منخرطات يلجأن إلى مجموعات لتبادل النصائح وكشف تفاصيل حياتهن "البنات عتقوني ولدي طاح على راسو شنو ندير ليه؟". "صباح الخير عندكم، شي فكرة على هاد الدوا واش كيصلاح للدراري الصغار؟". "بغيت أفكار عراضة كتحمر الوجه جاية عندي لوستي وراجلها". هذه بعض نماذج أسئلة تطرحها، كل يوم، أعضاء مجموعات نسائية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيما أخريات لا يجدن أي مشكل في كشف بعض تفاصيل حياتهن الشخصية والحميمية، أو الحديث عن مشكل وقع بينهن وبين حمواتهن، وأخذ رأي المنخرطات فيه. نساء اتخذن من مجموعات على "فيسبوك"، عالمهن الخاص، يلجأن إليه كلما احتجن إلى نصيحة، ولا يترددن في تقديمها لأخريات في حاجة إليها، لأنهن، على حد تعبيرهن، أصبحن من عائلة واحدة. يقضين ساعات طويلة وهن يطرحن ويجبن عن الأسئلة، ولا يمللن من قراءة مشاكل بعض المنخرطات ولا التفاعل معهن، وفي أحيان أخرى، يخرجن سلاح "الانتقاد" ويشهرنه في وجه إحداهن لأنها تجاوزت "حدودها" على حد تعبيرهن. فكما تناقش بعض مواضيع الساعة، في الأماكن العمومية، تناقش أيضا داخل المجموعات النسائية على "فيسبوك"، لتبدي كل واحدة رأيها في الموضوع. من جهتها قالت أمينة النشيطة في مجموعة خاصة بالطبخ، تتضمن أكثر من 100 ألف امرأة، إنه من المستحيل أن تمر ساعة واحدة دون أن تتصفح جديد المجموعة، تارة تشارك بوصفة طبقتها، وتارة أخرى، تبدي رأيها وإعجابها بوصفة قدمتها عضو من المجموعة. وأوضحت أمينة أنها وجدت ما كانت تبحث عنه، داخل المجموعة، باعتبار أنها تعشق الطبخ وتحب تقديم أطباق متنوعة ومبتكرة لعائلتها "صحيح أنه في الكثير من الأحيان، تندلع بعض المشاكل بين أعضاء المجموعة، لكن سرعان ما يتم تجاوز كل ذلك، وتعود المياه إلى مجاريها، ونعود إلى تبادل الوصفات وأفكار تزيين المائدة"، على حد تعبيرها. والشيء ذاته بالنسبة إلى منال التي اختارت أن تنضم لإحدى المجموعات النسائية على "فيسبوك"، لتستفيد من تجارب مغربيات في ما يخص تربية الأطفال وكل ما يخص دراستهم، إذ أكدت أن الذين يعتبرون أن تصفح "فيسبوك" مضيعة للوقت، لابد أن يغيروا رأيهم، لأنه، على حد تعبيرها، بفضل تلك المجموعات، تمكنت من الاعتماد على الطريقة الصحيحة للتعامل مع طفلها البالغ من العمر 3 سنوات، وأنه بفضل النصائح التي تلقتها من أعضاء إحدى المجموعة، استطاعت مواجهة مشاكل أسرية كثيرة. وفي الوقت الذي منحت فيه بعض المجموعات النسائية على موقع "فيسبوك"، الفرصة لتبادل النصائح والمعلومات التي تهم العائلة والشؤون المنزلية وغيرها، كانت السبب بالنسبة إلى بعض الأعضاء في تفاقم المشاكل لديهن "كنت أرشد كل عضو طلبت المساعدة، بنية صادقة، لكن في الوقت الذي كنت في حاجة إلى ذلك، سيما بعدما أصيبت ابنتي بأزمة صحية، لم أتلق النصيحة المناسبة "، تقول أم مريم، قبل أن تضيف أن بعض الأعضاء استهزأن بها، وهو الأمر الذي أغضبها كثيرا. إيمان رضيف