السمنة تنعش “بزنس” الرشاقة

نواد وتجهيزات رياضية ومنتوجات غذائية صحية تعرف انتعاشا متواصلا تحول هاجس السمنة والاهتمام باللياقة البدنية والرشاقة إلى فرص اقتصادية وتجارية لشركات وأصحاب رؤوس أموال. وتعرف الأنشطة انتعاشا بالمغرب، خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كثر الاهتمام من قبل المغاربة بمشكل السمنة والمشاكل الصحية الناتجة عنها، ما شجع رجال أعمال على الاستثمار في هذا القطاع، خاصة في النوادي والتجهيزات الرياضية، إذ أن رجل أعمال استثمر 14 مليارا لإنشاء ناد متعدد الرياضات بالبيضاء، ويعتبر أكبر قاعة للتمارين الرياضية في المغرب. كما أن البعض تخصص في تسويق المنتوجات الغذائية الخاصة بالحميات الغذائية، كما انتشرت مكاتب الاستشارة في التغذية والحمية يقصدها الراغبون في التخلص من مشكل السمنة. وهكذا تحول مشكل صحي إلى سوق يقدر رقم معاملاته بملايير الدراهم. أبانت خلاصات دراسة أن 8 % من المغاربة، أي ما يناهز مليونين و 720 ألف مغربي، يعانون السمنة، ويبحث العديد منهم عن الطرق الفعالة للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة. وساهم البحث عن الرشاقة والقد الممشوق من قبل الذين يعانون السمنة في إذكاء المنافسة بين الأنشطة المرتبطة بالمجال. وارتفع عدد القاعات والنوادي الرياضية بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، بل هناك نواد عالمية فتحت فروعا لها بالمغرب في إطار التوكيلات التجارية، على غرار "ليدي فيتنيس" التي فتحت العديد من النوادي بمختلف المدن المغربية، وكذا "جيمنازيا" التي بدورها اختارت المغرب للاستثمار في المجال الرياضي والرشاقة الجسمانية، إضافة إلى "سيتي كلوب"، التي تمارس سياسة تنافسية شرسة من خلال تخفيض ملحوظ للأسعار. ويعكس حجم الاستثمارات في هذا المجال الإقبال الملحوظ للمغاربة على هذه القاعات الرياضية، وذلك بسبب عوامل عديدة من قبيل الاهتمام والعناية أكثر بالجسم، كما أن البعض يقبل على ممارسة مختلف أنواع الرياضات من باب الهواية، وهناك من ينخرط في هذه القاعات لأغراض صحية، والبعض الآخر يجد في ذلك مناسبة للتعرف على أشخاص جدد وربط علاقات صداقة جديدة. لكن مثل هذه القاعات لا تكون متاحة للجميع، بالنظر إلى كلفة الانخراط فيها، التي تتجاوز 10 آلاف درهم. وهناك عرض خاص بالفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، فهناك قاعات أخرى تتوفر على التجهيزات الضرورية والحديثة، وتقدم خدماتها بأسعار في المتناول، إذ أن السعر يتراوح بين 150 درهما و400 في الشهر، علما أنها تتوفر بدورها على مؤطرين متخصصين في هذا المجال، رغم أنها لا تمكن من مزاولة مختلف الأنشطة الرياضية. وأفاد صاحب إحدى القاعات بحي الألفة، الموجهة للفئات ذات الدخل المحدود، أن مشروعه تطلب منه استثمار غلاف مالي ناهز 340 ألف درهم، بما في ذلك تهيئة القاعة واقتناء مختلف الأجهزة الرياضية، وتتوفر القاعة على أربعة مؤطرين، وتتردد عليها فئات عمرية مختلفة من الجنسين، وتتكلف ثلاث مؤطرات بتأطير النساء والشابات المنخرطات. بالموازاة مع ذلك يعرف سوق المنتوجات الغذائية الخاصة بالحمية انتعاشا متواصلا سنة بعد أخرى، إذ يتزايد إقبال المغاربة على المواد الغذائية العضوية التي تنتج بطرق طبيعية، وتلك الخالية من المواد الدهنية، وذلك بعد تنامي الاهتمام بالمشاكل الصحية الناتجة عن التغذية وسبل تفادي السمنة، التي أصبحت ظاهرة عالمية، واهتمام الناس بالحمية الغذائية من أجل الحفاظ على الرشاقة البدنية ما شجع على الاستثمار في هذا المجال لتلبية الطلب المتزايد. وكان استهلاك المواد المنتجة بطرق طبيعية يقتصر في البداية على بعض الفئات، بالنظر إلى أن اسعارها مرتفعة بالمقارنة مع مواد أخرى، لكن قاعدة المستهلكين تعرف، خلال السنوات الأخيرة، اتساعا متواصلا. ويرجع ذلك إلى ارتفاع وتيرة إنتاج هذه المواد وتوفرها في عدد من المحلات التجارية، بل إن هناك ضيعات فلاحية تزود زبناءها مباشرة بالمواد المنتجة طبيعيا. ولا يقتصر الأمر على المواد الفلاحية، بل العديد من الشركات تنتج حاليا مواد خالية من الدهون، أو تحتوي على نسبة ضئيلة منها. ومن خلال جولة بالمساحات التجارية تجد العديد من الرفوف الخاصة بالمنتوجات التي لا تتضمن في مكوناتها مواد دهنية، مثل الحليب ومشتقاته، وزيوت المائدة، والمارغارين، وعصائر الفواكه، بل هناك شركات تنتج كل أنواع المنتوجات والمواد الغذائية التي لا تحتوي على المواد الدسمة. لكن رغم ذلك، فإن هذا السوق ما يزال في بداية نموه، ولا توجد إحصائيات دقيقة بخصوص رقم معاملات هذا القطاع. انتعاش سوق الآلات الرياضية المستعملة أنعش البحث عن القوام المثالي تجارة آلات التمارين الرياضية، فهناك العديد من المحلات التي تخصصت في هذا النوع من التجارة، كما أن المساحات التجارية الكبرى تخصص حيزا لهذه المنتوجات. وعرفت هذه المحلات انتشارا ملحوظا، خلال السنوات الأربع الأخيرة، خاصة في المدن الكبرى، وذلك بسبب الإقبال المتزايد عليها. بالموازاة مع ذلك، توجد محلات لبيع الآلات الرياضية المستعملة بأسعار تقل عن الجديدة بنسب تصل إلى 80 في المائة، وتعرف هذه المحلات إقبالا، خاصة من الفئات ذات الدخل المتوسط، التي لا تسمح لها إمكانياتها المالية باقتناء المنتوجات الجديدة، إذ أن الآلات المستعملة تكون في حالة جيدة وتفي بالغرض. ويكون موسم عودة المغاربة المقيمين بالخارج مناسبة بالنسبة إلى الراغبين في اقتناء هذه المنتوجات للظفر بأحسن الفرص. ويكثر الطلب بشكل خاص، كما أوضح ذلك أحد بائعي الآلات الرياضية المستعملة، على الدراجات الهوائية الخاصة بالتمارين الرياضية وآلات السجاد المتحرك، إضافة إلى التجهيزات صغيرة الحجم المستعملة في رياضة استكمال الأجسام. وتتراوح الأسعار ما بين 50 درهما و 700 درهم، حسب نوعية هذه المنتوجات ووظيفتها. عبد الواحد كنفاوي

السمنة تنعش “بزنس” الرشاقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقويم ملكي للسياسة ... أوراش مستعجلة

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات