الطقوس المخزنية… تقليد في ثوب الحداثة

بعض الطقوس أصبحت تخضع لليونة مع وصول الملك محمد السادس إلى السلطة تنامت دعوات عدد من الفاعلين السياسيين والمفكرين إلى تبسيط الإجراءات البروتوكولية المرتبطة بالمؤسسة الملكية، بما ينسجم مع دخول المغرب العهد الجديد الذي دشنه مع تولي جلالة الملك محمد السادس السلطة نهاية التسعينات من القرن الماضي. وواكب صعود جلالة الملك محمد السادس إلى العرش في1999، بروز دعوات إلى إلغاء بعض الطقوس المخزنية العتيقة، في مقدمتها تقبيل يد الملك، باعتبارها مظاهر متجاوزة، ولا تتناسب مع الدولة المغربية الحديثة. صاحب مجيء جلالة الملك محمد السادس إلى السلطة تفاؤلا لدى الطبقة السياسية ونخبة من المفكرين، في ما يخص قابلية واستعداد الدولة لتجاوز الطقوس المخزنية، بما ينسجم مع المرحلة السياسية الجديدة التي انخرط فيها المغرب، والموسومة بتعميق مسلسل الدمقرطة والتحديث. وظهرت في فترة من الفترات مؤشرات بقرب الإعلان الرسمي عن التخلي عن بعض الطقوس، على رأسها عادة تقبيل اليد. ورغم أن هذا الإعلان لم يتم رسميا، إلا أن الملاحظين السياسيين سجلوا تراجعا في كثافة الطقوس المخزنية. وتجدد النقاش، أخيرا، حول الطقوس المخزنية وإمكانية تجاوزها، في ظل التحولات الجوهرية التي عرفها المغرب، والتي طالت المجالات السياسية والدستورية والحقوقية. وانخرطت في النقاش نخبة من السياسيين دعت إلى فرض نوع من الليونة على الطقوس المخزنية لتصبح أكثر بساطة. وأكد هؤلاء أن المؤسسة الملكية المتجددة والمتطورة باستمرار، في حاجة اليوم إلى بروتوكول أكثر مرونة. ورغم أن الكثير من ذلك تحقق، من الزاوية الفعلية والواقعية، إلا أن هؤلاء الفاعلين السياسيين يركزون على أهمية تدشين القطيعة مع بعض التقاليد المخزنية، ومنها تقبيل اليد، من خلال إعلان رسمي. من جهة أخرى، يعتبر بعض الفاعلين السياسيين أن الطقوس المخزنية ليست قضية آنية، وليست بالأهمية التي تفرض نقاشا مستفيضا ومتواصلا بشأنها. ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن بعض الطقوس أصبحت تخضع لليونة، فمع وصول الملك محمد السادس إلى السلطة، مثلا، أصبحت مسألة تقبيل يد الملك أكثر ليونة، بمعنى أن هذه المسألة موكولة للمعني بتقبيل أوعدم تقبيل يد الملك. وبالتالي، فإن كل هذا النقاش أصبح غير ذي معنى. لقد تجددت ،إبان الربيع العربي، الدعوات المنادية إلى التخفيف من ثقل التقاليد المخزنية، وعاد الحديث مجددا عن ظاهرة تقبيل اليد وجدواها في مغرب القرن الواحد والعشرين، في الوقت الذي يعتبر العديد من المهتمين بالشأن السياسي الوطني، أنه لا يمكن الاستغناء عن الطقوس المخزنية التي تلعب دورا كبيرا في إضفاء الهيبة على الدولة . جمال بورفيسي

الطقوس المخزنية… تقليد في ثوب الحداثة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقاليد البيعة والولاء رمز لاستمرارية النظام

اختلالات مالية وتقنية بالجملة في مجازر البيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات