رفيقي: التجمـل حـق مشـروع

رفيقي قال إن سياق تحريم تغيير خلق الله مختلف عن واقعنا الحالي قال محمد عبد الوهاب رفيقي إن نقاش تحريم عمليات التجميل مختلف عن السياق الذي أنتجت فيه نصوص التحريم، وأضاف الباحث أن عمليات التجميل التي تجرى اليوم يجب التعامل معها بمنطق حقوق وإنساني أكثر منه ديني، وأضاف الباحث في الدراسات الإسلامية أن المقصد العام للشريعة هو التأنق والتجمل وأن الإسلام حث على ذلك. < ما زالت قضايا التجميل تثير نقاشا حادا وسط الفقهاء هل يمكن أن نتحدث عن تصور إسلامي للجمال والتجمل؟ < المشكل، في اعتقادي، أن بعض فقهاء الشريعة يحاولون التعامل دينيا مع هذه القضايا، علما أنها قضايا مستحدثة ولا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالسياق الذي نزلت فيه النصوص التي يمكن الاستدلال بها في الموضوع، وبالتالي فإن عمليات التجميل التي تجرى اليوم لم تكن في القرون السابقة، بل هي معطى حديث يجب التعامل معه بمنطق حقوقي وإنساني أكثر منه ديني. وإذا راعينا أنه إن اعتمدنا الدين مرجعية عامة للقيم والأحكام العامة بغض النظر عن بعض التفاصيل، فأعتقد أن الدين الإسلامي في الكثير من نصوصه تحدث عن الجمال ورغّب فيه، من منطلق أن "الله يحب الجمال"، كما دعا الناس إلى التجمل والتخلص من كل ما يعيب شكلهم الخارجي، وبالتالي باعتماد المقصد العام، الذي هو مقصد التجمل والتزين والتأنق والذي يتلاءم مع حالة التحضر والتمدن التي عرفها الإنسان في تاريخه، وأرى، رغم أن الآراء الفقهية مختلفة في الموضوع حد التناقض، أنه ينبغي الذهاب في هذا الاتجاه وهو أن كل ما من شأنه المساعدة على التجمل والتأنق والتزين مطلوب، لا أن يكون ممنوعا، ولهذا فعمليات التجميل الموجودة اليوم منها ما يتعلق بإصلاح تشوهات خلقية مثل الزيادة في عدد الأصابع أو بعض العيوب أو الشعر الذي نبت في غير محله وغيرها، وأعتقد أن الفقهاء المعاصرين، حتى المحافظين منهم، يرون جواز مثل هاته العمليات التجميلية بما فيها تركيب الأطراف الاصطناعية. < إذن أي نوع من التجميل يقصد الفقهاء؟ < الإشكال الوارد اليوم متعلق بعمليات التجميل التحسينية التي ليست ضرورية، ولكنها تساعد على ظهور الإنسان بشكل حسن كالعمليات التي تطرأ على الوجه أو تجرى على البطن أو غيرها من عمليات التجميل، وما دامت هذه العمليات تساهم في ظهور الإنسان بشكل أجمل، فلا ضير منها. < هناك استشهاد بأحاديث ونصوص يتم فيها لعن كل من يتصرف في جسده بالتغيير؟ < السياق الذي يتحدث عن معاني "تغيير خلق الله" يختلف تماما عن السياق الحالي، وبغض النظر عن النصوص الدينية المتعلقة بالموضوع وبغض النظر عن صحتها من عدمها، بل إن الكثير من هذه النصوص تحدثت في سياقها عن إرادة التدليس، ولماذا تم الحديث فيها فقط عن المرأة ولم يتم استحضار الرجل، مثلا في حديث "الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة"، بل إن الفقهاء المتقدمين ذكروا أن علة النهي عن مثل هاته الأمور هو ما كانت تفعله بعض النساء من تدليس وإخفاء أعمارهن لمثل هاته العمليات، إذ لم تكن هناك سجلات مدنية للتحقق من أعمار الناس، فالسياق الذي نعيشه اليوم مختلف كما قلت، كما أننا نجد من ضمن أحكام الفقه الإسلامي حثا على إزالة بعض الأمور التي هي من أصل الخلقة، من أجل التأنق والجمال، مثل إزالة شعر الإبطين والعانة وقص الأظافر بل وحتى الختان، وكلها أمور مشروعة ومطلوبة من أجل التأنق والتجمل. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

رفيقي: التجمـل حـق مشـروع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكان المحج الملكي مستاؤون

المنشد الحسني في البيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات