحلم بحقيبة وزارية، تتحرك قبل الآوان، بحثا عن منصب وزاري. وتلقى نجل شخصية بارزة يعد من أعيان الانتخابات، وعودا من زعيم حزبي سياسي معروف، باقتراحه والدفاع عنه لنيل حقيبة وزارية، في حال شارك الحزب الذي ينتمي إليه في الحكومة المقبلة. وعلى الخطو نفسه، يسعى سياسي معروف في الشمال انتقل حديثا إلى حزب جديد، وترشح برمزه في الانتخابات التشريعية والجماعية الحالية، إلى أن يرى نجلته وزيرة، بعدما نجح في "تبليصها"على رأس اللائحة الجهوية لحزبه، وهو ما يمنحها مسبقا الفوز بمقعد برلماني، في انتظار الفوز بمنصب حكومي. وفي ما يشبه النكتة، خاطب زعيم سياسي، أحد الأسماء المقربة منه جدا، وقال له داخل مقر الحزب، وأمام شهود عيان من مناضلي الحزب "واش فصلتي الكومبلي ولا بقي"، في إشارة ضاحكة منه، إلى إعداده مبكرا للحظة تعيينه وزيرا. عبد الله الكوزي