القرضاوي ودعاة إسلاميون آخرون ممنوعون بفرنسا

باريس تدشن مرحلة جديدة في علاقتها مع الإسلام السياسي المتشدد في سياق تشديد إجراءاتها ضد الإسلاميين المتشددين، بعد أحداث تولوز، قررت باريس عدم السماح لأربعة أئمة من العيار الثقيل من دخول أراضيها. ويتعلق الأمر بكل من مفتي القدس عكرمة صبري، والداعية السعودي عائض بن عبد الله القرني، والإمام المصري صفوت حجازي، والإمام السعودي عبد الله باصفر، كان مرتقبا أن يحضروا الجمع العام لاتحاد المنظمات الإسلامية.وأوضح بيان مشترك لوزارتي الداخلية والخارجية أنه «لا بد أن تكون الحريات ضمن إطار القانون واحترام قيمنا الأساسية من حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة والعلمانية، واحترام الأديان وآراء الآخرين ورفض الانغلاق الطائفي".وذكر البيان أن الداعيتين محمود المصري ويوسف القرضاوي، ألغيا سفرهما نحو فرنسا، بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنهما شخصان غير مرحب بهما بفرنسا.وتأسف البيان على الدعوة التي وجهها اتحاد المنظمات الإسلامية إلى المفكر الإسلامي المعروف السويسري الجنسية و المصري الأصل، طارق رمضان، إذ يعتبر الوزيران، كلود عيان وألان جوبي، أن مواقفه وتصريحاته «تتعارض مع المبادئ الجمهورية».وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أعلن شخصيا رفضه دخول الشيخ القرضاوي إلى التراب الفرنسي، موضحا أنه أخبر الأمير القطري بالأمر، أياما فقط بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها تولوز والنواحي.وربط بعض الملاحظين هذا المنع بمواقف الشيخ السلبية المتعددة من الغرب عموما، ورفضه الانفتاح ولغة التحاور خصوصا مع الكيان الإسرائيلي، زيادة على أنه أحد أهم رموز الإسلام السني، ويلعب دورا كبيرا في شحن الكثير من الشباب بأفكار ذات عمق سياسي، باعتباره داعية مقرب من الإخوان المسلمين.ولعب نجم البرنامج التلفزيوني «الشريعة والحياة» على قناة الجزيرة دورا رياديا في الدعوة إلى «الجهاد» في خضم الربيع العربي، سيما في ليبيا، التي انخرط في حربها الرئيس الفرنسي بشكل شخصي، وكان بالنسبة إلى قطر ذراعها الديني في حربها الدبلوماسية على بعض الأنظمة العربية، بما فيها نظام القذافي.وانتقد القرضاوي الذي ألف العديد من الكتب الدينية، الأكثر انتشارا منها كتاب «الحلال والحرام في الإسلام»، والذي قالت عنه مجلة الإكسبريس إنه الأفضل مبيعا في العالم الإسلامي بعد القرآن، من طرف الأوساط التقدمية العربية والغربية لمواقفه من قضايا المرأة وإصراره على خلط الدين بالسياسة.وإن كان ينظر له البعض في الدول الإسلامية أنه داعية معتدل، لا يضيره الإفتاء في أي شيء، حتى وإن تعلق الأمر بسلوكات جنسية مثيرة، إلا أنه في المقابل لا يخفي دعمه لحماس التي تضعها باريس ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، ما يعني بالنسبة للبعض تشجيعه للعنف مقابل الحلول السلمية.وأخطر تصريح له كان بخصوص اليهود، إذ حاول أن يربط بتبريرات إلهية ما لحق بهم من مآس خلال تاريخهم، وعلى الخصوص من طرف زعيم النازية هتلر، وهو ما يعتبر إعلانا صريحا لمعاداة السامية ليس في فرنسا فقط، وإنما في عدد من البلدان الأروبية.ويتحدث القرضاوي في خطبه انطلاقا من مفهوم سياسي معين للإسلام عندما يتعلق الأمر بحضارات أخرى غير إسلامية، فهو يبشر بلغة الغزاة أن الإسلام سيعود إلى أوربا كمنتصر، بعد أن تم طرده منها في مناسبتين، ليس بالسيف، يوضح الشيخ، وإنما بنشر الدعوة و الفكر.وكان الشيخ يوسف القرضاوي كاتب في 2003 الرئيس الفرنسي جاك شيراك داعيا إياه إلى التخلي عن قانون منع ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية، الذي أثار وقتها جدلا حاد في الأوساط الفرنسية المجتمعية والإعلامية والسياسية.محمود المصري، بدوره غير مرحب به بفرنسا، ومنع الشخصين، بحسب تعليل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نفسه، راجع إلى أنهما «يتبنيان خطابا لا ينسجم مع الفكر الجمهوري»، وهذا القرار شددت عليه باقي أهم المكونات السياسية الفرنسية سواء من اليسار، ممثلا في الحزب الاشتراكي أو اليمين المتطرف الجبهة الوطنية.وقال إيمانويل فالس، مدير الاتصال لدى مرشح الاشتراكيين، "إنه أمر غير مقبول أن يطأ فرد كهذا التراب الفرنسي، وفي ظرف أليم كهذا الذي عشناه قبل أيام"، في إشارة إلى أحداث تولوز ومونتوبون. بوعلام غبشي (باريس)

القرضاوي ودعاة إسلاميون آخرون ممنوعون بفرنسا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزراء يشرفون على ولادة جديدة للحركة الشعبية بالشاوية

مسيرة الأقصى... التنظيم الغائب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات