قرب بين وجهات نظر الليبيين ووضع حدا لنفاق ألمانيا وجنب دولا عديدة مخاطر الإرهاب لعب الملك محمد السادس في الساحة الدولية، أدوارا إستراتيجية يضرب بها المثل، تراوحت بين تقديم الدعم للأشقاء الليبيين، دون مقابل ولا مقايضة، بل رغبة في استقرار ليبيا ورخاء شعبها، وبالمقابل ترفض المدرسة الملكية في العلاقات الخارجية، المواقف المزدوجة وتنبذ النفاق في العلاقات الدولية، وهو ما جسدته مقاطعة ألمانيا، بعد معاكستها للمصالح المغربية، كما أن توجه المؤسسة الملكية في محاربة الإرهاب والتطرف، وجعله من الأولويات، جنب المغرب ودول عديدة خطر الجماعات المتطرفة. وفي هذا السياق، يقول مصطفى تاج، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية، إن المجال الدبلوماسي، يبقى ضمن مجالات السيادة الكبرى، وهو حكر على المؤسسة الملكية، رغم أن الدستور جاء ببعض التغييرات، إذ منح بعض الصلاحيات للبرلمان، كما هو مبين في الفصل 55. وأضاف تاج، أن النشاط الدبلوماسي الأخير، أوضح بما لا يترك مجالا للشك، أن المغرب اختار أن يلعب دوره كاملا في تحديد سياسته الخارجية كما يريد، لا كما تريد الدول المانحة والكبيرة. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن ثقة المغرب في مواقفه ودبلوماسيته، ترجع إلى الاستقرار الذي تعرفه المملكة، في مستويات عدة اقتصاديا واجتماعيا. وتابع تاج، أن التنمية التي يعيشها المغرب، رغم بطئها في بعض المجالات، إلا أنها تتحقق وهناك تحسن، وهناك بنيات تحتية من مطارات وموانئ وطرق وغيرها. وأضاف المحلل السياسي ذاته، أن متانة مواقف المغرب في الساحة الدولية، سببها أيضا النظام السياسي القائم في المغرب، باعتباره أحد أقدم الأنظمة في العالم، إضافة إلى تاريخ المجتمع المغربي، الضارب في التاريخ. وأردف تاج أن المغرب، اختار موقف الجرأة في العلاقات الدولية، ولم يعد ذلك البلد الذي يمكن أن يملي عليه أحد مع من سيتحالف، أو مع من سيتحارب، بل إن القرار أصبح بيد الدولة، وأصبح المغرب سيد قراره، وهو ما منح المغرب مكانة رفيعة في علاقته بالدول الكبرى، سواء تعلق الأمر بأمريكا أو الصين أو روسيا أو الاتحاد الأوربي. وأضاف عضو اللجنة المركزية بحزب الاستقلال، أن قوة المغرب الخارجية مستمدة من الداخل، سواء تعلق الأمر بالاستقرار أو التنمية، وهذا الاستقرار أيضا تعبير عن قوة الأجهزة الأمنية المغربية، التي تحارب ملفات كبرى مثل الإرهاب، الذي لم يستطع أن يتقوى بالمملكة، رغم وجود مناخ إقليمي ودولي مساعد، وتمكنت بعض الجماعات من الوصول إلى دول مجاورة وإقامة إمارات، إلا أن الأجهزة المغربية، وفرت الحماية داخليا، وساعدت دولا في الخارج. وخلص تاج، إلى أن هناك فرصا أكبر تنتظر المغرب، ليصبح ضمن الدول الثلاثين القوية في العالم، إذ استثمر الفرص المتاحة له، والتي ستتاح له إذا سرع من التحديث السياسي والاقتصادي، واقترب أكثر من نموذج سياسي ديمقراطي حقيقي، ما سيمكنه من مجاراة الدول الكبرى. عصام الناصيري