“الشدة في الله” جديد ميلود العرباوي

يواصل الفنان الشعبي ميلود العرباوي مغامراته الفنية مع إصدار الألبومات الغنائية في زمن القرصنة التي دفعت العديد من الفنانين إلى الإحجام عن إصدار الجديد، لكن العرباوي يطل على جمهوره من خلال ألبوم غنائي جديد اختار له عنوان "الشدة في الله". إصرار العرباوي على مواصلة إصدار ألبوم غنائي كل سنة، ليس مرده فقط إلى أنه صاحب شركة إنتاج تمكنه من إصدار الجديد متى أراد، بل راجع إلى حرصه على مد حبل الوصال مع جمهور ألف إطلالة هذا الفنان كل سنة بألبومات يضمّنها، بطريقة فنية، وجهات نظره إزاء العديد من الظواهر الراهنة التي يلتقطها بحس فنان يتعامل مع محيطه بحساسية زائدة.والألبوم الجديد للعرباوي فيه أشياء من لمسته الخاصة التي ظلت ثابتة في ألبوماته الأخيرة، وهي اللمسة التي نلمس فيها "قرابة غيوانية" من خلال إصرار العرباوي على توظيف آلة البانجو، والصدح بصوت جهير يذكرنا بطريقة المرحوم العربي باطما، مع نفحة "عروبية" مميزة يعتز بها العرباوي مثلما يعتز بانتمائه البدوي الذي لم تستطع كل مظاهر التمدن الخادعة اجتثاثه.ألبوم "الشدة في الله" تفوح منه هذه "النفحة العروبية" من خلال الأغاني الست التي اختارها وتحمل عناوين مختلفة تحيل على انشغالات ذاتية وموضوعية للعرباوي، منها أغنية "الليل هو سبابي" و"الرامي" و"الريح ضرب" و"موسم الصيد" إضافة إلى "الشمعة". والملاحظ أن ما يميز الألبوم الجديد للفنان الشعبي ميلود العرباوي هو خفوت نبرة النقد الاجتماعي اللاذع الذي لازم ألبوماته خلال السنوات الأخيرة مثل ألبوم "آش هاذ ليام؟" الذي تطرق فيه إلى مظاهر الفساد والرشوة واندثار القيم، من خلال مجموعة من الأغاني النقدية مثل أغنية "خليناهم دارو ما بغاو".لكن العرباوي عوض لهجة النقد الاجتماعي بلهجة أخرى انكفأ فيها على ذاته وانشغالاتها، حين تحدث، على سبيل المثال، عن "موسم الصيد" إذ المعروف أن العرباوي وشقيقه عبد العزيز الستاتي من هواة القنص، لذلك فقد جاءت الأغنية حابلة بمعجم عتيق يحيل على المفردات التي تنتمي إلى هذا النشاط العريق الذي زاوله البدو في مناطق عديدة من المغرب اشتهرت به مثل قبائل السوالم وأولاد حدو ودكالة التي استحضرها العرباوي في هذه الأغنية.كما يتقمص العرباوي في أغنية "الليل هو سبابي" شخصية رجل في أرذل العمر، قضى حياته في المجون والعربدة ووجد نفسه في أواخر حياته قد ضيع كل شيء، فصار يوجه النصح لمن بدؤوا في مثل طريقه من سوء العاقبة.كما يلاحظ في ألبوم "الشدة في الله" إصرار العرباوي على توظيف آلات عصرية مع حضور لافت لآلتي "الأورغ" و"البانجو" اللتين أدتا أنغاما من عمق الموسيقى الشعبية تتناسب والمواضيع التي تناولها في الألبوم.ويشار إلى أن العرباوي بدأ مساره الغنائي خلال نهاية الثمانيات، كاتبا لنصوص أغاني شقيقه عبد العزيز الستاتي، قبل أن يؤسس لنفسه مسارا مستقلا عن شقيقه ويشرع في إصدار ألبومات خاصة به بعد أن أسس شركة إنتاج فني سماها "العرباويفون" تعامل فيها مع العديد من نجوم الأغنية الشعبية منهم الداودي والصنهاجي وبوركون وغيرهم.وأصدر العرباوي إلى حدود الآن أكثر من خمسين شريطا غنائيا، كما دخل، خلال السنوات الأخيرة، غمار الإنتاج السمعي البصري وكتابة السيناريو، وهو حاصل على رخصة من المركز السينمائي المغربي، بفضل ثلاثة أشرطة قصيرة من تأليفه أحدها سبق أن توج في مهرجان فني بآزرو. عزيز المجدوب

“الشدة في الله” جديد ميلود العرباوي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انفلات في أعداد مرشحي الرئاسة بمصر

التونسي يغني عن الصحراء

مقالات ذات صلة