״طاح״ المصباح … ״علقوا״ القاسم

القوانين الانتخابية تعيد العدالة والتنمية إلى ازدواجية الخطاب وجبر الخواطر سعيا إلى ولاية ثالثة نقل العدالة والتنمية، أزمته الداخلية، نحو مواجهة القاسم الانتخابي المرتكز على توزيع المقاعد على عدد المسجلين، عوض الأصوات الصحيحة المعمول به منذ 2002، وطبق مقولة « أنا مع أخي وابن عمي ضد الغريب»، إذ تمسك بالجمع بين آراء صقور الحزب، وحمائمه، وبين الحركة الدعوية "التوحيد والإصلاح"، والحزب وتنظيماته الموازية، في مواجهة كل الطيف الحزبي. عزلة قبل الانتخابات برلمان الحزب يطلق النار على جميع الأحزاب لأنها أسقطت أجندته الانتخابية عوض أن يمارس العدالة والتنمية النقد الذاتي في اجتماع مجلسه الوطني الاستثنائي المنعقد أول أمس (السبت) وأمس (الأحد) لمواجهة التصدع الداخلي، الذي برز لافتا عبر موجة من الاستقالات، وتجميد العضوية لأعضاء وازنين وعلى رأسهم عبد الإله بنكيران، نقل حربه الداخلية في مواجهة الطيف الحزبي الذي توافق على تمرير تعديل القاسم الانتخابي متجاوزا الحكومة، وضدا على رغبة وزير الداخلية الذي رفض التعديل ولم يجد المساندة من فرق الأغلبية التي اصطفت إلى جانب المعارضة، وظلت الحكومة والعدالة والتنمية على الهامش. ولم يناقش « بيجيديون» جوهر مشاكلهم الداخلية عبر اتخاذ قرار حاسم يؤدي إلى إلغاء ازدواجية الخطاب التي تبناها الحزب في أدبياته بتصريف مواقفه المتناقضة عبر مؤسسات الحزب ومنظماته الموازية، والمحافظة على سلوكين متناقضين، قيادة الحكومة، والحديث بلسان المعارضة في آن واحد، ثم التنصل من القرارات الحكومية المتخذة بتوقيع الوزراء، والادعاء أنهم آخر من يعلم في مسائل تهم المصالح العليا للبلاد. إن أعضاء « بيجيدي» لم يستطيعوا ممارسة النقد الذاتي بالتأكيد أنهم يدبرون الحكومة ومطلوب منهم الدفاع عن حصيلتها وقرارات الوزراء، عوض كيل الاتهامات بأن الوزراء مجرد « خونة» و» تنازلوا عن المبادئ»، خاصة من قبل الذين لم يحالفهم الحظ لكي يتولوا حقائب وزارية أو مناصب عليا، وربما لن يحالفهم الحظ مستقبلا، لذلك شنوا حربا على الحكومة. فالصراع داخل « بيجيدي» نفسي أكثر منه سياسي، وتهجمات بنكيران على صديقه سعد الدين العثماني، تصريف « حقد» و» حسد» أكثر منه شيء آخر. وتسقط كل مبررات هجوم بنكيران على العثماني، بدعوى أنه تنازل عن صلاحيته الدستورية، والحقيقة أنه حل محله في رئاسة الحكومة، وشكل الأغلبية في ظرف عشرة أيام، وأزاحه من منصب رئيس الحكومة، ومن منصب الأمين العام للحزب، لذلك لا وجود لأي تنازل سواء بتوقيعه الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، لأن « هذا التوقيع» هو ربح للقضية الوطنية بإقرار أمريكا بمغربية الصحراء، أو بتمرير قانون تعليم المواد العلمية باللغة الأجنبية، لأن أغلب أبناء قادة « بيجيدي» بمن فيهم بنكيران يدرسون باللغة الأجنبية التي تسهل لهم مأمورية الحصول على وظيفة تدر أموالا. أما تقنين القنب الهندي فهو تصور دولة لإزاحة تجار المخدرات، وتحويل « الكيف» إلى