جماعة السهول… مشاكل بالجملة

تصميم التهيئة والإنارة والماء والسقي والطرقات تحديات يواجهها السكان يشكل تصميم التهيئة بالجماعة القروية السهول بضواحي سلا، واحدا من بين المشاكل التي يواجهها أغلب السكان، حيث لا يستجيب إلى مطالبهم مادام يمنع البناء في 70 في المائة من أراضيها. وأكد عدد من السكان أن منطقة "إر أ" هي التي يسمح فيها بالبناء، لكن ليس بالأمر السهل، خاصة أن هناك نسبة كبيرة من أراضي الشياع والمقدرة ب 90 في المائة. إنجاز: أمينة كندي - تصوير: (عبد المجيد بزيوات) "كيف ستعرف منطقة السهول التنمية؟" يقول عبد الله، أحد سكان المنطقة، الذي ربط مشكل عدم الترخيص بالبناء بالتنمية، حيث يجد الفلاحون الراغبون في الاستفادة من الدعم المخصص لهم من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري مشاكل كثيرة. "يواجه أغلب الفلاحين إكراه بناء إسطبلات للماشية من أجل الاستفادة من دعم وزارة الفلاحة، حيث يتم تقديم الوثائق الضرورية للحصول على تعويض"، يقول عبد الله، مضيفا أن عددا قليلا جدا من الفلاحين الذين استفادوا من الدعم. وقال حميد الدرابلي، نائب رئيس الجماعة القروية السهول، في تصريح ل"الصباح" إن تصميم التهيئة يتم تغييره كل عشر سنوات وهو في حاجة إلى تحيينه حتى يتمكن السكان من تجاوز مجموعة من المشاكل والإكراهات. وأوضح الدرابلي قائلا إن منع الترخيص بالبناء كان له أثر على استفادة الفلاحين، حيث لم يتجاوز عدد المستفيدين من الدعم سوى أصحاب أربعة إسطبلات و7 منتجي العسل الطبيعي "النحالة"، والذين من بين شروط استفادتهم تشييد إسطبلات لذلك. وأكد الدرابلي أنه تم رفع التوصيات ومطالب السكان بتحيين تصميم التهيئة للجهات المسؤولة، موضحا "إنه لا يمكن التقدم بخطوات إلى الأمام في ظل هذا الوضع، لقد طالبنا بأن تتم الموافقة على أن تكون هناك ثلاثة أقطاب الأول بسيدي عزوز، والثاني بسوق الأربعاء، والثالث بمنطقة أولاد بورزين وتسمى "بلاد الطبيب" لكن دون جدوى". واسترسل الدرابلي قائلا، من خلال اقتراح ثلاثة أقطاب في المنطقة المسموح فيها بالبناء، يمكن فتح المجال لتشييد تجزئات سكنية بالموازاة مع النهوض بالفلاحة في المناطق القروية. معاناة بسبب مياه الشرب والسقي يعاني أغلب سكان منطقة السهول بسبب مشكل المياه سواء للشرب أو للسقي رغم أنهم يقطنون بمنطقة تتوفر على سد سيدي محمد بن عبد الله. "يساهم سد سيدي محمد بن عبد الله في تزويد سدس المغاربة بالماء، ويعتبر سكان البيضاء من بينهم، لكن سكان السهول يعانون مشاكل كثيرة وفي مقدمتها عدم السماح لهم بالاستفادة منه في السقي"، يقول أحد السكان، الأمر الذي أكده حميد الدرابلي في تصريحه ل"الصباح". وينضاف إلى مشكل الماء مشكل تعلية سد سيدي محمد بن عبد الله، حيث تم تشييد قنطرة خلال التعلية الأولى سنة 1976 ثم قنطرة أخرى خلال التعلية الثانية سنة 2009 وبعدها قنطرة وسط السهول لكنها بعيدة جدا. وأجمع عدد كبير من السكان الذين التقتهم "الصباح" واستقت تصريحاتهم أنهم في حاجة إلى تشييد قنطرة جديدة تمكنهم من اختصار توقيت قطع مسافة تقدر ما بين 60 و70 كيلومترا للانتقال من سلا الجديدة وصولا إلى الجماعة القروية. "لو كانت قنطرة متوفرة لتمكنا من التنقل من سلا الجديدة إلى السهول خلال مدة لا تتجاوز عشر دقائق"، يقول أحد سكان المنطقة الذي يقطع مسافة طويلة يوميا للتنقل إلى مقر عمله. الحرمان من الكهرباء يشكل "دوار البير الأحمر" بجماعة السهول القروية واحدا من النقاط السوداء بها، حيث هناك أزيد من 500 عائلة لا تستفيد من الكهرباء. وأكد أحد سكان "دوار البير الأحمر" في تصريحه ل"الصباح" قائلا "إنه من العيب جدا أن نعيش مثل هذه الظروف، فليس وحده مشكل الماء، بل أيضا الكهرباء". وقال حميد الدرابلي إن "دوار البير الأحمر" خصصت له تكلفة تقدر ب 500 مليون سنتيم في إطار برنامج تقليص الفوارق مع حلول 2021"، مضيفا "بفضل مطالب رئيس الجماعة تمت الاستجابة إلى أن يتم تفعيل البرنامج مع حلول 2020 وتزويد السكان بالإنارة". "أصبحت هجرة معاكسة بجماعة السهول حسب ما تؤكده الإحصائيات، حيث هناك كثير من الأسر التي تقضي نهاية الأسبوع بالمنطقة قادمة من الرباط وسلا أصبحت بدورها تطالب بتوفير الماء والكهرباء لمنازلها"، يقول نائب رئيس جماعة السهول. ويؤكد الدرابلي أن استفادة السكان من الكهرباء تعتبر مكلفة بالنسبة إلى الجماعة القروية التي تبقى ميزانيتها ضعيفة، مشيرا إلى أن ما تسبب في تأخر استفادة السكان من الإنارة هو أنهم يوجدون في مناطق متفرقة، ما يزيد كلفة أشغال إمداد المنازل بالكهرباء، إلى جانب التكلفة الباهظة لذلك. طريق بمليارين كلها حفر يعاني أغلب سكان الجماعة القروية السهول بسبب مشاكل الطرق ومن أبرزها الطريق رقم 407 الواقعة وسط جماعة السهول والرابطة بين الطريق الوطنية في اتجاه الكاموني وجماعة مولاي إدريس أغبال، التي تعتبر مليئة بالحفر نتيجة عدم إنجازها وفق المعايير المطلوبة وعدم استعمال المواد الكفيلة بجعلها في وضعية جيدة لعدة سنوات. ويقول سعيد، أحد سكان منطقة السهول، إن الطريق رقم 407 لم يمض على إنجازها من قبل وزارة التجهيز والنقل سوى سنوات قليلة، حيث انتهت أشغالها سنة 2015، لكنها جاءت عكس توقعات السكان ولم يتم الالتزام فيها بالمواصفات المطلوبة. "إنها طريق كلها حفر وتسبب مشاكل للسائقين سواء من أبناء منطقة السهول أو زوارها، كما أنه خلال السنة الماضية كان للتساقطات المطرية والفيضانات التي عرفتها المنطقة أثر سلبي زاد من تدهورها"، يقول سعيد، مضيفا أن هناك العديد من الطرق غير المعبدة في حاجة إلى إصلاحها وتهيئتها. وفي رد لحميد الدرابلي، نائب رئيس جماعة السهول بشأن رداءة الطرقات بها، قال إن تكلفة إنجاز الطريق رقم 407 تعتبر باهظة جدا، حيث كلف إنجاز نصفها أي ما يعادل 20 كيلومترا، مليارا و800 مليون سنتيم، مضيفا "توقعنا أن تكون الطريق أفضل بكثير من الوضعية التي هي عليها اليوم، لكن مع الأسف كلها مليئة بالحفر ويزداد الأمر سوءا كلما تهاطلت الأمطار". وتبقى ميزانية جماعة السهول القروية ضعيفة، حسب نائب الرئيس، مؤكدا أن رئيس الجماعة تمكن من الحصول على ميزانية قدرها 800 مليون سنتيم والتي تبقى ضعيفة مقارنة مع باقي الجماعات. واسترسل حميد الدرابلي قائلا إن مبلغ 800 مليون سنتيم تم تخصيص 500 مليون منه لإنجاز طريق كانت عبارة عن "بيست"، خاصة أن السكان ظلوا يطالبون لفترة طويلة بتهيئتها. "خصصنا المبلغ لإنجاز البيست رغم أن وزارة التجهيز هي المسؤولة عنها وليست الجماعة، لكن المواطنين لا تهمهم الجهة المسؤولة بقدر ما يهمهم تحقيق مطالبهم". وأضاف الدرابلي أن المبلغ المتبقي المتمثل في 300 مليون سنتيم تم تخصيصه لإنجاز طرق أخرى بالجماعة القروية السهول بمناطق متفرقة، شملت مساحات كيلومترين ونصف "التوفنة" و3 كيلومترات كانت عبارة عن "بيست" تم إنجاز أشغال التقوية بها. الهدر المدرسي بعد أن كان أغلب سكان منطقة السهول يرفضون متابعة أبنائهم، خاصة الإناث، دراستهم بمجرد الانتهاء من المرحلة الابتدائية، فإن مشكل الهدر المدرسي أصبح قليلا، خاصة مع توفير إمكانية النقل المدرسي المجاني. وقال حميد الدرابلي إن مشكل الهدر المدرسي في المرحلة الابتدائية تم تجاوزه بشكل نهائي، بينما تبلغ نسبة الهدر 2 في المائة فقط في المرحلة الإعدادية والثانوية بفضل توفير النقل المدرسي. "توجد أحسن مدرسة جماعاتية في المغرب في منطقة السهول تم إنجازها بفضل تعاون الجماعة والعمالة ومجلس الجهة وفي إطار المبادرة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، يقول الدرابلي، مضيفا أن هناك مدرستين الأولى المدرسة الجماعاتية النصر بأولاد بورزين، والثانية سيدي عزوز، كما سيتم تشييد مدرسة ثالثة بسوق السبت، لكنه مشروع يواجه عدة مشاكل لرفض المندوبية السامية للمياه والغابات التصريح لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتشييدها، لتتم بعد سلسلة من المفاوضات الموافقة عليه. ويستفيد التلاميذ من كل المستويات من أبناء منطقة السهول من النقل المدرسي المجاني، بعد توفير 10 حافلات في جميع الاتجاهات. دعارة ومخدرات استنكر عدد كبير من سكان منطقة السهول في تصريحاتهم ل"الصباح" انتشار فيلات وبنايات عشوائية لتقديم أنواع المخدرات والخمور وممارسة الدعارة، أمام صمت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي السهول رغم معرفتهم بهذه المحلات، التي يزداد عددها يوما تلو الآخر. "لقد أصبح الجميع على علم بهذه المحلات في جماعة السهول، كما أن السكان باتوا أكثر تخوفا على أبنائهم من إصابتهم بمكروه بسبب الترويج للمخدرات والخمور والشيشة، خاصة بمنطقة سيدي الشافي والمناطق المحاذية لسد مولاي عبد الله، حيث أصبحت المحلات ذاتها تستقبل يوميا العشرات من السيارات القادمة من سلا والرباط والنواحي من أجل اقتناء الخمور ومخدر الشيرا"، يقول أحد سكان المنطقة، مضيفا "تعرف منطقة السهول القروية ضعف الدوريات الليلية من أجل استتباب الأمن وردع عصابات سرقة المواشي "الفراقشية"، في الوقت الذي لا يشاهد فيه سكان المنطقة رجال الدرك سوى في الطريق السريع التي تربط بين سلا وسيدي علال البحراوي من خلال السد القضائي الثابت بالعرجات". وأكد كثير من المواطنين في تصريحهم ل"الصباح" أنه يتم التعامل بانتقائية في تسجيل مخالفات السير بالسد القضائي الثابت بالعرجات، بينما يتم التغاضي عن النقل السري، الذي يعتبر من النقاط السوداء بالمنطقة. "أصبح الجميع على علم بسيارات النقل السري التي تمر يوميا عبر السد القضائي الثابت بالعرجات دون أن يتم توقيفها من قبل عناصر الدرك الملكي، الذي لا يتوانى عن توقيف سيارات أغلبها في ملكية المهاجرين"، يقول أحد سكان المنطقة، الذي يستعمل الطريق ذاتها يوميا للتنقل بين منزله بالعرجات وعمله بسلا.

جماعة السهول… مشاكل بالجملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التهاب اللوزتين عند الأطفال ... خطر الفشل الكلوي

بودراع: سننافس على الصعود

مقالات ذات صلة