دكالة… واحة صناعة السكر

تساهم بـ 40 في المائة في الإنتاج الوطني من الشمندر السكري تشكل زراعة الشمندر السكري إحدى أهم الزراعات الأكثر انتشارا بمنطقة دكالة. وتعد رافعة للتنمية المحلية بجهة البيضاء سطات، استنادا إلى المساهمة والتدخل المباشر في تحسين ظروف العيش لدى المنتجين. وتعتبر سلسلة الشمندر من أهم سلاسل القطاعات المنتجة على الصعيد الجهوي، إذ تساهم بـ 40 في المائة من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري، نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة. ويساهم الشمندر السكري في تحسين ظروف عيش الفلاحين، إذ عرفت منطقة دكالة خاصة إقليم سيدي بنور، ولوج زراعة القطن والشمندر منذ سبعينات القرن الماضي. وأكد عبد القادر قنديل، رئيس جمعية منتجي الشمندر، أن القطاع عرف تطورا كبيرا، نظرا للوسائل والتقنيات الحديثة ورغبة الفلاحين في الاستفادة من هذه الزراعة التحويلية ذات المردود المادي المهم. وأضاف أن الوصول إلى 30 و40 طنا في الهكتار في 1971، كان يعتبر نتيجة جيدة، أما الآن، فقد ارتفع معدل الإنتاج إلى 85 طنا في الهكتار، وهو ما يعني أن المردودية المالية ارتفعت إلى ضعفين. وعلى سبيل المثال، فإن الإنتاج السنوي من الشمندر السكري، فاق 1.7 مليون طن، أي ما يناهز 230 ألف طن من السكر، من حيث المردود المتوسط في الهكتار، الذي سجل رقما تاريخيا بالمنطقة خلال موسم 2019، إذ وصل إلى 88.6 طن في الهكتار. وأكد قنديل أن زراعة الشمندر السكري الموجهة إلى معمل "كوسومار" بسيدي بنور، والذي يعد أكبر وحدة إنتاجية على الصعيد الوطني بمعدل طاقته الاستيعابية، التي تقدر بـ 14.500 طن في اليوم، تساهم في تنمية مداخيل الفلاح السنوية، كما تساهم في إيجاد رواج تجاري في الأسواق الموجودة بالمنطقة. وأوضح قنديل أن منتوج الشمندر ساهم في تحسين دخل الفلاحين، وتوفير فرص الشغل لليد العاملة (مليونا يوم عمل في السنة)، بالإضافة إلى تنمية المنطقة، وتنشيط العديد من المجالات والمساهمة الفعالة في تكوين شركات مانحة للخدمات. وأشار رئيس جمعية منتجي الشمندر، أن جمعيته تساهم بشكل دائم ومستمر في مجالات عدة، منها إصلاح المضلعات الشمندرية ومراقبة وتتبع منتوج الشمندر داخل المعمل، وإرشاد وتأطير الفلاحين، من خلال إجراء تحاليل التربة واقتناء المبيدات والأدوية والبذور، والمساهمة في ميزانيات دور الطالب والطالبة بأقاليم أسفي والجديدة وسيدي بنور، كما تخصص منحا مالية لأبناء الفلاحين المتفوقين وتذاكر للحج لعدد من المنتجين كل سنة. وأكد عبد الرحمان النايلي، مدير المديرية الجهوية للفلاحة التابعة لجهة البيضاء سطات، في تصريح لـ"الصباح"، أن مخطط المغرب الأخضر ساهم بدور كبير في النهوض بالقطاع الفلاحي، من خلال نهج مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين، سيما المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، وشركة "كوسومار" وجمعية منتجي الشمندر السكري، والغرفة الفلاحية لجهة البيضاء سطات، إذ تم تعميم البذور أحادية الجنين إلى جانب مكننة الزرع والقلع والتخطيط الجيد لعملية السقي، وترشيد استعمال الأسمدة والمبيدات إضافة إلى التسيير الجيد واعتماد التقنيات الحديثة. كما تم تسجيل ارتفاع في استعمال الآلات الفلاحية وصلت إلى تعميمها خلال هذا الموسم الفلاحي الماضي، بما فيها القلع الميكانيكي للشمندر السكري في ظل الإجراءات الاحترازية لمحاصرة فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن كل ذلك كان له أثر إيجابي ساهم في رفع الإنتاجية والمردودية المالية للفلاحين. وتحظى هذه السلسلة الإنتاجية بأهمية خاصة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، وباهتمام وتتبع دائمين من قبل اللجنة التقنية الجهوية للسكر، إذ توفر للفلاحين، إلى جانب المردود المالي، قسطا من الأعلاف بناء على نسبة الإنتاج، كما تساهم زراعة الشمندر السكري في تجويد التربة وتعمل على احترام الدورة الزراعية. وأوضح النايلي، أنه تم اتخاذ تدابير إضافية مهمة من قبل الدولة، في إطار مخطط المغرب الأخضر، تتعلق بمتابعة إنجاز البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري، ومتابعة المساعدة التقنية لصالح الفلاحين لإنجاز مشاريع مقتصدة لمياه السقي والاستفادة من المساعدات الممنوحة من قبل الدولة لصالح الفلاحين في إطار صندوق التنمية الفلاحية، إذ تتراوح معدلات الدعم بين 80 و100 بالمائة حسب المساحة المخصصة، التي تهدف بالأساس إلى تشجيع الفلاحين على استخدام تقنيات حديثة تساهم في ترشيد مياه الري (نظام السقي بالتنقيط). أحمد ذو الرشاد (سيدي بنور)

دكالة… واحة صناعة السكر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة... تقرح الذراع والصداع الآثار الأكثر شيوعا للقاحات ضد كورونا

الحبس لشابين حاولا قتل جارهما

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات