معاصر الزيتون … الهروب من الغش

إقبال كثيف للأسر عليها بحثا عن الإنتاج والمحصول الجيد أمام تخوف المستهلك من تداعيات الغش، الذي يعرفه قطاع إنتاج زيت الزيتون، على صحته، تفتقت عبقرية الأسر في الإقبال على المعاصر والوحدات الإنتاجية لعصر الزيتون، أو اقتناء الزيت مباشرة من مكان إنتاجه، طمعا في الحصول على "زيت بلدية" ذات جودة صحة ومذاقا. العديد من الأسر أصبحت تفضل، أمام ارتفاع الغش والمضاربة، التوجه إلى مقر التعاونيات الفلاحية والوحدات الإنتاجية الخاصة بزيت الزيتون، لاقتناء الزيت بعد معاينة جميع مراحل عصرها، إذ كشف عدد من المستجوبين ل"الصباح"، أنهم يفضلون السفر إلى الفقيه بنصالح وبني ملال والعطاوية وقلعة السراغنة وتحمل عناء السفر، بدل اقتناء زيت لا يعرفون مصدرها، باعتبار أن الغش أصبح السمة الغالبة على المنتوجات المقدمة بأسواق المدن والحواضر. هذه أسباب الغلاء قال عبد الكريم النازي، رئيس التعاونية الفلاحية الكرامة بالفقيه بنصالح، إن الموسم الحالي يتميز بقلة الزيتون، إذ ينقص إنتاجه بنسبة 60 في المائة مقارن مع السنة الماضية، وهو ما جعل هذه المادة الأولية تعرف ارتفاعا في ثمنها، إذ تقدر ب7 دراهم للكيلوغرام. وأوضح النازي، في حديث مع "الصباح"، أن الزيت الذي لم يتم تخزينه جيدا وفي ظروف ملائمة وخاصة، يتعرض للأكسدة. إستراتيجية العمل كشف رئيس تعاونية الكرامة، أن أعضاء التعاونية يركزون في أنشطتهم على تصبير الزيتون، الذي يعتبر المادة التي تشتغل عليها التعاونية طيلة السنة. وأضاف النازي أنه بحكم وجود تعاونية الكرامة في الأسواق الكبرى فإنها تحتاج إلى مخزون كبير، حتى يظل المشروع مشتغلا طيلة السنة. وأكد أن التعاونية ستقوم خلال العام الحالي بزيادة نسبة التخزين ب40 في المائة مقارنة مع العام الماضي، رغم الصعوبة التي تعرض الفكرة، والتي تكمن في ارتفاع ثمن المواد الأولية. الترويج للمنتوج إنجاح المشروع ينبني على الاعتماد على الترويج للمنتوج والتعريف به، إذ يتم التسويق له عن طريق تخصيص فضاء خاص للتذوق، سواء بمقر التعاونية، أو الأسواق الكبرى التي يتم التعامل فيها، أو أثناء المشاركة في المعارض الجهوية والوطنية والدولية. التذوق يسمح للمتلقي أو الزبناء أو الراغبين في التعامل مع التعاونية الاطلاع على جودته، وهي الفكرة التي ينتج عنها الإقبال الكثيف على منتوجات التعاونية الفلاحية الكرامة، باعتبارها ذات علامة مميزة. مراقبة الجودة ومن الخطوات التي اعتمدتها بعض التعاونيات الفلاحية لاستقطاب زبنائها وإنجاح مشروعها في ظل تنافسية السوق، قيامها بمراقبة الجودة، من أجل الحفاظ على جودة منتوجاتها، إذ تم توظيف طاقم خاص، مهمته الأساسية تجويد الخدمات وضبط الجودة، وكل ما يتعلق بالإنتاج والتخزين والتسويق. ورغم كل المجهودات كشف رئيس تعاونية الكرامة أن قطاع إنتاج زيت الزيتون يعرف تراجع الثقة بين الزبون والمنتج، نظرا لبعض أساليب الغش المنتشرة في السوق، لكن هذا لا يعني أن بقية المنتجين في سلة واحدة. تحولات تكنولوجية من خلال زيارة عدد من الوحدات الإنتاجية والتعاونيات الفلاحية المكلفة بإنتاج زيت الزيتون بالفقيه بنصالح أو بني ملال، تم الوقوف على نجاح معاصر الزيتون بجهة بني ملال خنيفرة، في التأقلم مع التحولات التكنولوجية الجديدة في مجال عصر الزيتون، وبالتالي تحسين وتطوير آليات اشتغالها. وثمن عبد الكريم النازي، "مخطط المغرب الأخضر" مشيرا إلى أنه مكن الفلاحين الصغار وأصحاب "معصرات الزيتون" من تطوير تجهيزات ومعدات عصر الزيتون، واستخلاص الزيت، كما ساهم بشكل كبير في تنمية وتوسيع المساحات المغروسة بأشجار الزيتون . وأوضح النازي، أن قطاع زيت الزيتون سجل على مستوى جهة بني ملال تطورا ملحوظا، خاصة على مستوى عصرنة آليات ومعدات الوحدات الإنتاجية. وأضاف أن الوحدات الإنتاجية التقليدية المتخصصة في إنتاج زيت الزيتون أضحت تعتمد آخر المستجدات التكنولوجية في عملية عصر الزيتون، مما قلص بشكل كبير من المخلفات التي يعاد في الغالب تدويرها، وبالتالي المساهمة في الحد من التدهور البيئي الذي كانت تسببه هذه المخلفات. نصائح للزبناء من النصائح التي أعطاها رئيس تعاونية الكرامة للمستهلكين للحفاظ على جودة زيت الزيتون، القيام بتخزينه في مكان بارد ومظلم بعيدا عن الضوء والشمس، إضافة إلى وضعه في إناء لا يخترقه الهواء حتى لا يتعرض الزيت للأكسدة. وأضاف رئيس التعاونية، أن أغلبية الزبناء يوزعون أحكام قيمة على المنتجين، بعد أن يجدوا المنتوج الذي اقتنوه قد تعرض للأكسدة، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الطريقة الخاطئة لتخزينه، والتي تتمثل في إما تعريضه للحرارة أو الضوء وهما عاملان يؤديان إلى إتلافه وأكسدته، الشيء الذي ينتج عنه فقدانه للجودة. محمد بها (موفد الصباح إلى الفقيه بنصالح)

معاصر الزيتون … الهروب من الغش

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصابون بالتهاب الكبد يواجهون الموت

70 في المائة من المغربيات يستعملن "الشراوط"

مقالات ذات صلة