20 فبراير بالبيضاء تطفئ شمعتها الأولى باعتصام في العراء

العشرات من أعضاء الحركة قضوا ليلة كاملة في ساحة الحمام واحتفلوا بالذكرى في مهد الحركة بالبيضاء احتفلت حركة 20 فبراير، تنسيقية الدار البيضاء، طيلة يومي السبت الماضي وأول أمس (الأحد)، بذكرى مرور عام كامل على انطلاق أولى شرارات الحراك الاجتماعي، الذي أشعله التونسي محمد البوعزيزي مع متم سنة 2010، بالمغرب وذلك بساحة الحمام أمام مقر من ولاية ومجلس مدينة الدار البيضاء.وشرع المئات من أعضاء الحركة في التوافد، عصر يوم السبت الماضي، على ساحة الحمام، التي تمثل مهد انطلاق الأشكال الاحتجاجية للحركة بالدار البيضاء قبل عام مضى، ولجؤوا إلى خطوة احتجاجية مبتكرة في السياق المغربي، إذ أحضروا مؤنهم وأفرشتهم وخيامهم ونصبوها بالساحة تمهيدا لخوض اعتصام، دعوا له في آخر جمع عام للحركة، وذلك لمدة 24 ساعة تواصلت إلى عصر أول أمس الأحد، وشارك في الاعتصام بضع عشرات من مناضلي الحركة المتحمسين، الذين تحدوا البرد وقساوته الشديدة وقضوا ليلة كاملة في أحضان خيام متواضعة. وشهدت ساحة الحمام خلال اليوم الثاني للاحتفال اكتظاظا كبيرا، اختلط فيه مناضلو الحركة مع البيضاويين الذين اعتادوا التوجه كل يوم الأحد إلى الساحة لتزجية الوقت، وهو ما أعطى للحضور الجماهيري في أوساط الحركة زخما كبيرا، إذ قدر البعض عدد الذين شاركوا في الاحتفالات المنظمة طيلة النصف الثاني من يوم أول أمس الأحد «بقرابة الألفين». وتفاعل الكثير من مرتادي ساحة الحمام مع الفقرات والأنشطة التي برمجتها الحركة، والتي ضمت ترديد شعارات من قاموسها ومقاطع غنائية وتنظيم حلقات للنقاش حول الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عاينت «الصباح» التفافا حول منشطيها وتفاعلا معهم.فرغم أن الكثيرين لم يكن لهم سابق علم بتنظيم الحركة لاحتفالات بمرور عام على ميلادها الرسمي، لكنهم اغتنموا الفرصة لينخرطوا في الأشكال الاحتفالية عن طريق ترديد الشعارات أو رفع اللافتات، إذ غير بعيد عن الساحة كان شارع محمد الخامس، الذي اعتاد أن يعيش على وقع حركة دؤوبة كل يوم أحد ، شبه فارغ تقريبا إلا من بعض المارة القليلين. من جانبها ظلت قوات الأمن، المشكلة أساسا من القوات المساعدة وقوات التدخل السريع، مرابطة عند مداخل الشوارع المؤدية إلى الساحة، والتزمت الحياد ولم تدن من نشطاء الحركة، رغم أن عددا منهم رددوا شعارات قوية استهدفت رموزا في أعلى هرم السلطة بالبلاد. ولوحظ إنزال لعناصر أمن ومخبرين بزي مدني حاولوا التقرب من كل التجمعات البشرية بالساحة، خاصة التي تتكون من ثلاثة أو أربعة أفراد. وخلقت احتفالات الحركة بساحة الحمام رواجا تجاريا كبيرا، إذ تدفقت عليها الكثير من العربات المتجولة المخصصة لبيع ساندويتشات وأخرى لعصير البرتقال، والفشار، علاوة على الكثير من الباعة المتجولين الذين يروجون المكسرات والحلويات والبسكويت... وهو ما يذكر بمشاهد ميدان التحرير المصري، الذي تحول في الأيام التي سبقت وتلت سقوط حكم حسني مبارك إلى إقامة مفتوحة لصناع ثورة الفل، وظل إلى اليوم سلاحهم الفعال للتصدي إلى أي مناورة تستهدف ثورتهم. محمد أرحمني نشطاء حولوا ساحة "الحمام" إلى "حلقيات"حولت تنسيقية الدار البيضاء لحركة «20 فبراير»، ظهر أول أمس (الأحد)، ساحة «الحمام» إلى ساحة لحلقيات النقاش، بعد أن نظمت اعتصاما لمدة 24 ساعة في إطار تخليد الذكرى الأولى لميلاد الحركة الاحتجاجية.