السحاق اضطراب في الهوية الجنسية

شباش الأخصائية النفسانية تقول إن هناك سحاقيات لا يبحثن عن العلاج لأنهن أحدثن التوازن عبر الزواج وتأسيس أسرة تشدد أمل شباش، أخصائية في العلاج النفسي والجنسي، أن الممارسة السحاقية لا تتعلق بالضرورة بممارسة جنسية، عكس المثلية الجنسية عند الرجال، إذ تتجلى أيضا في كم أحاسيس الاهتمام والحب والعناية بين امرأتين أو فتاتين، تجد تفسيرها في اضطراب في الهوية الجنسية، تتعدد أسبابها وتختلف العوامل المؤثرة فيها، بين العوامل الجينية والاجتماعية والنفسية. ونبهت شباش إلى أن هناك بعض السحاقيات اللواتي لا يعتبرن أنهم خائنات لأزواجهن بما أنهن يقمن علاقات مع نساء يعتبرن أنهن أحدثن التوازن العاطفي في حياتهن. تفاصيل أكثر في الحوار التالي: هل يمكن اعتبار الممارسة السحاقية اضطرابا جنسيا؟ بداية، أود التأكيد أنه إذ كانت المثلية الجنسية عند الرجال ما تزال تصنف اليوم في خانة الطابوهات، فإن المثلية الجنسية عند النساء، المتعارفة تحت اسم «السحاق»، من أكبر الطابوهات، ولا مقارنة بينها وبين بقية المواضيع الطابو، أي أنه مشكل معقد من كل الأصعدة. وأعتقد أن السحاق مشكل هوية جنسية، مثله مثل المثلية الجنسية عند الرجال، وهو بكل الأحوال، لا يعد مرضا، يمكن تشخيصه ووصف العلاج، بل هو اضطراب في الهوية الجنسية. وهناك من يعتبره شذوذا جنسيا، وإن كان في هذا الوصف حكم قيمة مسبق. وماذا عن الأسباب التي ربما تكمن وراء هذه الممارسة؟ لحد الساعة، لا توجد أسباب معينة ومحددة سلفا من طرف الأخصائيين، الذين لا يعلمون ما إن كان الأمر يتعلق بعوامل بيولوجية، تفسر في أنه قد يكون لبعض الفتيات خلايا ذكورية في المبيض أو اختلال في الجينات، أو ناتج عن التربية والتنشئة الاجتماعية، أو الفشل في العلاقات الزوجية، أو العنوسة، فتمارس السحاق تعويضا عن العلاقة الجنسية الصحيحة، وهناك أيضا عوامل أخرى من قيبل العلاقة بين الصديقات، سيما إذا كانت الفتاة انطوائية وخجولة يسهل السيطرة عليها، أو ما إن كانت تعرضت إلى اغتصاب، أو اعتداء جنسي في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وإدمان المواقع الإباحية، أو نشأتها في كنف أسرة غالبية أفرادها ذكور، وغيرها من العوامل التي تجعل الفتاة تنشأ على حب جنس النساء وتكره جنس الرجال، أو تميل إلى التصرف مثل الرجال وتعتاد على التنافس معهم في بناء علاقات مع الإناث. ومن تجربتي في العيادة، نادرا ما تأتيني حالات نساء سحاقيات يطلبن العلاج، أو المساعدة أو الاستشارة النفسية، بالنظر كما قلت، إلى أن هذا الموضوع حساس جدا، سيما أن هناك حالات عديدة لسحاقيات متزوجات، وأمهات أطفال، يعشن حياة طبيعية بعد أن تمكن من إحداث توازن وتوفيق بين ميولاتهن الجنسية والحفاظ على الصورة الطبيعية التي يحميها المجتمع، والمتمثلة في الزواج وتأسيس أسرة طبيعية، في المقابل هناك سحاقيات لا يستطعن الارتباط بأي رجل، ولا يمكن لهن أن يقبلن اقتراب الرجال منهن، وفي هذه الحالة، يجب العودة إلى ماضي هؤلاء الفتيات والبحث في ما إذ تعرضن إلى اعتداء جنسي والتدقيق في علاقتهن بآبائهن أو عائلاتهن بصفة عامة. الأكيد أن لهذه الممارسات انعكاسات نفسية على السحاقيات، سيما أن المجتمع والدين لا يسمحان بمثل هذا السلوك؟ هذا الاضطراب في الهوية الجنسية، يشعر الفتاة بصراع نفسي بسبب علمها بأن هذا السلوك غير مقبول دينيا ولا اجتماعيا ولا أخلاقيا، لكن في المقابل هي لا تستطيع تقبل أي فرد من الجنس الآخر، ونتيجة لهذا الصراع تكون غير مستقرة نفسيا وتصبح شخصية قلقة ومتوترة باستمرار، فتتعطل لديها القدرة على اتخاذ القرارات الهامة مما يؤثر على حياتها وعلى الأشخاص المحيطين بها. كما أن ما يميز السحاقيات هو تكوين مجموعات منعزلة عن المجتمع مما يجعلهن يجدن صعوبة في الاندماج والتكيف مع المجتمع، فيعشن في عالم خاص وسري يسهل عليهن الاستمرار في الانحراف، وذلك انتقاما لعدم تقبلهن من قبل المجتمع. ونتيجة لذلك، يزداد المجتمع نفورا وعدم تقبل لهن وكذلك يشعرن بعدم الأمان أثناء وجود أشخاص منحرفون بينهن ويسبب ذلك انعدام الثقة بالآخرين والنتيجة هي التفكك الاجتماعي . وعموما، أعتقد أن من الصعب إطلاق الأحكام على هؤلاء النساء، ويجب رصد العديد من الدراسات قصد الاطلاع أكثر على الظاهرة. هل العلاج النفسي يعد حلا ملائما لتوقيف الممارسات السحاقية؟ قبل الحديث عن العلاج، يجب أن يكون هناك طلب للاستشفاء، وللإشارة، طيلة عشر سنوات من الممارسة في عيادتي، استقبلت فقط حالتين لسحاقيتين، إحداهما من الرباط، والثانية من شمال المغرب، الأولى تعاني لأنها تجاوزت الأربعينات ولا يمكنها الزواج لأنها لا تعلم كيف تتخلص من ميولاتها تجاه بنات جنسها، علما أنه يوجد العديد من الحالات التي لم تصل العلاقة الجنسية وتتوقف فقط عند الأحاسيس والشعور بالانجذاب إلى امرأة أخرى، فعكس المثلية الجنسية عند الرجال المرتبطة أساسا بالفعل الجنسي، السحاق لا يحتم بالضرورة العلاقة الجنسية عند النساء، فهناك العديد من السحاقيات متزوجات ولهن أسرهن الخاصة، وفي الوقت ذاته، لهن "خليلاتهن"، وهؤلاء لا يفكرن في العلاج، ولا يطلبن الاستشارة، لأنهن حققن التوازن النفسي في حياتهن، بل إنهن لا يعتبرن أنفسهن خائنات لأزواجهن أو عائلاتهن، وهي عينة موجودة بكثرة، تعتبر أن علاقتها بالخليلة تملأ لها الفراغ العاطفي وتؤمن لها كل جسور التواصل والاهتمام. وكما قلت يجب محاولة التقرب من هذه الفئة، وتجنب إطلاق الأحكام، بل علينا جميعا محاولة إيجاد توازن. أجرت الحوار: هجر المغلي

السحاق اضطراب في الهوية الجنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سحاقية: نمارس الحب ونسعى إلى الزواج

هند بنت النعمان ... عميدة سحاقيات العرب

مقالات ذات صلة