الشيـشة… المـمنو ع المـرخص لـه

تباع في محلات التبغ وحملات لتجفيفها من المقاهي تعكس "قصة" شباط وغرابي الكثير من مناطق التخبط في تعاطي الدولة وأجهزتها ومؤسساتها مع الحملات الأمنية لمنع تناول الشيشة بمقاه مرخص لها بمقتضيات قانونية، واعتقال أصحابها ومستخدميها واقتياد روادها إلى مخافر الشرطة للتحقيق الذي قد ينتهي بالإحالة على هيآت المحاكم وترتيب أحكام قضائية. الأول حميد شباط، رئيس مجلس جماعة فاس، الذي أصدر خلال دورة فبراير 2010 بأغلبية الأصوات خمسة مقررات تهدف إلى إغلاق الملاهي الليلية ومحلات تعاطي الشيشة وألعاب الرهان وحانات بيع الخمور وحظر بيع الخمور وتداولها في دور الضيافة الواقعة بتراب المثلث الذهبي لضريحي المولى إدريس وأحمد التيجاني وجامع القرويين. واستند عمدة فاس، في إصدار هذه المقررات، على القانون ممثلا في المادة 50 من القانون الجماعي المنظم لاختصاصات الشرطة الإدارية في ميادين الوقاية الصحية والنظافة والسكينة العمومية وسلامة المرور، خاصة في ما يتعلق باتخاذ التدابير الخاصة لضمان السكينة العمومية، بالمحلات العمومية التي يقع فيها تجمهر الناس مثل المواسم والأسواق، أو الألعاب والميادين الرياضية والمقاهي والمسابح والشواطئ وغيرها.الثاني محمد غرابي، والي جهة فاس، الذي كتب رسالة وجهها إلى مستشارين جماعيين تعرض فيها على هذه القرارات التنظيمية المتخذة من طرف رئيس المجلس الجماعي، تطبيقا لمقتضيات المادة 73 من الميثاق الجماعي لعدم مشروعيتها، كما رفض التأشير عليها لمخالفتها للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل طبقا لمقتضيات المادة 76 من الميثاق نفسه، على خلفية أن ملفات الشيشة والخمور والملاهي الليلية ومحلات الرهان كلها تُدبر من قبل سلطات ولاية جهة فاس والسلطات الأمنية بالمدينة التي يعود إليها الاختصاص".القصة، رغم خلفياتها السياسية وصراع القبضات الحديدية بين السلطتين المنتخبة والإدارية بالعاصمة العلمية و"من ولاهما من خلف ستار إلى يوم الدين"، تعطي صورة عن طبيعة بعض القرارات والمبادرات التي تحتكم إليها الدولة في ملفات ومواضيع وقضايا تحيط بها الكثير من مناطق الالتباس القانوني ويجتمع فيها الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي والثقافي في سلة واحدة.الشيشة، أو النرجيلة، التي تخوض الأجهزة الأمنية والدرك الملكي، هذه الأيام، حربا ضروسا ضد معالقها، واحد من الملفات التي تتحرج الدولة عن السير فيها إلى مداها البعيد، بالمنع الكلي، أو الإباحة الكلية.الحملات الأمنية الحالية ليس وليدة لحظة حكومة شبه ملتحية يزعجها استمرار ما تسميه مظاهر "التفسخ" و"الانحلال" في المجتمع، بل سبقتها حملات أمنية أخرى منذ 2008، تأخذ في بعض الأحيان طابع الهبات الموسمية ذات التوقيت المحدد والمعروف لدى أصحاب مقاهي ومحلات الشيشة، وشكل مداهمات وحملات طارئة كما يجري اليوم في عدد من المدن، إذ وصل عدد المقاهي المداهمة العشرات في الدار البيضاء وأكادير ومراكش والرباط، وبلغ عدد الموقوفين الذين يتعين إخضاعهم إلى مسطرة التحقق من الهوية أكثر من 800 مواطن، بينهم الرواد والمستخدمين ومسيرون وعمال نظافة.سنة 2009، وصل موضوع المداهمات والإغلاقات والاعتقالات إلى قبة البرلمان، إذ ألح نواب العدالة والتنمية على وزير الداخلية، آنذاك، لتنوير الرأي العام الوطني وسن قانون يحرم بشكل واضح الشيشة بالمغرب. ولم يتأخر الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، في الجواب، إذ أكد أن السلطات المحلية عازمة على اتخاذ إجراءات تطبيقية لمنع تدخين الشيشة في المحلات المفتوحة للعموم، موضحا أن منع استخدام الشيشة في المقاهي والمطاعم سيكون تحت طائلة الإغلاق في حالة إصرارها على قبول تدخين الزبائن للشيشة في فضاءاتها، مشيرا إلى أن ظاهرة استهلاك الشيشة رافقتها تصرفات تمس "بالأخلاق والصحة العامة" (هكذا)وسرد الشرقاوي أرقاما تهم نتائج محاربة الشيشة بالمغرب خلال سنة 2009، إذ تم إيقاف 667 شخصا وحجز 783 نرجيلة، وأغلقت السلطات الأمنية زهاء 241 مقهى بسبب تعاطي الشيشة.من جهة أخرى، تطرح المداهمات الأمنية للمقاهي التي تقدم فيها الشيشة للزبناء علامات استفهام كثيرة، سيما بالنسبة إلى أصحاب هذه المحلات الذين يجدون أنفسهم مساءلين أمام العدالة، سيما أن المادة تباع بترخيص في محلات التبغ.وغالبا ما يتم البحث عن الأساس القانوني الذي بموجبه يتم منع تدخين الشيشة في المقاهي، دون أن تجد نصا يمنع ذلك، كما أنك لن تجد نصا يسمح بترويجها بين العموم وفي الأماكن العمومية.أكثر من ذلك أن قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، الذي مازالت تعتري تطبيقه اختلالات، لا توجد فيه الشيشة ضمن المواد المشمولة بالمنع، إذ تم حصرها في السجائر والسيجار والتبغ المعد لبرم السجائر والنفحة والتبغ المعد للمضغ أو الامتصاص. يوسف الساكت

الشيـشة… المـمنو ع المـرخص لـه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقـاهـي الشيشــة استثمـار يدر المـلايين

محاربة الشيشة بالغموض والضبابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات