قصة متربص بالملك

اختبأ داخل مقهى بمحطة وقود بسلا غير بعيد عن القصر وحينما اعترض الموكب أوقفه الأمن إنجاز: عبدالحليم لعريبي حكاية شاب في مقتبل العمر من مواليد 1991، وجد في محيط القصر الملكي بسلا والطريق المؤدية لغابة معمورة ضالته لاعتراض سيارة الملك، طمعا في الرقي الاجتماعي لأسرته الفقيرة. أوقف الأمن ذات مرة هذا الشاب، ووقع على تعهد بعدم اعتراض سيارة الملك مرة ثانية، وبعدما أفرج عنه، اختار من جديد ملاحقة الموكب أملا في الحصول على امتيازات. هو شاب مجتهد، أراد تحقيق طموحه في الحصول على مستقبل زاهر. حصل على شهادة الباكلوريا وبعدها التحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة محمد الخامس، لمتابعة دراسته فحصل على شهادة الإجازة. غادر هذا الشاب رحاب الكلية والتحق بمعهد خاص ليحصل من جديد على دبلوم في إدارة تسيير المقاولات، لكن حظه العاثر أهله فقط للحصول على وظيفة بشركة للنسيج بسلا مقابل 1500 درهم شهريا. فكر يونس في تغيير وظيفته ونجح في ذلك، فحصل على عمل جديد بوكالة للقروض الصغرى، بمقابل شهري يتراوح ما بين 3000 درهم و4000. غادر أشقاء الموقوف نحو الخارج، واضطر لرعاية والديه المسنين، وفكر من جديد في البحث عن وسيلة للحصول على وظيفة أو امتيازات تدر عليه أجرا ماليا محترما. التربص بالموكب الملكي خطط يونس جليا لاعتراض الموكب الملكي لاستعطاف أعلى سلطة بالبلاد من أجل تحسين وضعيته المادية. ذات مرة تربص بموكب الملك بشارع القاعدة الجوية الأولى بسلا، لكنه لم يحالفه الحظ، وأوقفته عناصر الأمن، وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق قضائي معه، غير أن وكيل الملك حينما اطلع على الشهادات العلمية التي يتوفر عليها أمره بتوقيع التزام يتعهد فيه بعدم اعتراض سيارة الملك مرة أخرى، وبعدها أفرجت عنه الضابطة القضائية. التربص مرة أخرى وبعد مرور ستة أشهر على اعتراض الموكب الملكي، عاد يونس من جديد للتفكير في اعتراض السيارة الملكية بسلا، واختار مقهى بمحطة وقود بطريق مكناس لاعتراضها، وظل يجلس بالمقهى المعتاد، وذات مرة ظهرت له السيارة الملكية فقصدها مهرولا قصد توقيفها واستعطاف جلالة الملك بامتياز أو وظيفة. ومرة أخرى لم يبتسم الحظ ليونس حينما أوقفته عناصر الشرطة من جديد، كما لم يمنحه وكيل الملك فرصة ثانية في التوقيع على التعهد بعدم اعتراض سيارة الملك، فأمر بنقله إلى مقر الفرقة المحلية للشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بسلا الجديدة وهناك قضى يومين من الحراسة النظرية. كشف يونس فعلا أنه بادر إلى اعتراض الموكب الملكي لكنه بطريقة محترمة تتجلى في الوقوف على الرصيف والتلويح بيده لجلالة الملك، دون أن يعترض الموكب أو يعرقل حركة السير بالشارع العام. الإحالة على الجنايات كان يونس ينتظر الإفراج عنه كما حدث في المرة السابقة، لكن بعد قضائه 48 ساعة بمخفر منطقة أمن سلا الجديدة، وجد نفسه أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وبتهم ثقيلة تصل إلى خمس سنوات سجنا نافذا. أنكر الشاب من جديد التهمة المنسوبة إليه في عرقلة السير بالشارع العام وتعريض مستعمليه للخطر، فأحاله ممثل النيابة العامة على قاضي التحقيق بالغرفة السادسة لدى محكمة الاستئناف، قصد استنطاقه تفصيليا للبحث في تهم محاولة عرقلة الناقلات غرضه من ذلك التسبب في تعطيل المرور ومضايقته وفقا للأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصلين 114 و591 من القانون الجنائي، فأنكر الشاب للمرة الثالثة أمام قاضي التحقيق التهمة المنسوبة إليه، مضيفا أنه بقي فوق الرصيف ولوح بيديه لجلالة الملك دون أن يعرقل حركة المرور أو يتسبب في إلحاق الخطر لمستعملي الطريق. الإيداع بالسجن كان يونس يمني النفس بمتابعته في حالة سراح ولو بكفالة مالية مقابل إثبات الحضور، فنزل عليه قرار قاضي التحقيق كالصاعقة، بعدما سمع اتخاذه قرار الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالعرجات. وأثناء مرحلة الاستنطاق التفصيلي واصل يونس إنكار ما نسب إليه من تهم، ودافع الشاب العشريني عن نفسه، لكن بعد مرور ثلاثة أشهر من الاعتقال الاحتياطي أحاله قاضي التحقيق على غرفة الجنايات وسطر له المتابعة سالفة الذكر، معتبرا أن هناك أدلة كافية على ارتكابه للجريمة المنسوبة إليه. العرض على المحاكمة بعد خمسة أشهر من التحقيق التفصيلي وجد يونس نفسه أمام قضاة غرفة الجنايات للنظر في التهم التي اعتبرها قاضي التحقيق ثابتة في حقه بسبب القصد الجنائي في رغبة الشاب لاعتراض الموكب الملكي، لكنه رغم تبرير قاضي التحقيق لحيثيات المتابعة، مازال يونس متمسكا بأنه لم يعترض الموكب وإنما بقي فوق الرصيف ولوح بيديه إلى جلالة الملك، دون أن يعرض الغير للخطر، معتبرا أن القانون لا يمنع السلام على جلالة الملك. وسيمثل يونس الاثنين المقبل أمام قضاة الغرفة للنظر في المنسوب إليه، بعدما باتت القضية جاهزة لمناقشتها من قبل محامين بنقابة الرباط. رفض السراح ليونس رفض قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، تمتيع يونس بالسراح المؤقت ولو بكفالة مالية لإثبات الحضور، وأبقى عليه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالعرجات. واعتبر قرار قاضي التحقيق أن التهمة ثابتة في حق الموقوف وسطر له متابعة محاولة عرقلة مرور الناقلات والتسبب في تعريض حياة الغير للخطر. تعهد لم يحترم الشاب الموقوف التعهد الذي وقع عليه تحت إشراف النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بسلا بعدم اعتراض سيارة الملك من جديد، وأثناء ايقافه بعد مرور ستة أشهر من التعهد أمر وكيل الملك بوضعه رهن الحراسة النظرية، كما أمر قاضي التحقيق بإيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني العرجات بسلا، قصد تعميق البحث معه في الجرائم التي اقترفها رغم تحذيره في مرة سابقة.

قصة متربص بالملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حكم أخرس لاسترجاع 20 مليارا

اعتقال لصوص بلاستيك الفراولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات