8 مارس … “مرا وكادة”

الصباح اختارت نماذج نساء استثنائيات لتسليط الضوء على مساراتهن وإنجازاتهن والمعيقات التي اعترضتهن بمناسبة 8 مارس، العيد العالمي للمرأة، اختارت «الصباح» أن ترسم بورتريهات صغيرة لنساء استثنائيات، قد تكون هذه المرة الأولى بالنسبة إلى أغلبهن، التي يخرجن إليها إلى العلن، ويتحدثن عن مسارهن وإنجازاتهن والمعيقات التي اعترضت طريقهن، في مجتمع ذكوري لا يقبل أن تكون المرأة ندا للرجل، رغم أنها أثبتت تميزها وكفاءتها، حتى في مجالات ظلت لعقود، حكرا على الرجال. في هذه المناسبة التي تهدى فيها النساء ورودا وعطورا، اخترنا أن نهديهن في «الصباح» عرفانا واعترافا، من خلال بعض النماذج التي ارتأينا أنها خير مثال ل»العيالات الفحلات»، اللواتي ستجد الكثيرات أنفسهن فيهن، لأن عديدات يشبهنهن، إن لم يكن في معاناتهن، ففي نضالهن اليومي من أجل التميز أو في قدرتهن على اجتياز كل الصعوبات الممكنة، مقابل لقمة عيش مغموسة في القهر والبؤس، ولحظة سعادة وفرح يمنحنها لأبنائهن وأسرهن الصغيرة. إضافة إلى القاضية وسيدة الأعمال والجزارة وربة البيت والبطلة الرياضية... كان بودنا أن ندرج «بروفيلات» أخرى تستحق منا كل الاهتمام أيضا، لفلاحة أو شرطية مرور أو سائقة طرامواي أو حافلة أو مقاولة أو شاعرة أو مناضلة نسائية أو غيرها من النماذج النسائية المشرفة، التي تشتغل وتكدّ في الظل، لكن الحيز كان عائقنا، على أمل العودة إليها في أعداد ومناسبات مقبلة. عيدكن، سيداتي، سعيد. وكل 8 مارس وأنتن «عيالات قادات». قاضية حكيمة الناصري فرضت اسمها في المحاكم بفضل اجتهاداتها وتميزت بنضالها من أجل المناصفة اختارت عائشة الناصري، بعد حصولها على الإجازة في الحقوق، أن تطرق باب القضاء في 1985، في الوقت الذي كان فيه الجسم القضائي حكرا بنسبة أكبر على الرجال. وبما أن التميز كان حليفها فقد صادف تعيينها بعد تخرجها من المعهد العالي للقضاء في 1987، إحداث المحكمة الابتدائية بابن مسيك التي عينت فيها، واستطاعت رغم صغر سنها أن تضع لنفسها موقع قدم من خلال الأحكام التي كانت تصدرها والتي اعتبرت اجتهادات قضائية، خاصة في الشق المتعلق بالأحوال الشخصية، إذ لم يكن القانون ساعتها يسعف المرأة والطفل، وهو ما دفع عمر عزيمان، وزير العدل ساعتها في 1998 أن يختارها ويمنحها إذنا كتابيا للانفتاح على المجتمع المدني، في شأن العنف ضد النساء الذي اشتغلت فيه آنذاك مع اتحاد العمل النسائي، وشاركت إلى جانبه في إعداد دراسات حول مدونة الأسرة، وتمكنت من الحصول على العضوية في المحكمة العربية التي يوجد مقرها في لبنان. عائشة الناصري القاضية المناضلة، التي تربت على حقوق الإنسان، ودرست بابتدائية للا أمينة بدرب غلف وثانوية شوقي قبل أن تلتحق بكلية الحقوق، راكمت خلال 32 سنة الماضية تجربة مهمة في القضاء واستطاعت أن تترك بصمتها سواء في القضاء العادي أو المختص، إذ أنها تدرجت بين القضاء العادي في ابن مسيك، والقضاء المختص بالمحكمة التجارية بالبيضاء، لتعود مرة أخرى إلى المحكمة المدنية، ثم مرة أخرى إلى القضاء التجاري ولكن هذه المرة مستشارة بمحكمة الاستئناف التجارية بالبيضاء، التي تركت فيها بصمة واضحة، من خلال القرارات التي كانت تصدرها، قبل أن تنصب في 2011 وكيلة للملك لدى المحكمة الابتدائية المدنية بالبيضاء، وهو المنصب الذي ظلت فيه إلى حين تعيينها من قبل الملك محمد السادس عضوا بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، بعد انتخابها من قبل قضاة المملكة. ونتيجة روح المغامرة التي كانت تمتلكها فإنها إلى جانب العمل الجمعوي بالمجتمع المدني، كانت عضوا نشيط بالودادية الحسنية للقضاة، واستطاعت أن تحجز على امتداد سنوات كرسيا لها بمكتبها المركزي، ما منحها صدى قويا من خلال الدفاع عن حقوق المرأة القاضية في المناصفة والتمثيلية في المجلس الأعلى للقضاء، وفي حجز كرسي المسؤولية القضائية. ومع التغييرات التي حملها دستور 2011، والتي مكنت القضاة من إنشاء جمعيات مهنية خاصة بهم، كانت عائشة الناصري السباقة إلى خوض التجربة وإنشاء الجمعية المغربية للنساء القاضيات، التي تهدف إلى مقاربة النوع الاجتماعي داخل الجسم القضائي، إذ تقول عنها إنها «استشعرت المسؤولية الجسيمة للمرأة القاضية ما دفعها رفقة عدد من القاضيات إلى الخروج إلى العلن وإنشاء جمعية مهنية نوعية للمرأة القاضية، والتي استطاعت أن تساهم بشكل كبير في إصلاح منظومة العدالة، وتكريس دور المرأة القاضية في حماية استقلال السلطة القضائية». رصيدها القانوني والقضائي والحقوقي دفع «العصبة الفرنسية للمنفعة العامة»، أعرق جمعية يبلغ عمرها أزيد من 400 سنة، إلى تكريمها ضمن مجموعة من الفعاليات الدولية التي اختيرت اعترافا بمجهودها وعملها النضالي في المشهد الحقوقي، سواء في مجال العدالة أو في حقوق النساء، وتم تتويجها بميدالية فضية «médaille d’argent avec palme et couronne» مع شهادة اعتراف، وهو تكريم ينضاف إلى تكريمات أخرى حظيت بها الناصري التي تعد نشيطة في منظمة الكرامة الدولية، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالبيضاء سطات، والتي هي الآن عضو بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان. كريمة مصلي

8 مارس … “مرا وكادة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمازيغ يعلنون الحرب على تجار الدين

"كوكتيل" أحلام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات