لا يهتمون بالسياسة ولا يصوتون في الانتخابات ولا يقرؤون الكتب واختزلوا العالم في شاشة هاتفهم الذكي يعيش الجيل الحالي من الشباب والمراهقين، داخل عوالمه الذاتية، التي لا علاقة لها بما يقع داخل البلاد من نقاشات وسجالات هامة، لا يعرف عنها شيئا، و"ما مسوقش ليها" أصلا. جيل متمرد على كل شيء، وعازف عن كل شيء، ومختلف تماما عن الذي قبله، وبعيد عنه بسنوات ضوئية، إلى درجة أن العديد من الآباء والأمهات أصبحوا يعانون بسبب تربية أبناء سلبتهم متغيرات العصر الجديد وتسارع الزمن التكنولوجي. لا يهتم الجيل الجديد بالسياسة. ولا يصوت في الانتخابات. فهمه الأول آخر صيحات الموضة وقصات الشعر وما استجد في عالم الموسيقى والرقص والتكنولوجيا. إنه لا يقرأ الكتب أيضا، ولا يتابع نشرات الأخبار، بل لا يبالي بالتلفزيون أساسا، لأنه اختزل العالم في شاشة هاتفه الذكي، حيث ألعاب الفيديو وتطبيقات "الشات" والتعارف و"نتفليكس"، دون إغفال المواقع الإباحية. إنه جيل يعرف عن الولايات المتحدة والغرب أكثر مما يعرفه عن جغرافيا وتاريخ وقضايا بلده. إنه جيل مدمن على جميع أنواع المخدرات من "الجوانات" وأقراص "الإكستازي" إلى "البيضا". عاشق للسهرات والملاهي. شغله الشاغل البحث عن "التيتيز" وإغراءه بالعضلات المفتولة والجسم الذي يشبه "تابليت الشوكولا". أما العقل، ففارغ إلا من الترهات والتفاهات التي يستمدها من الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أخذت دور المدرسة والمعلم، بعد أن أصبحت التربية والتعليم في خبر كان. لا يحب شباب ومراهقو اليوم تحمل المسؤولية. النجاح بالنسبة إليه لا يأتي ب"القراية" و"الدمير" و"تمارة". إنه يحب الربح السريع ولا يؤمن بأن الإنسان يبني نفسه خطوة خطوة. مفاهيم مثل الحب والزواج وبناء أسرة تبعث في نفسه الضحك، ويعتبرها عالة على حريته وتفتح طاقاته. توجد دائما استثناءات طبعا حتى لا نكون ظالمين، لكنها لا تشكل القاعدة أبدا. في هذا الملف، محاولة للتعرف على جيل المستقبل، الذي ننتظر منه أن يستلم الشعلة، ويكمل مسيرة البناء. لكن أين هي الأيادي وأين هي العقول؟ نورا الفواري