فشل في معالجة ملف النظافة

الصحافي والمتخصص أريري قال إن البيضاء تحتاج تنظيفها من "البروفيلات" عديمة الكفاءة رغم الجهود المبذولة، من قبل ممثلي وزارة الداخلية والمنتخبين، وشركات التنمية المحلية والتدبير المفوض، إلا أن البيضاء تتذيل المدن الكبرى بالمغرب، في ما يتعلق بجودة الحياة ومستوى الخدمات، ولعل النظافة أحد أهم هذه الصعوبات، التي لم يصل مسؤولو البيضاء إلى حل نهائي لها، إذ رغم استبدال الشركات وجلب معدات جديدة وزيادة الموارد البشرية، إلا أن يوما واحدا من إضراب عمال النظافة، قادر على تحويل البيضاء إلى مزبلة، تعج بأكوام من النفايات المنزلية والهامدة، دون الحديث عن رمضان وعيد الأضحى، اللذين يغادر فيهما السكان المدينة، وتحل محلهم تلال من النفايات. صادف اشتغال "الصباح" على ملف النفايات في العاصمة الاقتصادية، إضراب عمال النظافة بسبب تأخر صرف أجورهم، في إطار مسطرة معقدة تربطهم بمجلس المدينة، وهو ما حول المدينة إلى فضاء يعج بالأزبال، في جل الشوارع الكبرى، وبجانب الإقامات السكنية والأزقة، وهو ما يطرح السؤال، حول نجاعة النظام والمساطر التي تؤطر منظومة النظافة بالبيضاء، إذ أن إضرابا لمدة 24 ساعة، كفيل بتشويه صورة البيضاء. عاصمة أزبال في الوقت الحالي، هناك إشكاليتان أساسيتان، يحذر منهما المهتمون بملف النظافة بالبيضاء، ويتعلق الأمر بعمال شركات النظافة، الذين يعيشون نوعا من عدم الاستقرار، ويؤطرهم نظام هش، يؤدي أحيانا إلى توقف عمليات الجمع والفرز وغيرها من الخدمات، التي يفترض ألا تتوقف بأي شكل من الأشكال، لأن التأخر ببضع ساعات، يمكن أن ينتج عنه تراكم الأزبال وتحللها، وبالتالي إفراز روائح كريهة، تؤثر سلبا على حياة الأشخاص والمقاولات، الذين يعيشون في محيطها. وأما الإشكالية الثانية، فتكمن في مطرح مديونة، الذي لم يعد بمقدوره استقبال المزيد من النفايات، إضافة إلى الوضعية المتدهورة للمدخل المؤدي إلى المطرح، التي تتسبب في إلحاق أضرار بالغة بالآليات الجديدة، التي تم اعتمادها، من أجل جمع الأزبال. تنظيف مركز القرار وتعليقا على واقع منظومة النظافة بالبيضاء، يقول عبد الرحيم أريري، الخبير في الشؤون المحلية للعاصمة الاقتصادية، إن المرفق الذي يحتاج إلى التنظيف بالدرجة الأولى، ليست شوارع وأحياء البيضاء، بل إن بلدية البيضاء التي يصنع داخلها القرار، هي التي تحتاج إلى تنظيفها من "البروفيلات" الضعيفة والهشة وعديمة الكفاءة، التي تدبر شؤون المدينة، وعلى رأسها ملف النظافة. وأضاف أريري، أن سكان البيضاء وجدوا أنفسهم بين كماشتين، إذ هناك صراع بين ممثلي السلطة ومنتخبي حزب العدالة والتنمية، الذي رهن مستقبل البيضاء، إذ أن هاجس السلطة متمثل في إفشال "بيجيدي"، بينما منتخبو هذا الحزب أيضا، يعيشون هاجس وضع العصا في العجلة، في كل ما يتعلق بقرارات السلطة. وأوضح أريري، أن المسؤولين لم ينتبهوا إلى أن البيضاء يسكنها 4 ملايين شخص، وأنها المدينة التي يفترض أن تكون قاطرة الاقتصاد الوطني، ويخوضون حرب دسائس وضربا تحت الحزام، والدليل على ما أقول أن ثلث ميزانية البيضاء، يصرف على النظافة، فعندما يقرأ أي مغربي أو أجنبي هذا الرقم، سيعتقد أن المدينة تعيش الرفاهية، والحال أن وضعية المدينة كارثية. ميزانية ضخمة وفي السياق ذاته، استغرب أريري عجز السلطات المنتخبة والمعينة، عن معالجة ملف النظافة، رغم الميزانيات الضخمة المخصصة له، مبرزا أن الميزانية انتقلت من 26 مليار سنتيم في 2004، إلى 40 مليارا في 2014، لتصل اليوم إلى 100 مليار سنتيم، وهو رقم كبير يفترض أن يعطي صورة جديدة عن البيضاء، خاصة أن الميزانية تضاعفت 5 مرات، في 15 سنة. وأشار الخبير في شؤون البيضاء، إلى أن قطاع النظافة، يعتبر أكثر القطاعات التي تعرف الاحتقان، ففي كل سنة يخوض العاملون فيه ثلاثة إضرابات على الأقل. وأبرز المتحدث ذاته، أن هؤلاء العمال يحظون في الدول المتقدمة، برعاية خاصة، بالنظر إلى خطورة جمع النفايات على صحتهم، إذ يقدمون تضحيات لصالح الجماعة. وخلص أريري، إلى أن المغرب يتعامل مع هذه الفئة من الموظفين، باعتبارها "أحقر" فئة من الموظفين، وهذا يعتبر إهانة للمغاربة، والأمر راجع إلى أن المسؤولين، لا يعون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأنهم يبالون بأمور أخرى، بعيدة عن هموم البيضاويين. عصام الناصيري

فشل في معالجة ملف النظافة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتخب القوى يتصدر البطولة العربية

قرض جديد لتمويل الحماية من الكوارث

مقالات ذات صلة