لحسن الوداني الملقب بـ «احسينة»، واحد من اللاعبين المغاربة الذين صنعوا تاريخ كرة القدم الوطنية، ومدافع من الجيل الذهبي في ثمانينات القرن الماضي، تعلم أبجديات الكرة في أزقة مراكش العتيقة، قبل أن يصبح من أبرز لاعبي فريق العاصمة، ويتوج معه بعدة ألقاب. «احسينة» يروي لقراء «الصباح» تفاصيل من حياته الرياضية والاجتماعية، ويشاركهم لحظات فرح وحزن من مساره، وعلاقاته بالحسن الثاني، والعديد من كبار الدولة، قبل أن يعتزل اللعب ويرتمي في أحضان التدريب. الحلقة الثامنة الحسن الثاني أوصى فاريا بانتدابي يحتفظ احسينة بأجمل ذكرى له رفقة المنتخب الوطني، عندما تأهل الأسود الى الدور الثاني من مونديال المكسيك 1986، إذ لم يسبق لأي منتخب عربي وإفريقي أن تخطى دور المجموعات، منذ إحداث هذه التظاهرة العالمية. ويروي احسينة أن الإنجاز لم يكن سهلا، لأن جميع المنتخبات العربية والإفريقية التي شاركت في كأس العالم، كانت تنهزم بحصص كبيرة جدا، ولم يكن أحد يراهن على الأسود، لأنه واجه منتخبات قوية مثل إنجلترا وبولونيا والبرتغال، وكلها منتخبات كانت لديها سمعة على الصعيد العالمي. وما يزيد من قيمة الإنجاز لدى احسينة، أنه يتذكر الأصداء التي كانت تصله من المغرب، بعد أن خرج الآلاف من الجماهير إلى الشوارع يحتفلون بالإنجاز الذي حققوه في المكسيك. ودافع احسينة عن اتهامه بأنه المسؤول عن الهدف الذي سجله لوتر ماتيوس، لاعب المنتخب الألماني، في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعته بالمنتخب من ضربة خطأ مباشرة. ويؤكد احسينة أن التسجيلات الخاصة بالمباراة تبرئه، رغم أن الكل اتهمه بأنه المسؤول عن ترك ثغرة في حائط الصد البشري الذي شكله الزاكي قبل تنفيذ ضربة الخطأ من قبل ماتيوس، كما أن المواقع التي تضم هذه التسجيلات موجودة بكثرة، ويمكن الرجوع إليها، إذ تبين بوضوح انه لم يكن في الحائط، وإنما في منطقة الجزاء، وأن من ترك الثغرة هو البويحياوي، إذ يتذكر الحائط جيدا، ويراه جيدا كما لو أنه كان بالأمس. ويروي احسينة تفاصيل الهدف بدقة كبيرة، وقال إن الجدار كان يتشكل من خيري والبويحياوي وكريمو والتيمومي والظلمي، وأنه في اللحظة التي كان سيسدد فيها ماتيوس الكرة، اعتقد البويحياوي أنه سيمررها من فوق الجدار، لذلك رجع إلى الخلف وترك فراغا وسط الجدار، وحاول خيري أن يسده لكنه لم يتمكن، لذلك فهو يعتقد أن البويحياوي لو بقي مكانه لضربت الكرة في رجله وارتدت. ورد احسينة على منتقدي اختياره من قبل المهدي فاريا ضمن لائحة المنتخب الوطني، بأنه لعب في المنتخب قبل مجيء المدرب البرازيلي، وأن أول من رآه وطلب منه اللعب للمنتخب الوطني جوست فونتين، وقال للإطار بنعمر إنه سينادي عليه إذا مر المنتخب للمونديال. ويضيف احسينة أنه لعب في فترة العماري وفالنتي، إلى أن استدعاه فاريا سنة 1984، وأخبره أن الملك الحسن الثاني اتصل به وقال له إن عليه المناداة على احسينة، لأنه بالإمكان إشراكه مدافعا أيسر وفي وسط الدفاع. والشيء نفسه بالنسبة إلى المشاركة في مونديال 1986، إذ طلب منه الحسن الثاني مرة أخرى أن ينتدبني للمشاركة رفقة المنتخب الوطني، وأنه يحترم رأي جمهور ولا يسعى لمناقشته، لكنه كان يثبت في كل مرة أنه قادر على حمل القميص الوطني والدفاع عنه. ولم تفت احسينة الفرصة للتذكير أن جميع الأصداء بشأنه كانت تصله، خاصة أن بعض الجماهير تسعى إلى التقليل من الدور الذي كان يقوم به بالمنتخب الوطني، وإلى المستوى الذي كان يظهر به رفقة الأسود في جميع المشاركات التي خاضها رفقته. صلاح الدين محسن