يعتبر برج "روتيمبورغ" المعروف باسم "البرج الكبير"، من بين الفضاءات التي يمكن الاستمتاع بزيارتها بالرباط، سيما أنه افتتح منذ فترة داخل أسوار حصنها بحي المحيط متحف التصوير الفوتوغرافي، وذلك بمبادرة من المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي ساهمت في إعادة الروح لكثير من المؤسسات والفضاءات التاريخية التي طالها الإهمال. وجاء المتحف الوطني للتصوير ببرج "روتيمبورغ" بالرباط لإغناء خريطة المتاحف في المغرب، وفي إطار إستراتيجية المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل تجديدها وجعلها أكثر استقبالا وجذبا وفي مستوى معايير المحافظة على التراث. وخضع برج "روتيمبورغ" إلى مجموعة من الإصلاحات والترميمات بدعم من شركة الرباط للتهيئة تحت وصاية ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، حيث تم القيام بترميمه ليستعيد جماليته ومكانته، كما أن المؤسسة الوطنية للمتاحف عملت على إعادة تهيئته من أجل افتتاحه للمرة الأولى في وجه الجمهور لمناسبة بينالي الرباط الأول سنة 2019. ويعود تاريخ إنشاء المعلمة التاريخية المحاذية للمحيط الأطلسي إلى عهد مولاي الحسن الأول، الذي حكم المغرب منذ 1873 وكان الفضاء رمزا دبلوماسيا. ويقع برج روتيمبروغ في منتصف الطريق الرابطة بين منارة الرباط والمستشفى العسكري، والذي بني نهاية القرن التاسع عشر على الطريق الساحلية لاستقبال مدفعين وزنهما 30 طنا أرسلهما الألمان إلى المغرب. وفي 1906 وصفت مجلة "لو بوتي جورنال ميليتير، ماريتيم إي كولونيال" المعلمة التاريخية باعتبارها نوعا من "القباب الخرسانية"، التي أحاطت بها خنادق عميقة وحواجز بنيت بعناية على سفح تلك المنحدرات، حيث وضعت موانع من حديد لتعزيز مناعة العقبة، ومدفعان ضخمان يظهر من الحصن ثلث طولهما. ويعد برج "روتيمبورغ" من الوجهات التي يقصدها سكان الرباط وعدد كبير من الزوار، من أجل التقاط صور تذكارية والتجول بمحاذاته للاستمتاع بالفضاء الجميل المطل على المحيط الأطلسي. أ. ك