مواد طبية وصيدلانية وفي قطاع النسيج، كي يبيعه المزارعون مباشرة إلى مؤسسات الدولة، عوض أن يخضعوا لضغوطات تجار المخدرات، وبذلك سيقضي هذا القانون على تجارة الحشيش. واتهامات بنكيران، وإخوانه للعثماني لا مبرر لها، لأنه وهو رئيس الحكومة السابق، وافق على الاتفاقية الأممية لرفع كل أشكال التمييز ضد النساء، التي كان معارضا لها مدعيا أن اتفاقية « سيداو» تنشر الرذيلة، وهو من حرر قطاع النفط ومنحه للشركات كي تضغط على المواطنين وتتلاعب بالأسعار، وهو من أجاز وضع وصفة وحيدة للتقاعد، ورفع مساهمات الموظفين، ورفع سن التقاعد إلى 63 سنة، وهو من وضع نظام التعاقد في التعليم، ومن وقع على جعل صندوق محاربة التفاوت المجالي وتحقيق التنمية المحلية 55 مليار درهم بيد وزير الفلاحة، وهو من تراجع عن إلغاء معاشات البرلمانيين والوزراء، بل استفاد من المعاش الاستثنائي المتأتي من بنود التحملات المشتركة في قوانين المالية ب 7 ملايين شهريا، علما أنه لم يدخر ولو درهما واحدا. فلا أحد من « بيجيديين» قادر على أن يقول هذا الكلام مباشرة إلى بنكيران، إذ يكتفون بتسريبه إلى الصحافيين بأنهم ضحية زعيمهم، الذي اختص في جلدهم واتهامهم بكلمات جارحة لم يقو خصوم الحزب على توجيهها لهم. وجبر أعضاء المجلس الوطني، خواطر بعضهم البعض، إذ رفضوا استقالة إدريس الأزمي الادريسي، من رئاسة المجلس الوطني بأغلبية ساحقة. وشدد العثماني، على أنه يتعين في هذه الظرفية استحضار وتعزيز روابط الأخوة التي تتجاوز الروابط التنظيمية العادية، وتمتين الصف الداخلي، ومواجهة الصعوبات، واصفا ذلك بـ»الابتلاء الذي يتطلب الصبر». وفي انتظار صدور بلاغ المجلس الوطني في دورته الاستثنائية، قال العثماني، إن هاجس حزبه بخصوص التعديلات الأخيرة على القاسم الانتخابي، هو هاجس وطني ديمقراطي وليس انتخابيا مصلحيا، على خلاف منطق المغالطات التي يروجها البعض، من أن الحزب يرفض هذه التعديلات لضررها على نتائجه الانتخابية. الأمل المعلق أكد أمين عام « بيجيدي» أن بعض الأحزاب السياسية، اصطفت ضدا على مقترحاتها التي وردت في مذكراتها الانتخابية المقدمة إلى وزارة الداخلية، من خلال الدفع باعتماد تعديلات على القاسم الانتخابي، مسجلا أن هذا النمط الذي جرى تمريره في البرلمان، يعتبر تراجعا. وأضاف العثماني أن حزبه لن يقاطع الانتخابات، لأنه سيساعد خصومه على تصدر الانتخابات، وهو ما أكد عليه أكثر من عضو قيادي في الأمانة العامة للحزب وفي المجلس الوطني. ويمني « بيجيديون» النفس بأن تسقط المحكمة الدستورية، القاسم الانتخابي الجديد، تحت مبرر أنه يتعارض مع التصويت الحر لكل مواطن المنصوص عليه في الدستور، ويجعل لأموات ومقاطعي الانتخابات دورا محوريا في توزيع المقاعد. أحمد الأرقام

״طاح״ المصباح … ״علقوا״ القاسم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البيوت أسرار" على "الأولى"

بورصة البيضاء...شبه استقرار في وتيرة التداولات عند الافتتاح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات