اختلالات مالية وتقنية بالجملة في مجازر البيضاء

رصد تقرير أعده الاتحاد العام للمقاولات والمهن ووجهه إلى وزارة الداخلية والسلطات المحلية بالدار البيضاء، عدة اختلالات بخصوص مجازر البيضاء، ضمنها ما هو مالي وما هو تقني. وكشف التقرير نفسه أن مجلس المدينة تنازل عن جزء من مداخيله لصالح الشركة التركية، بحجة أنها الوحيدة التي تقدمت إلى هذه الصفقة، رغم أن المجلس أعلن عن شروط تعجيزية لإقصاء الشركات المغربية. وأضاف أن المفاوضات المباشرة مع هذه الشركة، أفضت إلى تنازل الجماعة على جزء من مداخيلها لصالحها بمبرر القيام باستثمارات داخل المجازر لبناء قاعتين لبيع اللحوم ولبيع السقط، وإصلاح وتجديد الآليات، والبنايات، وقنوات الصرف الصحي، والمياه العادمة، وأداء فواتير الماء والكهرباء، وشراء الكازوال، لكن بالرجوع إلى الدراسة التي قامت بها الشركة التركية بخصوص البرنامج الاستثماري الذي تنوي إنجازه داخل المجازر البلدية، والذي تم تحضيره من طرف مكتب الدراسات «كوترافكو»، لاحظ التقرير أن قيمة استثمار الشركة التركية طيلة مدة عقدها 10 سنوات لن تتجاوز 15 مليون درهم.وقال التقرير إنه بعملية حسابية بسيطة تبين أن الشركة استفادت من أزيد من 50 مليون درهم نتيجة تنازل المجلس عن المداخيل، ف»برجوعنا إلى إنتاجية المجازر خلال سنتي 2009 و2010 والمقدرة بـ 51,765 طنا فإن الشركة التركية قد حققت مدخولا قدره 50,212,050 درهما، فقط من خلال ما تنازلت عليه الجماعة لصالحها من خلال 0,97 درهم عن كل كيلوغرام، وهو مبلغ يتجاوز بكثير مبلغ الإستثمار والضمانات معا، ما يطرح السؤال حول السر وراء وضع شروط تعجيزية لإقصاء وإبعاد الشركات المغربية، بحجة ضرورة توفر المسير الذي سيعقب الشركة الإسبانية على التجربة والتخصص في ميدان الذبح والتحويل الصناعي للحوم وتسيير وتدبير المجازر، فهل تتوفر هذه الشروط في شركة «أنلير المغرب»؟». وزاد التقرير ذاته أن الشركة «لا تحتفظ بمداخيلها المستخلصة من المجازر داخل المغرب، وقد تم ضبط مديرها العام متلبسا بتهريب العملة بمطار محمد الخامس قبل أن يتدخل عمدة البيضاء لصالحه وأطلق سراحه دون متابعة ودون أن تحجز الأموال المهربة التي ضبطت بحوزته»، مضيفا أن الشركة التركية «تقتني فواتير من السوق السوداء».أما في ما يتعلق بالجانب التقني فقد ألزم مجلس المدينة من خلال دفتر التحملات الخاص بالتدبير المفوض، الشركة المسيرة بضرورة حسن صيانة وتجديد الآليات والحفاظ على المجازر وتطويرها، كما ألزمها بضرورة وضع سجلات تدون بها جميع العمليات التي تقوم بها الشركة المسيرة ) الذبح والتنظيف وإحراق المحجوزات والمبيدات والتبريد ...( والهدف من وضع هذه السجلات هو تتبع آثار الأشغال التي تقوم بها الشركة من طرف مصالح المراقبة ولجن التفتيش كلما ارتأت الوقوف على إنجازات وكذلك إخلالات الشركة بالتزاماتها. لكن الشركة، يقول التقرير ذاته، لا تتوفر على أي من هذه السجلات منذ بداية عملها حتى هذا اليوم.وقال التقرير ذاته إن عدد آلات الضغط بالمجازر البلدية يتجاوز 30 آلة، وهذه الآلات تحوي كميات كبيرة من مادة الأمونياك NH3 في حالته السائلة والغازية، وكذلك خزانات الهواء المضغوط، و”بعدم صيانة هذه الآلات فإنها أصبحت تشكل خطرا جسيما على المنطقة، خصوصا أن هناك تقريرا لمكتب المراقبة “فيريتاس” لسنة 2010 يمنع الشركة التركية من استخدام هذه الآلات إلى حين القيام بتحليل أو اختبار هيدروليكي بحكم أن الخزانات تجاوزت 10 سنوات، غير أن الشركة التركية لم تأخذ هذا الانتباه بعين الاعتبار. وأكد التقرير ذاته أن المجازر البلدية لمدينة البيضاء تتوفر على 4 محركات ضاغطة لمادة الأمونياك، غير أن الشركة المسيرة كلما حصل عطب بأحد تشغل محركا آخر دون إصلاح المحرك المعطل، ما نتج عنه توقف عمل محركين منذ بداية سنة 2009. أما في ما يتعلق بصمامات الأمان فإن المكتب نفسه نبه الشركة المسيرة للمجازر “أنلير المغرب” إلى ضرورة القيام بمراقبة وقياس وصيانة وموازنة صمامات السخانات التي تصل درجة الحرارة بالنسبة إلى كل واحدة مـنها إلى 105 درجات، والشيء نفسه بالنـسبة إلى صمـامـات خـزانات الهـواء، غير أن الشركة، يقول التقرير “لم تعر هذا التنبيه أي اهتمام ما يشكل خطرا على مستعملي المجازر”.ورصد التقرير ذاته عدة خروقات أخرى على المستوى التقني تهم مولد الكهرباء والقاطع العام للكهرباء وصنابير الإطفاء المسلح والمصابح الاحتياطية وغيرها. ض.ز

اختلالات مالية وتقنية بالجملة في مجازر البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطقوس المخزنية... تقليد في ثوب الحداثة

فضيحة لحوم البيضاء تكشف المستور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات