لطفي: تراجع كبير في الخدمات الصحية

لطفي أكد تقهقر الإستراتيجية الوطنية لعلاج الأمراض المزمنة بسبب الحجر الصحي أكد علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، أنه خلال فترة الحجر الصحي وفي ظل الاهتمام الكبير بمرضى كورونا، عرفت الإستراتيجية الوطنية لعلاج الأمراض المزمنة تراجعا، كما سجل تقلص كبير في الخدمات الصحية العادية والروتينية لذوي الأمراض المزمنة. عن تفاصيل أكثر حول الموضوع يتحدث علي لطفي ل"الصباح" في الحوار التالي: في ظل الحجر الصحي يحظى مرضى كورونا باهتمام كبير رغم أن هناك مرضى يعانون في صمت أمراضا مزمنة، فما تعليقكم؟ تحولت وزارة الصحة وبكل ثقلها إلى وجهة فيروس كورونا لمحاربته، وأصبح الشغل الشاغل لدى المسؤولين وفي اجتماعاتهم وتصريحاتهم هو فيروس كورونا المستجد، وكيفية التعاطي مع هذه الجائحة، وتراجعت بشكل ملحوظ الإستراتيجية الوطنية لعلاج المصابين بالأمراض المزمنة، خاصة على مستوى الأدوية الخاصة بهم كمادة الأنسولين أو حصص تصفية الدم أو أدوية الضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين والسرطانات، رغم أن فيروس كورونا أشد خطرا على أصحاب الأمراض المزمنة وأن الفيروس يصيب خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة، مثل السرطانات وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والأمراض التنفسية وداء فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" والسل، والتي تمثل أزيد من 80 في المائة من مجمل الوفيات بالمغرب. وبالتالي كان على وزارة الصحة وضع خطة موازية أكثر دقة وحماية لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة ضد فيروس كورونا بعد أن أعلنت المنظمة العالمية للصحة عن سلالة هذا الفيروس وخطورته وسرعة انتشاره. ما هي الانعكاسات السلبية لأزمة كورونا على الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في مختلف المستشفيات، وتحديدا المصابين بأمراض مزمنة وهل هناك أرقام حول عدد وفياتهم خلال فترة الحجر الصحي؟ أصبحت معاناة المرضى المصابين بأمراض مزمنة مضاعفة مقارنة بما كانت عليه في السابق، وقبل ظهور الجائحة. أول الأسباب لأنهم مهددون أكثر من غيرهم بالإصابة بكوفيد- 19، نظرا لضعف مناعتهم، وثانيها لمخلفات الاختلالات السياسة الصحية وتراكماتها السلبية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن عاش المغرب ظاهرة نفاد عدد كبير من الأدوية ضرورية لحياة المرضى المصابين بأمراض مزمنة، والمواعيد التي تتجاوز ستة أشهر إلى سنة للحصول على استشارة لتغيير الدواء أو للتشخيص، فضلا عن الضعف والتردي الذي تعانيه أغلب المستشفيات العمومية ومستعجلاتها، بل حتى المصحات الخاصة تعيش الوضع نفسه وبعضها يفرض أسعارا غير مقبولة وليست في متناول المرضى في ظل هذه الجائحة، إضافة إلى أن الموارد البشرية طبية وتمريضية وتقنية في المختبر على قلتها، تحولت بنسبة كبيرة إلى وجهة الوحدات الصحية للحجر الصحي أو العناية الفائقة أو مصالح الإنعاش لعلاج المصابين بفيروس كورونا، ومع حالة الاستنزاف هذه من الصعب جدا الحديث عن الرعاية الصحية نفسها للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وبالتالي نجهل مصير المصابين بالأمراض المزمنة و73 في المائة منهم مسنون وأغلبهم فقراء وذوو دخل محدود، وكم عدد المتوفين منهم أو الباقين على قيد الحياة رغم أن أعدادهم كبيرة جدا تعد بالآلاف. كيف تنظر إلى تدبير وزارة الصحة للقطاع خلال مرحلة كورونا ارتباطا بالأمراض المزمنة، التي تحتاج تدخلا طبيا مستعجلا؟ في إطار تدبير جائحة كورونا، يمكن القول إن وزارة الصحة بحكم الأزمة، التي يعانيها القطاع الصحي ومستشفياته وفي كل جوانب العملية الصحية، ويفتقد إلى المعطيات الوبائية، بطبيعة الحال لم تأخذ الأمور بمحمل الجد في البداية، إلى درجة أن تصريحات بعض المسؤولين كانت تشكك في خطورة الوباء وأنه غير قاتل ولن نصل إلى ما وصلت إليه بعض البلدان؟ إلى أن اصطدمت بواقع آخر ومعطيات مفزعة حول سرعة انتشار المرض أربكت كل الحسابات، ووجدت وزارة الصحة نفسها عاجزة عن المواجهة بإمكانياتها الضعيفة وهي التي ظلت تعاني قلة الموارد المادية والتجهيزات الطبية والموارد والبشرية والكفاءات المتخصصة ومن وحدات الإنعاش الطبي والأطباء والممرضين المتخصصين في الإنعاش والتخدير. وبالتالي كانت قراراتها متذبذبة ومتعثرة وخاصة على مستوى الكشف المبكر لحصر انتشار الفيروس. وكان الاعتماد فقط على مختبرين رئيسين باستور بالبيضاء والمعهد الصحي بالرباط، وهو خطأ والشجرة التي كانت تخفي الغابة بسبب تأخير الإعلان عن نتائج التشخيص تصل أحيانا إلى أسبوع. مما يوحي أن بلادنا لديها فقط بعض الإصابات القليلة المستوردة من الخارج، فلم تسلم من وضعيتها الشاذة، إلا بعد أن تم إنشاء صندوق تدبير جائحة كورونا، بأمر من جلالة الملك، ودعم وزارة الصحة بملوني درهم، ودخول الطب العسكري في المعركة إلى جانب الطب المدني، بإمكانياته وتجربته المميزة، كما تم تعميم التشخيص على مختبرات المراكز الاستشفائية الجامعية. أما بالنسبة إلى الخدمات الصحية العادية والروتينية فإنها تقلصت بنسبة كبيرة لعدة عوامل منها الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والخوف من الاختلاط وحتى الوصول إلى المستشفيات أو المستعجلات إلا عند الضرورة القصوى، التي يكون فيها المريض في حالة تتطلب التدخل الاستعجالي، كما أن من لديه مرض مزمن عليه الاحتراس بشكل خاص كي لا يصاب. أجرت الحوار: أمينة كندي المصابون بأمراض مزمنة يعانون في صمت لا نستغرب حينما نلاحظ أن المعطيات، التي تصرح بها وزارة الصحة عن الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 تفتقد إلى عنصر مهم يتعلق بالحالة الصحية السابقة للمصاب المتوفى، هل كان يعاني مرضا مزمنا أم لا؟ الندوة الصحفية اليومية تقف أحيانا وفقط على عامل السن والمدينة. وبالتالي من الصعب التأكد من الفرضية أن الفيروس يصيب أكثر الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، كما أن الوفيات التي تقع خارج المستشفيات المعتمدة لا علاقة لها بفيروس كورونا، وإنما بسبب المرض المزمن، لكن بعد القيام بتشريح طبي، وهذه المعادلة والمعطيات غير متوفرة. لذلك تبرز أهمية ومشروعية التساؤل عن مصير هؤلاء الذين يعانون في صمت وهم الفئة المهددة أكثر من غيرها، وكم عدد المتوفين منهم بسبب كوفيد -19 وعدد الوفيات بسبب الأمراض المزمنة في هذه الفترة؟

لطفي: تراجع كبير في الخدمات الصحية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استئناف الموسم مستحيل

بند يمنع أزارو من اللعب للزمالك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات