الدرك يحيي أسلوبا قديما في حماية قوافل البحارة من قطاع الطرق ومهنيون متذمرون استغرب مواطنون من الداخلة عودة بعض الأجهزة الأمنية للعمل بنظام «الكوفة»، أو الحمية لتأمين عبور قوافل البحارة من قرى الصيد إلى وسط المدينة، ما قد يرسم، حسبهم، صورة سيئة عن المنطقة ويعطي الانطباع أنها تعيش حالة حرب، أو يحكمها قطاع الطرق والعصابات، ما يشيع نوعا من الرعب وسط الجميع. وفوجئ سكان، قبل يومين، بدخول عشرات الشاحنات المتوسطة والصغيرة ومركبات محملة بالأسماك، وخاصة الأخطبوط، إلى أسواق المدينة، وهي محروسة بسيارات ودراجات تابعة للدرك الملكي. وأكدت مصادر من البحارة أن عناصر الأمن طالبت الصيادين بالتريث وعدم التحرك إلا في جماعات وقوافل، اتقاء لشر اللصوص والعصابات المتخصصة بسرقة الشحنات المصـــــــطادة. وقالت المصادر نفسها إن عناصر من الدرك الملكي وصلت، الثلاثاء الماضي، إلى قرية الصيد «انترفت» وطلبت من البحارة مدها بوثائق السيارات، خصوصا البطائق الرماية، وعدم التحرك بشكل منفرد، وانتظار استكمال شحن الأسماك في جميع الشاحنات، قبل الانطلاق إلى المدينة في خط أمني واحد محروس، أو ما يسمى «الكوفة». وأكدت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك الملكي انتظرت إلى حين استكمال العدد، قبل أن تضع سيارات المهنيين في الوسط، وتحميها بسيارة أمن من الخلف، وأخرى في المقدمة، وتطلق صفارات الإنذار وتشعل الأضواء الزرقاء لقطع مسافة 65 كيلومترا، تقريبا، تفصل بين قرية «انترفت» ووسط الداخلة، حيث توجد المرافق التابعة لمندوبية الصيد البحري والمكتب الوطني للصيد. ووصف مهنيون ومواطنون هذا الأسلوب بالبائد الذي استعمل سابقا في رحلات الصيف والشتاء في العصر الجاهلي، حين كانت تؤمن قوافل التجار بفرق أمن خاصة لحمايتها من غزوات اللصوص والناهبين، كما استعمل نظام الكوفة في بعض أطراف مدن الصحراء، وفي سياق زمني محدد (بين 1975-1976)، حين كانت هذه المناطق وسكانها وتجارها عرضة لهجومات مرتزقة بوليساريو. في تلك الفترة، كان مقبولا أن يتدخل الجيش لحماية التجار والمسافرين والموظفين والسكان وتنظيم رحلاتهم، عبر نظام «الكوفة»، حفاظا على سلامتهم وأمن ممتلكاتهم وتجارتهم، أما اليوم فلم يعد مسموحا بذلك في ظل الأمن والاطمنان التي تنعم به المنطقة، باستثناء حالات محدودة متحكم فيها. واستدلت مصادر «الصباح» بخطاب الذكرى 20 لانطلاق المسيرة الخضراء تحدث فيه جلالة المغفور له الحسن الثاني عن الأمن الذي ترفل فيه المناطق الصحراوية، قائلا «إذا لم يحترم مخطط السلام فلا نريد استفتاء، فنحن موجودون في صحرائنا في أمان الله. منا من يشرب الماء العذب الزلال، ومنا من يشرب الشاي، ومنا من يشرب عصير الفواكه، وكل منا يستظل بظل القانون والطمأنينة والرفاهية والحقوق الديمقراطية للأفراد والجماعات، وأكثر من هذا يستظل بالأمل وبالإيمان». ويأتي اعتماد هذا الأسلوب، بعد تكرار حوادث الهجوم على سيارات الصيادين من قبل مسلحين وملثمين، وسلبهم منتجاتهم، وكان إطلاق أعيرة نارية على «بيكوب» وسرقة طنين من الأخطبوط، بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس. يوسف الساكت