الصحافة المكتوبة … قطع الأرزاق

وقف التوزيع يلف حبل الإفلاس حول أعناق الصحف وشبح الإعدام يتسلل إلى قاعات التحرير لم تجد الجرائد المغربية بدا من تخفيض تكاليفها، جراء الحكم عليها بوقف التوزيع بسبب جائحة فيروس "كوفيد 19"، التي لفت حبل الإفلاس حول أعناق الصحافة المكتوبة، وبدأ شبح الإعدام يتسلل إلى قاعات تحرير أكبر الصحف الوطنية. وتأخر القطاع الوصي في إيجاد حلول لأزمة الجرائد التي زحف عليها زمن الانقراض منذ مدة، إلى أن نزل قدر الوباء وعلقت الإصدارات الورقية بسبب الإجراءات الاحترازية، فكانت ضربة قاضية أنهت مسار معاناة مع ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، في غياب أي دعم خاص يضمن الاستمرارية على الأقل. ويهدد توقف ‏الصحف الورقية مئات الصحافيين والعاملين، بعد أن رفعت المقاولات المصدرة لها الراية البيضاء في معركة توفير المرتبات بسبب أزمة مالية تمتد جذورها إلى ما قبل زمن العزل الطبي. ولم تتم مواكبة منع التوزيع المعلن من قبل القطاع الوصي بأي إجراء داعم غير المطالبة بالبحث عن البدائل، إذ دعت الوزارة المكلفة جميع ناشري الصحف والجرائد الورقية إلى تعليق إصدار ونشر وتوزيع الطبعات الورقية حتى إشعار آخر، للحد من انتشار فيروس كورونا. وقال بيان لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، إن هذه الدعوة "تأتي في إطار حالة الطوارئ الصحية المعلنة في المملكة، وتفعيلا للإجراءات المتخذة من أجل مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)"، دون الإعلان عن مبادرة حكومية لتقويم الخلل كما فعلت مع القطاعات الأخرى، رغم أن التعبئة الإعلامية تشكل عصب الحجر الصحي، من خلال تعامل مهني ومسؤول مع مواطنين، أصبحوا عرضة للأخبار الزائفة وربما المحرضة على خرق حالة الطوارئ، ما دفع المجلس الوطني للصحافة إلى تثمين العمل المهني الإيجابي للصحافة إزاء مستجدات فيروس "كورونا"، والالتزام والنضج الذي أبان عنه المهنيون، رغم بعض الانتهاكات المعزولة. واعتبر المجلس الوطني في بلاغ صدر عنه أن الوضع يستدعي تعبئة شاملة، على مختلف المستويات، لمواجهة هذا الخطر الداهم، وهي المهمة التي ينبغي للصحافة ووسائل الإعلام وكل أدوات التواصل، أن تلعب فيها الدور الرئيس، لمنع اجتياح هذا الوباء، إذ تؤكد التجارب الطبية وتعليمات الخبراء، أن التوعية والتحسيس وتملك وعي جماعي متقدم بآليات الاحتياط والوقاية، هي السلاح الناجع، لتجنب الكارثة. وأوصى المجلس في بلاغه بالالتزام بميثاق أخلاقيات الصحافة، الذي تمت المصادقة عليه من قبل المجلس، والذي يتضمن كل القواعد والمبادئ المهنية والأخلاقية، التي ينبغي أن تكون السلوك اليومي في العمل الصحافي، والتي يجب استحضارها في معالجة ومتابعة تطورات انتشار الوباء، لتجنب الأخطاء المحتملة. وأدان المجلس المتاجرة بموضوع الوباء وتقديم تأويلات وتفسيرات وحكايات عن المؤامرات، لا تستند على أي أساس علمي، هدفها تجاري محض، يتعارض مع الرسالة النبيلة للعمل الصحافي، داعيا إلى التحلي بأعلى درجات يقظة الضمير المهني، في ظرفية لا يمكن استعمالها لغايات ميركانتيلية ممقوتة، هدفها تحقيق أرباح بشكل غير مشروع. وفي انتظار التفاتة حكومية أهاب المجلس بهيآت التحرير السعي إلى العمل ضمن خطة مدروسة وبرنامج عمل مضبوط، وتخصيص اجتماعات منتظمة لتقييـــــم الوضع وتبادل المعطيات، للمساهمة الفاعلة في مواجهة تفاقــــــم الوباء، بنشر وبث الأخبار المؤكدة والتحاليل العلمية، المعتمدة على الخبرة الموثوق بها، والتصدي للأخبار الكاذبة والإشاعات والخرافات والتفسيرات غير العلمية، ومضاعفة الجهود للمشاركة في حملة التحسيس والتوعية، للوقاية من الوباء واتخاذ الاحتياطات الصحية والاجتماعية الضروريــــــــة للحد من انتشـــــــــــاره. ياسين قُطيب

الصحافة المكتوبة … قطع الأرزاق

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفردوس: "صحافي" بوزارة الثقافة والرياضة

نديه: اكراهات القوة القاهرة وآثارها على المعاملات التعاقدية

مقالات ذات صلة