وهدف منظمو الحلقيات إلى التعريف بالحركة، وتحديد المراحل التي مرت منها منذ ولادتها، بالإضافة إلى تشجيع البيضاويين على الالتحاق بها ومساعدتها على تحقيق مطالبها الاجتماعية والسياسية. كما نظمت بالساحة ذاتها وقفة احتجاجية، ردد المشاركون فيها، الذين لم يتجاوز عددهم بضع عشرات، شعارات ارتبطت بالحركة منذ ولادتها، وسايرت التطورات السياسية والاجتماعية التي عاشها المغرب منذ أول مسيرة لها، وكان من جملتها «الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد».ورفع المحتجون شعارات أخرى تتضمن مطالب اجتماعية محضة تتعلق خاصة بتوفير سكن لائق، مستنكرين غلاء فواتير الماء والكهرباء والمعيشة، ومطالبين بالحرية والكرامة والعدالة، فيما رفض أعضاء شعارات تجاوزت سقف الأرضية التأسيسية للحركة، معتبرين أن «20 فبراير» إذا استمرت في ما عليه اليوم، تستعجل بنهايتها.إلى ذلك، اختلف بعض الأعضاء حول سبب تغيير برنامج الاحتفال بالذكرى الأولى لميلاد الحركة، الذي سبق أن حددته التنسيقية في أحد جموعها العامة، إذ كان من المحدد أن تلتحق بالساحة مسيرات تنظمها التنسيقيات المحلية للأحياء، مع استمرار الاعتصام إلى حدود منتصف الليل، إلا أنه تم تجاهل ذلك. واستنكر الأعضاء ذاتهم الارتباك الذي شهدته الاحتفالات، مؤكدين أن الاحتفال لم تسبقه تعبئة كافية. وفي هذا الصدد، تساءلت زهيرة حركة، عضو التنسيقية ذاتها، عن الهدف الحقيقي للأشخاص الذين يتحكمون في مسار الحركة، مؤكدة تغيير البرامج وقرارات الجموع العامة دون أن تؤخذ آراء باقي الأعضاء بعين الاعتبار.وأضافت زهيرة في حديثها مع «الصباح» أن 20 فبراير بالبيضاء فشلت في تخليد ذكراها باحتفالات تليق بها وبما حققته على حد تعبيرها، «فبفضل الحركة تحقق الكثير، إلا أن أعضاءها عجزوا عن إظهار ذلك بالصورة التي تليق بها»، مضيفة أن بعض الأعضاء حاولوا تدارك الأمر، واقترحوا تنظيم مسيرة تجوب الشوارع القريبة من ساحة «الحمام»، إلا أن جهات رفضت المقترح واكتفت بوقفة احتجاجية باهتة. واسترسلت المتحدثة قائلة: «ما شهدته الحركة أول أمس (الأحد) كان بسبب تجاوز بعض الأعضاء السقف الذي وضعته الأخيرة منذ بدايتها»، مؤكدة أن الكثير من شباب «20 فبراير» أصبحوا يرفضون التمييع الذي تشهده.وكانت عمليات «احتلوا ساحة الحمام» انطلقت حوالي الساعة الثالثة من ظهر السبت الماضي، إذ شوهد شباب تنسيقية البيضاء يتدفقون تباعا على الساحة، ثم نصبوا الخيام وشرعوا في تركيب مكبرات الصوت. يشار إلى أن من المنتظر أن تنظم تنسيقية الدار البيضاء لحركة «20 فبراير» جمعها العام قريبا، من أجل تحديد شكل أنشطتها الاحتجاجية المقبلة، إذ من المنتظر أن تعود إلى تنظيم وقفات احتجاجية عوض مسيرات. إيمان رضيف

20 فبراير بالبيضاء تطفئ شمعتها الأولى باعتصام في العراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ذكرى 20 فبراير بمراكش... مطالب مكررة

فتح الترشيحات للانتخابات الرئاسية بمصر

مقالات ذات صلة