نقابات تحذر من مخاطر الإفلاس وتنتقد ضعف الحكامة وإقصاء أطر ومهندسين أشرفت نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أول أمس (الخميس) رفقة محمد مهيدية، والي جهة طنجة -تطوان–الحسيمة، على حفل تنصيب المدير الجديد للوكالة الحضرية بطنجة، بعد تعيينه خلال اجتماع مجلس الحكومة المنعقد يوم 15 يوليوز. ونوهت الوزيرة، في كلمة للمناسبة بالكفاءة العالية والتجارب الغنية التي راكمها محمد أوباحا، المدير الجديد، خلال مساره المهني والإداري، وتقلده لمناصب مسؤولية متعددة بالوزارة، مؤكدة على أهمية المجهودات المبذولة والمساهمات الفعالة للوكالة الحضرية لطنجة في تأهيل وتنمية وإقلاع مجالها الترابي، الذي يعتبر قاطرة للتنمية الاقتصادية على الصعيد الوطني. وأكدت بوشارب أن 2020 كانت سنة استثنائية فرضت تحديات جديدة ودفعت إلى استخلاص العديد من الدروس والعبر، مذكرة بالتوجيهات الملكية والرؤية الاستباقية وترسيخه لقيم التضامن، ما منح الجميع طاقة إيجابية من أجل التأقلم مع ظرفية الأزمة الصحية. وفي لقاء مع موظفي ومستخدمي الوكالة، نوهت الوزيرة بالتزامهم وتحليهم بروح الوطنية والمواطنة، خاصة في ظل الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة «كوفيد -19»، وبتفانيهم في أداء الواجب، داعية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالعنصر البشري، وترسيخ ثقافة الاعتراف والإنصاف والانسجام في إطار روح الفريق الواحد. واستحضرت بوشارب أهمية دور التعمير في إنجاح الإقلاع الاقتصادي، مشددة على ضرورة اعتماد سياسة القرب والانفتاح على الفاعلين في المجالات الترابية، علاوة على الإنصات إلى انتظارات المواطنين، داعية للمناسبة إلى تجويد الخدمة العمومية بتسريع دراسة الملفات والبت فيها، وتبسيط المساطر عبر اعتماد الرقمنة والتدبير اللامادي، وإنجاز الأوراش الإستراتيجية من قبيل وثائق التعمير (تصاميم التهيئة والتصاميم المديرية للتهيئة العمرانية). ويأتي تعيين المدير الجديد، في ظل استنكار العديد من النقابات للأوضاع داخل الوكالات الحضرية، وتحويل عدد منها إلى مقاطعات حزبية، ومطالبة الوزارة بالتدخل لتصحيح الأوضاع، مشيرة إلا أنها تعرف ضعفا على مستوى الحكامة والنجاعة وجودة الخدمات، بسبب تفشي ما أسمته «الريع السياسي»، منذ عقدين من الزمن، واقتصار أغلب التعيينات في مناصب المسؤولية على الانتماءات والموالاة للأحزاب التي تناوبت على تدبير الشأن العام. وقال محمد هنشيش، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للوكالات الحضرية، المقربة من العدالة والتنمية، إن أوباحا تقلد عدة مناصب بالوكالات الحضرية، أهمها مدير وكالة بني ملال والوكالة الحضرية للرشيدية- ميدلت. وأوضح هنشيش في تصريح لـ»الصباح»، أن هذا التعيين جاء في إطار إعلان وزارة الاقتصاد والمالية تصفية عدد من المؤسسات والمقاولات العمومية، من بينها الوكالات الحضرية، مضيفا أنه في الوقت الذي كان ينتظر تدخل رئيس الحكومة لفتح تحقيق في سبب فشل المؤسسات العمومية، يتم إنتاج أسباب الفشل ذاته، وتعيين الوجوه ذاتها التي كانت السبب في وصول تلك المؤسسات إلى حافة الإفلاس. ورغم ذلك، يقول هنشيش، استبشر المستخدمون خيرا، في تجاوز المرحلة السابقة التي اتسمت بخضوع المدير السابق لابتزار لوبي فاسد بالوكالة، ما أدى إلى إعفائه، وتعيينه مجددا بالصويرة لمدة قصيرة، قبل أن يعين مديرا لمؤسسة التهيئة. وأكد المسوؤل النقابي أن المرحلة السابقة اتسمت بإقصاء الكفاءات والأطر من مناصب المسؤولية، والاقتصار على القرابات والانتماء السياسي، وهو الأمر الذي أدى إلى استقالة عدد كبير من الأطر وإفراغ المؤسسة من الكفاءات. برحو بوزياني