أميون وجدوا صعوبة في استيعاب الإجراءات و آخرون غامروا بأبنائهم رغم بشائر الأمل للفئات الفقيرة أو تلك التي فقدت عملها، والمستفيدة من بطاقة "راميد"، إلا أن عملية استخلاص أموال الدعم، بعد قبول ملفاتها، صاحبها ارتباك، إذ هناك من وجد صعوبة في استخلاص أمواله من الشبابك الأوتوماتيكية، وآخرون عجزوا عن العثور على الوكالة بعد توصلهم باسمها دون عنوان. وأول إشكال صادف العملية، تعقد مساطر للحصول على الدعم، إذ أن نسبة كبيرة من المستفيدين، أميون أو ذوو مستوى تعليمي محدود، ما جعلهم يجدون صعوبة كبيرة في استيعاب إجراءات الحصول على مبلغ الدعم، بداية بالتوصل بالرقم السري، ووصولا إلى استعماله في السحب من الشباك الأوتوماتيكي. ورغم حملات التحسيس والتوعية التي راهنت عليها الدولة بالقنوات العمومية، وتظهر بطريقة مبسطة كيفية إدخال الرقم السري، أجبر العديد من حراس الأمن الخاص المنتشرين أمام الشبابيك الأوتوماتيكية، على التدخل في عدة مناسبات لتقديم العون للمستفيدين، بعد أن اختلطت عليهم الأمور وتداخلت عليهم أرقام الشبابيك، وعجزوا عن فك شفراتها. هذا الوضع دفع آباء وأمهات، لتفادي أي إحراج، إلى المغامرة بأبنائهم، إذ أوكلوا لهم مهمة استخراج أموال الدعم من الشبابيك الأوتوماتيكية، علما أن أغلبهم لا يتوفر على رخصة التنقل الاستثنائي، إذ صار الانتقال إلى البنك محفوفا بخطر اعتقالهم من قبل مصالح الأمن، وما زاد من تعقد العملية بالنسبة إليهم، الاكتظاظ، إذ وجدوا أنفسهم مضطرين للانتظار لوقت طويل حتى يحين دورهم. بعض المستفيدين من أموال الدعم، كان حظهم أكثر سوءا من هؤلاء، إذ اتبعوا التعليمات، وتوصلوا بالرقم السري واسم الوكالة المالية، دون تحديد عنوانها. كان اسم وكالة تحويل الأموال غير معروف بالمنطقة، فاستنجد بعضهم بأقاربهم ومعارفهم، دون جدوى، ليتم الرهان على سائقي سيارة الأجرة، وكانت النتيجة صادمة، إذ لم يتم التوصل إلى مكان وجودها إلا بعد أن كلفتهم الرحلة مبلغا كبيرا وجهدا جهيدا. إلى جانب هذه الفئة، وجدت أخرى نفسها محرومة من الدعم، رغم أنها تنتمي إلى وسط فقير وحاصلة على بطاقة "راميد"، لسبب بسيط أنها قررت تجديد بطائقها الوطنية، بشكل تزامن مع صدور قرار الحجر الصحي، إذ رغم توفرها على وصل مصلحة بطاقة التعريف بمراكز الأمن، وإرسال رقم البطاقة عبر رسالة نصية، كان الرد صادما، أي أنهم مقصيون من هذه المبادرة، بسبب نهاية صلاحية بطائقهم الوطنية. إضافة إلى هؤلاء، ما زالت فئة أخرى تترقب بفارغ الصبر قبول ملفاتها، إذ لم تتوصل بالموافقة والرقم السري، ما جعلها تتخوف من أن تكون ضحية دراسة غير مطلعة لملفاتهم، رغم طمأنتهم أن دورهم سيحين قريبا، وأن الأمر يتعلق بإجراء احترازي لا غير، لتفادي الفوضى والاكتظاظ أمام وكالات تحويل الأموال والشبابيك الأوتوماتيكية. مصطفى لطفي