تبون يشفر رسائل لقيادة “بوليساريو”

مجلة الجيش الجزائري تؤكد احتجاز اللاجئين بتندوف بقلم: الفاضل الرقيبي بعد أن ظلت الحكومة الجزائرية تخفي معاناة عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين فوق أراضيها بلحمادة تندوف، وقعت مجلة الجيش الجزائري في المحظور، وهي التي أصبحت تعاني إسهال الإصدار الأسبوعي، بعدما كانت تظهر مرتين في السنة في عهد القايد صالح. واعترفت المجلة ضمن مقال هاجمت فيه المغرب، أن الجيش الجزائري يفرض طوقا واسعا على قطاع تندوف، وأنه يقوم بعمليات تفتيش دقيقة، وتسيير الدوريات الراجلة، وأنه أعلن، منذ يوليوز الماضي، أقصى درجات التأهب. واستعرض مقال في الصفحة الرابعة، مرفوق بصورة شنقريحة، أرقاما قال إنها عدد العمليات النوعية التي نفذها الجيش. وبالنظر لتاريخ هذه العمليات، والحدود التي وقعت فيها، ستجد أن أغلب ضحايا هذه العمليات هم اللاجئون الصحراويون، الذين يرميهم الجيش الجزائري بنيرانه، مثلما حدث الأسبوع الماضي، مع شابين من مخيم الداخلة، حيث قتلا نتيجة غارة جوية نفذتها هيليكوبتر انطلقت من قاعدة «شنشان» القريبة من المخيم، لتستهدف الشابين اللذين كانا في رحلة البحث عن الحطب، التي تطلق عليها نشرة الثامنة ومجلة الجيش «عمليات نوعية لحماية الحدود الغربية»!! غير أن إشارة مجلة الجيش هذه المرة، بشكل واضح وجلي، إلى الوضعية الأمنية في المخيم والمجهودات، التي يبذلها الأمن العسكري الجزائري هناك، لم تكن بريئة، بل جاءت بالتزامن مع تصريحات للرئيس تبون، اعتبرها البعض مسمارا آخر في نعش قيادة لحمادة، إذ قال إن مجموعات الصحراويين التي ولدت على الأراضي الجزائرية لن تقبل بأن تظل تحمل صفة لاجئ إلى الأبد، ممعنا بذلك في إذلال عصابة الرابوني التي باتت بعيدة كل البعد عن واقع اللاجئين الصحراويين، وانصرفت للعيش بعيدا عنهم، بفيلاتها بالأحياء الراقية بتندوف، وقد استشف رواد التواصل الاجتماعي من سكان المخيم، من خلال كلام تبون هذا، أنه يدفع بـ «بوليساريو» إلى الرضوخ للمقترح المغربي للحل، بعدما دقت تقارير الأمن الجزائري وعيونه المزروعة في المخيم، ناقوس الخطر حول تذمر أغلب الصحراويين، ورفضهم لواقع المعيشة الصعبة، التي باتت «بوليساريو» ومسلحوها يفرضونها عليهم بالقوة والحصار. فالمخيم مغلق منذ حوالي أربعة أشهر، والخروج منه لا يتم إلا برخصة من الأمن الجزائري، وهو الأمر الذي أضر بحركة التجارة ونقل البضائع من تندوف نفسها، وحتى وإن حاولت وسائط الإعلام الجزائرية، وبعض أبواق «بوليساريو» نكران هذه الحقائق، والقفز عليها، فإن الاحتفاليات الأخيرة، التي دعا إليها التنظيم السياسي لـ «بوليساريو» عكست مدى الغضب الشعبي. فلم تحضر سوى أعداد قليلة، أغلبهم إطارات تنظيمية، ما جعل القيادة تلجأ إلى إغراق أماكن هذه الاحتفالات بالمتدربين، بقواعدها العسكرية للتغطية على هذا العزوف، الذي عرى أكذوبة «التعبئة الشاملة في صفوف سكان المخيمات»، وانخراطها في «حرب التحرير الثانية»، التي لم تفلح الجبهة ومعها المسؤولون الجزائريون في إثبات وجودها على أرض الواقع، بعدما تحولت ترهات البلاغات العسكرية وبالا على قيادة تروج لانتصارات وهمية يدحضها ضم المغرب المتواصل لمزيد من الأراضي، التي كانت تسميها «بوليساريو» مناطق محررة، من خلال تمديد الحزام الأمني في اتجاه الحدود الجزائرية. تصريحات تبون، التي جاءت أسبوعا بعد استنجاده بالمغتصب غالي ليثبت أنه استعاد عافيته، وأصبح قادرا على مزاولة مهامه، بما فيها استقبال ضيوفه، تعاملت معها قيادات «بوليساريو» بكثير من التخبط والغباء، المعهود، وراحت تعزف أسطوانتها المشروخة حول وقوف الجزائر الرسمية إلى جانبها، بل حتى بعد جلسة مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي أخرج «بوليساريو» فارغة اليدين، ودون الحصول على أقل عبارات التعاطف، قال محمد سالم ولد السالك إن هذا الاجتماع، في حد ذاته» تقدم ملحوظ في مسار التسوية، ما يوضح كمية الفراغ الذي تعيشه قيادات الجبهة وتغريدها خارج الرادار، بل وعدم أهليتها حتى لإدارة حي في المخيم، وهو الأمر الذي يعود بنا إلى الأسباب التي أدت إلى الإنزال الأمني الجزائري بالمخيمات، وسحبه لصلاحيات كل القيادات، وتوليه تسيير شؤون السكان، حتى وإن كان بالحديد والنار، وهو دليل آخر على أن الجزائر لا تثق في «بوليساريو» لكي تمنحها ولو هامشا ضعيفا للتصرف في هذه الظرفية الحساسة، التي يعول فيها جنرالات الجزائر على نزاع الصحراء لتصريف أزماته الداخلية، ومواجهة حراك متصاعد، قد يعصف بهم في أي لحظة.

تبون يشفر رسائل لقيادة “بوليساريو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بيجيدي ... انقلابـات فاشلـة

كورونا يهدد مباراة منتخب القاعة والبرازيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات