محلات بالبيضاء تروج ملابس خاصة “حسي مسي”

حين تختلط "اللعب" بلوازم حفلات أعياد الميلاد وبأزياء الممرضات والمجندات وبطلات الجنس العنيف البحث عن أدوات وملابس وأجهزة للمتعة الجنسية بمحلات بعينها بالدار البيضاء أشبه بالتنقيب عن البترول في فيافي تالسينت بضواحي الرشيدية، لكن ذلك لا يعني أن الأمر مستحيل، في وجود قصاصات أنباء غير رسمية قادمة من إدارة الجمارك وحدود المطارات والموانئ تتحدث عن "حقائب سرية" محشوة بأدوات من النوع الممنوع يتم ضبطها بين الفينة والأخرى، ما يعني وجود تجارة في الخفاء وسط شبكات ضيقة بزبناء "أوفياء" يلحون في طلب هذه "الأشياء"، مقابل مبالغ قابلة للتفاوض، حسب طبيعة وجودة البضاعة المستورة والبلد المصنع.هذه الشبكات لها أقفالها وأرقامها السرية التي لا يمكن اختراقها وتضع شروطا قاسية على المنتسبين إليها مخافة «شوهة» مركبة، حسب وصف موظف بإدارة الجمارك رفض الكشف عن اسمه: واحدة أخلاقية تتعلق باستعمال أدوات بلاستيكية ومطاطية شبيهة بالأعضاء التناسلية الحقيقية طمعا في متعة جنسية في السر، والثانية جنحية لها علاقة بالتشجيع على تهريب وإدخال مواد ممنوعة وغير مؤشر عليها في لوائح الجمارك وغير مراقبة طبيا. ويتحدث المصدر نفسه، بصوت خافت، عن بعض الحالات التي ضبط فيها زملاؤه هذه الحقائب «العجيبة» محشوة بعناية وسط الملابس والهدايا، وعند مواجهة أصحابها بفعلتهم، وعن نوع وطبيعة البضاعة التي يحملون معهم، يتحججون بأن ذلك مجرد لعب لها استعمالات مختلفة، ويحب البعض، حسب دفوعاتهم، أن يعطيها اسم «لعب جنسية».«اللعب»، كلمة السر التي التقطناها من كلام مصدرنا، وقادتنا إلى البحث عن بعض المحلات الخاصة بلعب الأطفال، وخلفها بضاعة أخرى متعددة الاستعمالات، حسب رغبة و»نية» الزبون، واحد من هذه المحلات، مركز تجاري معروف بالدار البيضاء.المكان هادئ في الساعات الأولى من الزوال. يرشدنا سهم معقوف إلى الطابق الخامس المخصص للعب الأطفال ومستلزمات الحفلات الخاصة وحفلات أعياد الميلاد. نستعمل المصعد الكهربائي المهترئ الذي ينفتح على فضاء فسيح بأضواء خافتة، نسبيا، وديكورات مختلفة متدلية من السقف ومشدودة إلى زوايا الرفوف يغلب عليها اللونان الأحمر والأسود. موسيقى «بلاك ميتال» وصراخ المغني بين الفينة والأخرى يذكي الشعور أنك في كهف لمصاصي الدماء وينتظرون فقط طلوع القمر للانقضاض على رقبتك والارتواء من دمك.منذ سنتين، تقول مشرفة على البيع هالها انبهاري، فكرت إدارة المركز في تجريب أفكار جديدة لعرض بضاعة من نوع خاص تستهوي شريحة من الأطفال والشباب، يتحدرون، في الأغلب، من أسر «هاي كلاس»، أو أبناء بعض الجاليات الأجنبية المقيمة في المغرب، أو سياح يفضلون إضفاء مسحة خاصة على حفلاتهم ومناسباتهم العائلية فيلجؤون إلى هذا الفضاء، حيث يمكنهم العثور على مستلزمات وفق رغبات محددة.في المستوى الأول من فضاء «اللعب»، تشير يافطة كتبت باللغة الفرنسية، إلى مستلزمات حفلات أعياد الميلاد، إذ يمكن العثور على أنواع وأشكال مختلفة من الكؤوس والصحون وهدايا وملصقات وشرائط للزينة بألوان مختلفة حسب الذوق والجنس (ذكور أو إناث).غير بعيد عن هذا الرواق، الذي «يحتله» بعض الأطفال الصغار مع أمهاتهم، «تطلع» من الرف المقابل عدد كبير من الوجوه المطاطية البشعة لشخصيات وأبطال أفلام رعب معروفة تستعمل، عادة، في الحفلات التنكرية، قالت المشرفة على البيع إنها تعرف إقبالا كبيرا من طرف فئات خاصة من الزبناء، رغم الأسعار المرتفعة الموضوعة بجانبها. وتشير علينا المشرفة بوجود أنواع أخرى منها تصل تحت الطلب عبارة عن أزياء خاصة تكشف أجزاء كبيرة من الجسد ويرتديها الرجال والنساء على حد سواء.في الرف الآخر، تقف دمى كبيرة بألوان مختلفة ترتدي قطعا من ملابس داخلية سوداء عليها نجمات حمراء براقة، وتضع على رقبتها وشاحا طويلا من ريش بلون أحمر كذلك، ولم أفهم، في البداية، سر وجود مثل ملابس في فضاء للألعاب، لولا ابتسامة المشرفة على البيع، قبل أن تعلق «شي وحدين الله يهديهم كيعجبهم يبلسو هاد شي في حفلاتهم الخاصة».في المكان مستلزمات أخرى لحفلات «موضوعاتية» مختلفة، واحدة للرعب وأخرى للحب وثالثة للتسلية والألعاب البلهوانية ورابعة للإغواء الجسدي..ومن أجل ذلك تحرص إدارة المتجر على النزول عند طلبات ورغبات وأذواق الجميع، وتبذل مجهودا لتنويع بضاعتها المستوردة، في أغلب الأحيان، من أوربا والصين.وغالبا، ما يرتفع سقف الأذواق والرغبات إلى مستويات عليا، فتضطر إدارة المتجر، لتلبيتها، ما لاحظناه من خلال عرض بعض الأزياء الخاصة بمهن الطب مثلا (وزرات قصيرة لممرضات مرفقة بجهاز قياس الضغط) أو أزياء مجندات في الجيش أو امرأة شرطية وغيرها من الملابس الأخرى التي يقبل عليها بعض الزبناء والزبونات لارتدائها في حفلات موضوعاتية، لكن قد تستعمل وسيلة أو موضوعا للإثارة الجنسية، في تقليد لبعض الأفلام الإباحية.متاجر أخرى تعرض، أيضا، على شكل «لعبة»، أزياء سوداء وأحذية بكعوب عالية موضوعة في أكياس بلاستيكية تحتوي أيضا على سوط صغير وقناع أسود، وهي «اللعبة» التي عادة ما تستعلمها بعض بطلات الأفلام الإباحية التي تستعمل العنف وسيلة للإثارة الجنسية، إضافة إلى عرض «لعب» تحدد استعمالاتها حسب «نية» مقتنيها، تقول المشرفة على البيع، مؤكدة «أن ليس من حقنا التدخل لتحديد استعمالها، لأن ذلك يعني التدخل في الحريات الشخصية لزبناء المتجر». يوسف الساكت

محلات بالبيضاء تروج ملابس خاصة “حسي مسي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأدوات الجنسية لا تحقق الإشباع

تجــارة ســوداء لألعــاب ورديــة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات