رفع راية إسرائيل بمنزل بالناظور يستنفر الأمن

ابن جندي متقاعد احتج بطريقته الخاصة على الفقر والموقف انتهى بمتابعته قضائيا ما الذي يدفع من قضى والده في الدفاع عن حوزة الوطن إلى رفع «خرقة» ترمز إلى علم دولة تمارس العنصرية والاضطهاد وتذيق شعبا اعزل شظف العيش؟. «الصباح» زارت بيت محمد الجديدي، لتسترجع فصول حكاية معيل أسرة فقيرة لم يستوح احتجاجه من صاحب العربة التونسية، أو من جاء من بعده من أصحاب القلوب المكتوية بحرقة صوت يبح ولا يسمع له صدى لدى مسؤول مكلف بتدبير شؤون الناس.استنفار أمني واعتقالكانت المعلومة التي تبادلتها مختلف الأجهزة الأمنية حول علم يعلو جدران منزل متواضع يقع بالقرب من ثكنة القوات المساعدة، وسط المدينة، كافية لان تعبئ «جيشا» من المسؤولين التابعين لأطياف الشرطة والدرك والاستعلامات والإدارة الترابية من أجل تطويق المكان وإنزال الراية «المشؤومة» على وجه السرعة.بعدها بوقت قصير، تحركت الهواتف في محيط المنزل في كل اتجاه لنقل رسالة غير معهودة تحمل «إبداعا احتجاجيا» اختاره ابن الجندي، لإيصال شكواه إلى المسؤولين، وللبحث عمن يجيب عن الشكايات التي يرجو منها تزويد مسكنه الموروث عن والده بالماء الشروب والكهرباء، لا غير. المنزل المحاصر، ليس أكثر من غرفة نوم، وبجوارها مطبخ تنبعث منه رائحة الرطوبة، ومرحاض في الهواء الطلق يتوسط فناء مكشوفا من بضعة أمتار في جانب منه توجد عربة مجرورة ودابة.حالة الاستنفار والاستعجال لحسم الموقف كانت توحي بأشياء غير محمودة، إذ عوض أن ينتهي الموقف إلى حضور من بيده الحل وإنصاف أسرة «الجديدي»، أحيل محمد على التحقيق تمهيدا لعرضه على المتابعة القضائية، بعدما تجرأ بحسب السلطات على رفع قطعة قماش اختط فوقها ألوانا زرقاء ترمز إلى علم «اسرائيل»، فوق ما بقي من بيت والده الجندي.معاناة وتجاهل لمطالب الأسرةيشتغل محمد الجديدي، 42 سنة، ويتحدر من إقليم تازة، بائعا متجولا بسيطا تكاد عشرات الدراهم التي يجنيها من بيع الخضر فوق عربته المتواضعة لا تكفي لتوفير أبسط مستلزمات الحياة «الكريمة». تواصل الحكاية زوجته نورا، والدموع تنهمر من عينيها، بعدما صار زوجها رهين الاعتقال والمتابعة بتهمة لا يعلمها احد ممن طرقت أبوابهم.قرر «الجديدي» أن يذيب الجليد الذي يغطي مكاتب المسؤولين دون أن يحرق بدنه، بعدما ظل يقاسي مند أربع سنوات من حرمان بيته الذي يأويه وزوجته وثلاثة من أبنائه من الماء والكهرباء بعدما تم قطع الإمداد بهما، التي تم فصلها بشكل مفاجئ دون أن ترق لسماع شكاياته المتعددة قلوب المسؤولين.ثلاثة أطفال ( أكبرهم عمره ثماني سنوات) يتحلقون حول والدتهم التي تسرد قصة زوجها والبكاء يغالبها تقول «زوجي وضع الراية فوق المنزل لإثارة انتباه المسؤولين، بعدما لم يجد ردا على شكاياته المتكررة حول قطع الكهرباء والماء عنا، لسنا خونة، راية «إسرائيل» هي رمز للظلم الذي نعيشه كل يوم»، ثم تضيف وهي تلتقط أنفاسها العميقة وتطلق زفرة عميقة، «انظر إلى أطفالي، تأمل حالتهم الصحية، هل جزاؤنا بعدما صبرنا على الجوع، أن نحرم مرتين، أهو إكرام لأحفاد جندي سابق قضى يدافع عن وطنه؟».تسترجع والدة محمد فصول الحكاية من جديد لتدافع عن مشروعية مطالب ابنها واستقامة أخلاقه وحسن نيته «هو غير درويش، بغينا ايشوفنا سيدنا فهاد الحالة، ولدي دار هادشي غير سبة باش اتجي الحكومة تشوف من حالنا، هو ماداير والو».حرقة الأرملة التي حرمت من معيلها، تحاصرها قتامة وضعها بعد اعتقال ابنها، وقسمات وجهها توحي بما يخالجها من أسئلة حول زوجها الجندي الباسل الذي وهب روحه لكي يحيا من بعده أحفاده على منظر «قطعة قماش» تحرمهم من حضن والدهم.تقول المرأة المسنة والأسى يحيط بمن حولها « كنا كنخلصو الما والضو للقبطانية، ومن بعد قطعو علينا كلشي، وبقينا في الضلمة والعطش، شوف البير منين كنشربو، واش هادشي معقول»، ثم تضيف « كنطلب من المسؤولين افرجو اعليه واطلقو سراحوا، هو ديما داخل سوق راسو او مكيجمع معا حد، الا مالقا الخدمة كيبقى فالدار، اودابا بغاو اقلبو عليه القفة، من بعد ما بغا يحتج بهاد الطريقة». عبدالحكيم اسباعي (الناظور)

رفع راية إسرائيل بمنزل بالناظور يستنفر الأمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إستراتيجية أمنية بوجدة لتفكيك شبكات القرقوبي

بن يسف يعرض "مشاهد من الروح" بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات