منتصر: لا دليـل علميـا علـى فوائـد الختان

خالد منتصر قال إن خلط الدين بالعلم خطر عليهما قال الدكتور خالد منتصر إن الختان عادة قديمة تسربت إلى الأديان من خلال أساطير الحضارات القديمة، وأضاف الطبيب والباحث المصري أنه لا توجد لحد الآن دراسات علمية دقيقة تثبت فوائد الختان لدى الذكور من عدمه، في الوقت الذي توجد دراسات أخرى تؤكد مخاطره على الإناث. كما تحدث صاحب كتاب "وهم الإعجاز العلمي" عن العلاقة بين العلم والدين وأشياء أخرى تجدونها في الحوار التالي. < ما هي الإشكالات التي يطرحها موضوع الختان بين الشريعة والطب؟ < الختان في الأصل عادة إفريقية تسربت في البداية إلى مصر، ولا تنتمي إلى الأديان التوحيدية التي جاءت ووجدت هذه العادة قائمة، فصارت تهم الذكور والإناث معا، لكن لدينا في مصر انتشار خطير لعادة ختان البنات التي لا توجد لديكم في الدول المغاربية بشمال إفريقيا، إذ الملاحظ أن جل الدول التي توجد على حوض النيل، خاصة الكونغو وكينيا والسودان ومصر تسود فيها ظاهرة ختان البنات، كما أن البلاد الإسلامية كافة تمارس ختان الذكور، وبعضها يمارس ختان الإناث دون أي دليل ديني أو علمي يسند تلك الممارسات. فالشيوخ يزعمون أنها سنة ويجب اتباعها، وفي الوقت نفسه يستحضرون حديث "لعن الله الواشمة" لأن الوشم يغير خلق الله. فإذا كان الوشم يغير خلق الله، فما بالك ببتر أجزاء من الجسم خلقها الله الذي يقول في القرآن إنه أحسن كل شيء صنعاً؟ فإما أن الله لم يحسن صنعه، أو أنهم لا يهمهم ما يقوله القرآن. < لكن هناك كتابات تتحدث عن أن مصدر الختان تسرب إلى الأديان التوحيدية عبر الفراعنة؟ < نعم ختان الذكور كان موجودا فعلا عند الفراعنة، لكنه حاضر أيضا في ميثولوجيا بلاد الرافدين، ولهذا نجد أن "العهد القديم" يتحدث عن النبي إبراهيم الذي أتى من ناحية العراق، وحاول أن يختن نفسه ب"القدوم" وبغض النظر عما إذا كان "القدوم" مكانا أو الأداة التي اختتن بها النبي إبراهيم نفسه حسب التفسيرات التي أعطيت لهذه الكلمة، فإن المشكل ما زال قائما، فالمسألة تتعلق إذن بالميثولوجيا والأساطير القديمة، قبل أن تتعلق بالأديان. < لكن هناك من يحاول أن يغلف موضوع الختان الديني ويمنحه طابعا علميا وفائدة طبية؟ < لا توجد فوائد محددة علميا أو طبيا للختان، سواء بالنسبة إلى الذكور أو الإناث، وأشك، وهذا مجرد انطباع شخصي، في مسألة عدم تخصيص دراسات علمية لختان الذكور كما هو الأمر عند الإناث، أن المسألة لها علاقة بقوة حضور اليهود في الأوساط العلمية، ولعل هذه أول مرة يتحدث فيها شخص بهذا الأمر، إذ أن ختان الذكور لم تجر عليه دراسات علمية لبيان مدى خطورته بشكل كاف مثل ختان الإناث، وهذه القضية أطرحها للنقاش في الأوساط العلمية والطبية، بل ومن الممكن أن تظهر مستقبلا دراسات تؤيد فوائد ختان الذكور تحمل انحيازا دينيا. < هل من الضروري أن تربط المسائل الشرعية والدينية بالفوائد الطبية؟ < أخطر شيء هو ربط الدين بالعلم أو تسويق العبادات بفوائد علمية، لأنه ببساطة عندما تدخل إلى الدين فأنت تدخل بقناعاتك التي ليس لها أسس عقلية أو علمية محددة، فأنت تدخل بمجرد اقتناع نفسي وميتافيزيقي. وعندما تلوي ذراع النصوص والطقوس الدينية لتقنع نفسك أو الآخرين بأن هذا الطقس أو هذه الآية تحمل دلائل علمية فأنت بذلك تقضي على الدين والعلم على حد سواء، وأتذكر في طفولتي عندما كنت أذهب صحبة والدي إلى مسجد قريتنا فى دمياط يوم الجمعة ، كنت أنصت إلى خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، وأتذكر أيضا تفسيرا له للآية رقم 34 من سورة لقمان "ويعلم ما في الأرحام" وكان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده هل يمكن معرفة الجنين ذكرا أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير ،وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي. وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية "السونار" وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، فمن تربى على أن هذه الآية إعجاز علمي، سيصدم عندما يجد أن العلم قد فسرها، وبالتالي يضع تعارضا مفتعلا ما بين الدين والعلم، لأن لكل منهما مجاله. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

منتصر: لا دليـل علميـا علـى فوائـد الختان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قرن و38 سنة لعصابة بطنجة

الختان والعنف ضد المرأة

مقالات ذات صلة