عاشت ظروفا عصيبة قبل ظهور نتائج التحليلات ورعاية الأطباء والممرضين أنستها الإصابة ليس من السهل أن يتقبل المرء إصابته بوباء "كورونا"، إذ تتراقص أمامه جميع الاحتمالات السيئة، وتتقاطر عليه هواجس بأن ساعته قد حانت، فتربك حساباته وتمنعه حتى من أخذ نفس للتفكير في المستقبل، لكن بعض المرضى، تحلوا بالشجاعة، وتصدوا لكل الأفكار السلبية، وعلقوا آمالا كبيرة على تجاوز محنتهم، ووثقوا بشكل كبير في كفاءة الأطقم الطبية المغربية، والنتيجة، استقرار حالتهم الصحية، وهم الآن في الطريق نحو الشفاء من المرض. من بين هذه الحالات التي ترفع لها القبعة، وقدمت دروسا للمغاربة في كيفية التعامل الايجابي مع هذا المرض، ليلي، ممرضة شابة بمصحة خاصة بالبيضاء، تؤمن بفكرة أن أكبر علاج للمرض وهو مقاومته وتحديه لا الخوف منه، إذ من داخل غرفة العزل التي ولجتها منذ مارس الماضي بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء، ما زالت متشبعة بروح الأمل، وتتحدث بكل ثقة أن هذه الأزمة ستزول إلى الأبد. تعترف ليلي أنها عاشت لحظات عصيبة، بعد أن فرض عليها وزملاءها في مصحة خاصة العزل الصحي، بعد إصابة طبيب فرنسي حل للعمل معهم بفيروس "كورونا". خلال يومين من العزل، كان أملها كبيرا أن تكون من الفئة الناجية، لكن سرعان ما ظهرت عليها أعراض الوباء، وعانت أزمة نفسية، وهي تترقب نتائج التحاليل المخبرية، التي كانت إيجابية. تقر ليلى أنها لم تتقبل الأمر في البداية. كان وقع الصدمة كبيرا عليها، فهذا الوباء الذي تابعت تطوراته على قنوات إخبارية عالمية، اخترق جسدها دون استئذان. شعرت بحزن شديد وصل إلى حد لوم الطبيب الفرنسي وتحميله المسؤولية، لكن علامات الارتياح بدت في الأفق، أهمها عدم انتقال العدوى إلى أفراد أسرتها، فقررت تحدي الوباء، وهي بداية الطريق نحو العلاج. نقلت ليلى وزملاؤها إلى جناح خاص بمرضى وباء "كورونا" بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء. كانوا مرتبكين في البداية، إلا أن الاستقبال المتميز الذي حظوا به من قبل الطاقم الطبي وتشجيعاته لهم، واستفادتهم من غرف خمس نجوم، شجعتهم، وأدركوا أن الثقة في الله والطاقم الطبي واتباع تعليماته، ستقودهم إلى بر الأمان. كانت أولى نتائج بوادر الأمل، أن ليلى وزملاءها المصابين، تعاطفوا مع الطبيب الفرنسي الذي نقل العدوى، بعد أن عرضوه لانتقادات شديدة في السابق، وآمنوا أن إصابتهم قضاء وقدر. أثنت ليلى بشكل كبير على الطاقم الطبي والإداري وحتى عاملات النظافة، بمستشفى مولاي يوسف، الذين كان لهم دور كبير في استقرار حالاتها النفسية والصحية، بتعامل إنساني خاص دون كلل مع جميع المرضى، واستعداد للتضحية في سبيلهم، مع تقديم خدمات متميزة من مأكل ومشرب وأسرة من النوع الرفيع لضمان نوم مريح. خضعت ليلى منذ فترة لحصة العلاج بمادة "الكلوروكين". في كل زيارة للطبيب المشرف، يشعر أن حالتها الصحية مستقرة، ما يبشرها بأن ساعة شفائها اقتربت. مصطفى لطفي