بيضاويون يواجهون موجة الحر ببرودة البحر

شواطئ البيضاء تستقبل العائلات والشباب الهاربين من موجة اللهيب حرارة، رطوبة، عطش، عرق... هذا ما أصبح البيضاويون يشعرون به منذ أن اجتاحت موجة الحرارة الكثير من مناطق المغرب، والتي ستستمر، حسب ما أعلنت عنه مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، إلى يوم غد (الجمعة). لا حل أمام هؤلاء، غير الاستعانة ببرودة مياه البحر للتغلب على الحرارة المفرطة. لا حل لديهم سوى حزم أمتعتهم والتوجه إلى عين الذياب لمواجهة موجة اللهيب.هنا في الشريط الساحلي، وبالضبط بشاطئ سيدي عبد الرحمان، شد البيضاويون الرحال بعد أن اشتدت درجة الحرارة وبلغت أقصاها. ومادام أن التلاميذ في العطلة الصيفية، فلا فرق لديهم إن كانوا سيزرون المكان نهاية الأسبوع أو بحره، المهم أنهم وجدوا ضالتهم هنا وسيستمتعون ببرودة مياه البحر.على طول الشريط الساحلي، تمر عائلات محملة بأكياس كبيرة ومظلات تحميها من أشعة الشمس الحارقة، وشباب اكتفوا بحمل قنينات ماء وأخرى للمشروبات الغازية، إلا أن هدف الجميع كان الوصول إلى الشاطئ والاستمتاع بأشعة الشمس وفي الوقت ذاته بمياه البحر. الوصول إلى مكان مناسب، يطلب المشي عدة كيلومترات، كل عائلة تسعى إلى أن تكون في مكان شبه خال من الزوار، حتى يتسنى لها الاستمتاع جيدا، لكن مع موجة اللهيب التي تجتاح المنطقة، الفرصة ضئيلة جدا لتحقيق الهدف، باعتبار أن الكثير من العائلات اختارت المكان ذاته، ليتخلص أطفالهم الذين لفحتهم أشعة الشمس وأحالت بياضهم ونعومتهم إلى سمرة، من الحر الذي أصبح يلاحقهم منذ أيام، والذي لن يتركهم في حالهم إلا يوم غد (الجمعة). اختارت تلك العائلات هذا المكان لتساعد أطفالها على التخلص من الإحساس بالحرارة المفرطة. وحتى الشباب جاؤوا إلى هنا بعد أن اجتاحت الحرارة مدينتهم، وصار الشاطئ ملاذهم الوحيد. الجميع على هذا الشاطئ، يحاول التغلب على موجة الحر. النساء بملابسهن يعترضن سبيل موج البحر غير مباليات بنظرات الناس بحولهن. الأطفال بأجسادهم الهزيلة وملامحهم التي تحولت إلى سمرة بفعل أشعة شمس الحارقة، يلعبون باللعب المخصصة للهو بالرمال ويستمتعون بجمالية المكان، وفي كل مرة يتجهون إلى مياه الشاطئ لغسل أجسادهم من الرمال التي علقت بها.والشباب بدورهم، اختاروا لعب كرة القدم والمضرب، قبل أن يغطسوا في مياه البحر الباردة. ويحرص زوار الشاطئ على التوجه إليه في الصباح الباكر، إذ كلما اشتدت الحرارة يكثر عليه الإقبال ويصبح من الصعب إيجاد مكان مناسب، خاصة بالنسبة إلى الأسر التي لها أطفال صغار تتعين مراقبتهم وهم يلعبون بالشاطئ أو يستحمون. فالأكيد أن العديد من الأسر البيضاوية تهدف أيضا إلى التغلب على موجة الحر بالتوجه إلى شاطئ البحر. "مريزيكا" الملاذ الملوث لأطفال المدينة القديمة لحسن حظ أبناء المدينة القديمة بالدار البيضاء أن شاطئ "مريزيكا" مازال يفتح ذراعيه لأجسادهم الملتهبة، إذ لم يمنعهم تواصل أشغال مشروع سياحي على مدى الشاطئ الممتد من المدينة القديمة إلى عين الذئاب، من العودة إلى "مريزيكا" والسباحة في مياهها الباردة. وكعادتهم، لم يلق شباب وأطفال الأحياء الهامشية بالمدينة القديمة بالا لكل التقارير التي تصنف هذا الشاطئ ضمن الشواطئ الملوثة، خاصة أن قنوات صرف صحي تصب فيه مباشرة، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء من السباحة والهروب من حمم تسقط على أجسادهم من السماء.وأعاد ارتفاع الحرارة المفرط الحماسة إلى يافعي المدينة القديمة، ممن لا يملكون الوسائل المادية للاستمتاع بشواطئ أخرى أقل تلوثا وتأهيلا للسباحة، إذ توافد العشرات منهم على شاطئ "مريزيكا" للانضمام إلى مسابقات القفز الخطيرة من على أسوار مسجد الحسن الثاني غير آبهين بالصخور المنتصبة في وجوههم، والنفايات الصلبة المنتشرة في المكان.ولم تمنع الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي بعض مرتادي هذا الشاطئ، المتراوحة أعمارهم ما بين 8 و17 سنة، من الاستلقاء على الصخور المجاورة لها، في ظل غياب أي مراقبة للشاطئ الملوث ومحاولة حماية صحة هؤلاء الأطفال الذين يفضلون النجاة من الحر واللهو في "مريزيكا" على المخاطر الصحية التي تحوم بهم، نتيجة عدم توفر أي مرافق ترفيهية أخرى يمكن أن يلجؤوا إليها.ودأب أطفال المدينة كل صيف على اجتياح أسوار جامع الحسن الثاني وتنظيم مسابقات القفز من علو شاهق وسط تصفيقات وصفير الآخرين، الذين ينتظرون في طوابير دورهم للقفز من العلو نفسه والقيام بحركات بهلوانية مثيرة. إيمان رضيف

بيضاويون يواجهون موجة الحر ببرودة البحر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحرارة تنعش الإصابات بالتسممات

السلفيون ينتظمون في جمعية بعد رفض تأسيس حزب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات