بوعبيد يواجه رئيس حكومة فرنسا

بوعبيد في وثائق: الحلقة الثانية شهادات وتأملات عبد الرحيم بوعبيد، القيادي الراحل في حزب الاتحاد الاشتراكي، تعيد رسم صورة أخرى عن مخاض حصول المغرب على استقلاله، بل يوغل بوعبيد في تفاصيل دقيقة لعلاقات متشعبة بين القصر الملكي والوطنيين وفرنسا ... تفاصيل كثيرة نشرتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، والحلقات التالية، ليست إعادة لما نشره الكتاب، بل تسليط الضوء على ثلاث وثائق لدورها في رسم صورة عن المخاض الذي سبق حصول المغرب على الاستقلال، ثم تعيين أول حكومة مغربية وما تلاها من أحداث سياسية كبرى شكلت بداية للهندسة السياسية للمغرب الحديث. قيمة هذه الوثائق أيضا أنها تزيح بعض العتمة عن دور الراحل بوعبيد. إنجاز: خالد العطاوي حاور المسؤول الفرنسي بعد نفي محمد الخامس واصل روجيه ستيفان سرد تفاصيل لقاء عبد الرحيم بوعبيد وإدغار فور، رئيس الحكومة الفرنسية، وتدخل شخصيات كثيرة من أجل التفكير في مصير المغرب، خاصة بعد تزايد الاضطرابات، نتيجة نفي الملك محمد الخامس وتعيين فرنسا ابن عرفة... كانت الإضرابات والاغتيالات وصراع النفوذ بين الوطنيين وأتباع فرنسا وميليشيات تحاول إبقاء الأمر، مما أثر على صناع القرار في فرنسا الذين استعانوا ببعض الوطنيين للخروج من الورطة. وروى روجيه تفاصيل أول لقاء لبوعبيد برئيس الحكومة قائلا: صمت إدغار، ثم تساءل: "كيف هو هذا الذي تتحدث عنه؟ هل يتكلم على الأقل الفرنسية"، أخبرت مخاطبي السامي أنه ما كان بالإمكان أن أتحاور معه لو لم يكن يتحدث الفرنسية، وأنه دكتور في القانون متخرج من جامعاتنا، فقال "حسنا حسنا أدخله لحظة". لكن سلوك إدغار أصبح لبقا بعد أن دخل عليه بوعبيد. كانت الساعة تشير حينها إلى العاشرة والنصف، ولم نفترق إلا بعد مرور 12 ساعة. أثار بوعبيد انتباه مضيفنا (رئيس الحكومة)، فلقد التحقت بنا لوسي على الغذاء، وتحدث عن الارتباط الذي يمكن أن يحدث بين مغاربة مهتاجين ومتمردين جزائريين، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال نصف المغرب العربي. وعلى ما يبدو كان بوعبيد يخشى هذا الانفجار الذي يمكن أن يفقد فيه المغرب هويته. والطريقة الوحيدة، بالنسبة إليه، لتفادي هذا الخطر هي إرجاع السلطان من منفاه بمدغشقر، والتوقيع معه، بعد إعادة توليه العرش، على اتفاقيات مشابهة لتلك التي وقعتها فرنسا مع تونس. وهكذا تم وضع تصور خطة عمل، وخطرت ببال إدغار فكرة تنظيم مؤتمر بمدينة إيفيان (التي كان أنطوان بيناي يقصدها عادة للاستشفاء) يمكنه، مدعوما بأنطوان بيناي، وزير الشؤون الخارجية، وبيير جولي، وزير الشؤون التونسية والمغربية، من الاستماع إلى ممثلي مختلف التيارات في المغرب: المغاربة الشرعيون (الراغبون في الإبقاء على وضع الحماية)، والوطنيون، والفرنسيون المناصرون للمغرب الفرنسي، والليبراليون، ويمكن أن تنضاف إلى ّجلسات الاستماع شخصيات مستقلة وخبراء، والهدف كان هو زرع اللبس حول مستقبل المغرب، ولن يقر المؤتمر شيئا غير الاحتكام إلى الحكومة. ويبدو أن هذه الحكومة أثارت انتباهها شهادة أحد الأعيان المغاربة، ويتعلق الأمر بالباشا البكاي، الذي كان في السابق ضابطا فرنسيا، فأخذت تلجأ إليه لتهدئة الأجواء ورعاية التحولات المحتملة، غير أن اللجوء إلى هذه الشخصية القريبة جدا من الوطنيين لم تكن لترضي السلطان الألعوبة، ومع أن المسلسل كان ضخما ويصعب تحريكه، إلا أنه بعد مرور أربعة أشهر كانت الأمور قد حلت أو في طريقها نحول التسوية.

بوعبيد يواجه رئيس حكومة فرنسا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاض سابق ممنوع من المحاماة

"جيبي" للأداء بالهواتف المحمولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات