إصلاح الحقل الديني … الثورة على التشدد

خطط ومشاريع من أجل حماية الهوية الدينية للمغاربة شكل الخطاب الملكي في 30 أبريل 2004 خارطة طريق حقيقية لمشروع الإصلاح الديني بالمغرب، سيما بعد أحداث 16 ماي الإرهابية، والتي كشفت بالملموس كيف وقع المغاربة ضحية تيارات متطرفة، نجحت بطرقها الخاصة في نشر توجه ديني جديد يعارض طولا وعرضا كل قيم التسامح الديني المغربي. فالملك محمد السادس في خطابه الشهير، راهن أن ينجح إصلاح الحقل الديني في المساهمة، بطريقة عقلانية وهادفة، في تصحيح صورة الإسلام التي تتعرض للإساءة، مع تكريس الأسس المذهبية للمغرب وترسيخ الهوية الأصيلة للمملكة والتي تتسم بالتوازن والاعتدال والتسامح. بالنسبة لحكيم أبو اللوز، الأكاديمي والباحث في الحركات الإسلامية، فإنه منذ الخطاب الملكي الشهير، ما زال هذا المشروع مستمرا، تحت اسم مجموعة من المؤسسات، لضبط الحقل الديني من مختلف الزوايا، إذ كانت هذه سياسة تستهدف شأنا واحدا، فتطورات، إلى أن أصبحت سياسة دينية شاملة، وصلت إلى حد أن الدولة المغربية أصبح لها دينها ومؤسساتها الرسمية. وأكد الباحث أبو اللوز، من خلال قراءته لهذا الموضوع، أن هناك سياسة تقدم على أساس أنها سياسة عمومية، لكن، يؤكد الباحث، على أنها ليست عمومية بل حصرية، عبر إعطاء سلطات غير محددة في الشأن الديني للملك، بصفته رمزا لمؤسسة دستورية، وهي مؤسسة أمير المؤمنين. وأوضح أبو اللوز، أنه لا يجب فهم الأمر بأننا أمام مؤسسة بحكم أن الفصل 41 من الدستور، يعطي توافقا على منح السلطات الدينية للملك، مشيرا إلى أن الاقتراحات التي تقدم بها الفاعلون والأحزاب السياسية والمجتمع المدني أثناء إعداد دستور 2011، ركزت على مطالب اعتبرت كبيرة من قبيل الملكية البرلمانية وغيرها لكنها أغفلت هذا الإشكال، قبل أن يحسم الفصل 41 من الدستور في الأمر، ويفصل بين الملك بصفته أميرا للمؤمنين ورئيسا للدولة. من حيث الحصيلة، يرى أبو اللوز، أن أي سياسة متبعة لها الظاهر والخفي، والظاهر في هذه السياسة الدينية، تتجلى في ظهائر شريفة أو القوانين الصادرة عن وزارة الأوقاف أو من خلال سلطات مشتركة بين الوزارة المعنية ومؤسسة ما، إذ يوضح الباحث ذلك أكثر، أنه مثلا في ما يتعلق بالتعليم العتيق، هناك ظهير شريف أساسي خاص بهذا التعليم، إذ صدر قانون صادق عليه البرلمان، لتطبيق هذا الظهير. وشدد أبو اللوز، على أن السياسة الدينية بها إيجابيات كثيرة، إذ سمحت للسلطات لأول مرة معرفة ما يجري في الحقل الديني، وأيضا معرفة القوى التي يجب أن تظهر بصورة واضحة في هذا المجال، وتلك التي لا يجب أن تظهر، والتعرف على قوى لها وزن اجتماعي ويجب تقديم يد العون لها للظهور في المجتمع سواء بهذه الصفة، أو تلك. مصطفى لطفي

إصلاح الحقل الديني … الثورة على التشدد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكوفة" لتأمين رحلات صيادي الداخلة!

العدالة ... ورش ملكي

مقالات ذات صلة