الدخول المدرسي … نفقات ثقيلة ومقررات غائبة

محنة الأسر مع ارتفاع كلفة مستلزمات الدخول المدرسي حركة غير مسبوقة شهدتها المكتبات، بداية هذا الأسبوع، إذ حجت إليها معظم الأسر لاقتناء مستلزمات الدراسة، بعدما أعلنت الوزارة عن الخامس من شتنبر موعدا رسميا للالتحاق بأقسام الدراسة. وتجددت محنة الأسر، خاصة المعوزة، والمتوسطة التي يرتقب أن تجهز أبناءها للموسم الجديد، في وقت ترتفع فيه كلفة الدخول المدرسي مع كل سنة جديدة، ويعرف حي الأحباس، الذي يضم أكبر عدد من المكتبات بالبيضاء، حركة كبيرة، إذ زحفت عليه الأسر والتلاميذ طلبا لمستلزمات الدخول، من مقررات دراسية ودفاتر وأدوات وباقي المستلزمات، غير أن أرباب المكتبات يجدون أنفسهم في حرج كبير بسبب غياب بعض المقررات، التي فرضتها الوزارة، فبعضها غائب نهائيا، فيما البعض الآخر توجد منه كميات قليلة. أمام مكتبة دار الطالب الحديثة للكتاب، تجمهرت جموع من الآباء والأمهات، البعض كان رفقة أبنائه، ويحمل ورقة المستلزمات في يده، فيما البعض الآخر يستشير أبناءه حول نوعية المحفظة والأغلفة والدفاتر التي يحتاجونها، وأما عمال المكتبة، فكانوا منهمكين في التواصل مع الزبائن وإحضار الطلبيات، بينما كان آخرون يزودون مخزن المكتب بالكتب والدفاتر والمستلزمات، يحملونها من شاحنة، يبدو أنها تابعة لأحد تجار الجملة، الذي تتعامل معه المكتبة. مقررات تائهة يقول محمد، وهو مسير مكتبة حلت بها «الصباح»، للوقوف على أجواء اقتناء الأسر لمستلزمات الدخول بحي الأحباس التاريخي بالبيضاء، «هناك خصاص كبير في ما يتعلق بالمقررات، سواء تعلق الأمر بتلك التي تدرس بالمدرسة العمومية أو الخاصة، وخاصة كتب اللغة الفرنسية، وكذا القصص»، مضيفا، القصص طرحت لنا إشكالية كبيرة جدا هذه السنة، تجعل المواطن يبحث صباح مساء عن العناوين المسجلة لديه في ورقة المستلزمات. وتابع مسير مكتب دار الطالب الحديثة للكتاب، حديثه قائلا «إن تأخر توصل المكتبات بالمقررات، مشكل نعيشه كل سنة، والهواجس نفسها يعيشها أرباب المكتبات وكذلك الأسر، وتحل الأزمة مع مرور الوقت، لكن بوتيرة بطيئة جدا، إذ تبدأ الدراسة بأسابيع وبشهور أحيانا، وتجد الأسر ما تزال تبحث عن بعض الكتب والمستلزمات، وأما بالنسبة إلى مسؤولية هذا التأخر فهي مشتركة بين الناشرين والموزعين وباقي المتدخلين في العملية». كلفة باهظة يقول محمد، وهو منهمك في إصدار الأوامر لمستخدميه، قصد الإسراع في تلبية طلبات زبنائه، إن أجواء الدخول المدرسي هذه السنة لا تختلف كثيرا عن السنوات الماضية، إذ يعيش تحت الضغط في هذه الفترة التي تسبق الدخول الرسمي، والأسابيع التي تليه، لكن سرعان ما تعود الأمور إلى حالها. ويتحدث محمد عن كلفة المحفظة المدرسية، قائلا «بالنسبة إلى الأثمنة في المدارس العمومية، فهي في المتناول نسبيا، لكن بالمقابل، مقررات التعليم الفرنسي تعرف غلاء، لا يتناسب والمستوى الاجتماعي لأغلب الأسر المتحدرة من الفئات الفقيرة والمتوسطة، خاصة مقررات اللغة الفرنسية وعلوم الحياة والأرض، والعلوم الفيزيائية والرياضيات، إضافة إلى القصص، فيمكن القول إنها مرتفع الكلفة، ولا تتماشى مع الدخل الفردي للمواطن المغربي». وفصل محمد، وهو مسير مكتبة بحي الأحباس بالبيضاء، قائلا «نفقات الدخول المدرسي غالية نسبيا، إذ تصل كلفة المقررات في المدارس العمومية العادية، إلى سقف 1000 درهم، وأما المدارس الخاصة العادية أيضا، فتتجاوز كلفتها ألف درهم، وأما مستلزمات الأدوات المدرسية والمحافظ وغيرها فتتراوح بين 1000 و3 آلاف درهم، حسب نوعية التعليم والمدرسة، والمقررات والدفاتر وغيرها. وتأسف محمد لغياب مقاربات اجتماعية في التعامل مع الأسر، معتبرا أن كلفة الدخول تثقل كاهلها، خاصة أن الدفع النقدي يكون مباشرة بعد تسلم المنتوج، وهذا الأمر يطرح إشكالا بالنسبة إلى الأسر، خاصة تلك التي تدرس ثلاثة أبناء أو أكثر حسب المسير ذاته، موضحا أن المكتبات تستفيد من بعض التسهيلات مع أصحاب الجملة. وطالب بإعادة الاعتبار إلى المدرسة العمومية، ووقف مسلسل الاتجار بالتعليم من قبل المدارس الخاصة، بسبب الوضعية التي وصل إليها التعليم العمومي، ما يدفع الأسر إلى البحث خارجه عن عرض تعليمي أفضل. ومن خلال تجربته في مهنة الكتبي، طالب الدولة بالعودة إلى مقاربة توحيد المقررات، ووضع حد لتقسيم الكعكة التي يستفيد منها المؤلفون، ومساءلة الترضيات»، لأن الأمر مجرد تجارة لا علاقة لها بتجويد خدمة التعليم. عصام الناصيري

الدخول المدرسي … نفقات ثقيلة ومقررات غائبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عيون الإخوان على حقائب الرفاق

ناشيد: فوضى المناهج التربوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات