البحث عن الأدوات الجنسية… السراب

تجارة سرية يحكمها قانون صمت صارم والأصابع تشير إلى الصينيين جرب أن تبحث عن "Sextoys" (أو أدوات إشباع الرغبات الجنسية أو خلقها أو تعزيزها... وفقا لتعريف المعاجم الإنجليزية) وستجد نفسك تلهث وراء سراب. "الصباح"، تجولت ببضعة محلات تجارية بدرب عمر (الدار البيضاء) في ملكية تجار صينيين، وتقصت لدى مصادر متعددة ومتفرقة ليبلغ إلى علمها أن بعضا من محلات بيع المنتجات شبه الطبية تروج، في جملة ما تروج، تلك الأدوات العجيبة، وقلبت صفحات عدد من مواقع الأنترنت المهتمة بالتجارة الإلكترونية، وعلى وجه الخصوص، تلك المهتمة بالبضائع ذات الطابع الجنسي... فما كانت الحصيلة؟التجار الصينيون ولدى سؤالهم، بعد دردشة مقتضبة حول مجموعة مواضيع عمومية، عن هاته البضاعة "السرية"، في مجتمع يميل إلى التحفظ والكتمان حد التقديس، كانت أجوبتهم تنعكس على سحناتهم المائلة إلى الصفرة. عيون جاحظة. أسارير تتقلب بين الانقباض والارتخاء. نظرات ملؤها الاستغراب والارتياب، ومحاولة دفع "تهمة" قد تجر على "مقترفها" مصادرة بضائع وإغلاق محل ومتابعات قضائية... "يونا بّا" (Y’en a pas) (أي لا نتوفر على البضاعة التي تبحث عنها) يجيب تاجر صيني شاب بقيسارية "الشينوا" بدرب عمر، وعلامات الاندهاش والتبرم بادية على محياه وفي عينيه الضيقتين.غريب أمر أولئك الصينيين. فعدد من التقارير الإعلامية، ورغم قلتها ومحدودية معطياتها ومصادرها، تؤكد أن الأدوات الجنسية التي نبحث عنها تتسرب إلى السوق المغربية بشكل متزايد، في الغالب، على هيأة ألعاب للأطفال مثل الدمى ومجسمات طيور (طيور البط على وجه الخصوص)، وفي حاويات البضائع المحمولة على ظهر سفن ترسو، بشكل قانوني، على مياه ميناء البيضاء. المعلومات المتوافرة والمتضاربة تذهب إلى أن مصالح الجمارك تفرض مراقبة صارمة على مثل هذه المنتجات، وأن ما يصل إلى أيدي "الزبونات" المغربيات يحصل في غفلة من هذه المصالح.بعد جولة في مجموعة من محلات التجار الصينيين زوال الأربعاء الماضي، بدأ يتضح أن هذه "البضاعة"، المحرمة (من طرف المجتمع المغربي المحافظ في أغلبيته) علنا والمرغوبة سرا ووراء حجاب، هي في منزلة الممنوعات التي ينص القانون، صراحة وبما لا يدع مجالا للتأويل أو الشك، على تجريم ترويجها، وأن ترويجها يتم في نطاق محدود وضيق بين "تجار" و"زبائن" يسلمون ويستلمون في إطار ما يحتمه ويقتضيه قانون الصمت المضروب على تجارة "أدوات المتعة".بعد أن خرجنا من قيسارية "الشينوا" بخفي حنين، استقر الرأي على تحري المعلومة التي تقول إن محلات بيع المواد شبه الطبية (مواد التجميل والأغراض النسائية والعطور...) تشكل بدورها أركانا يكتنفها الغموض وتروج فيها الأدوات العجيبة، التي تخلق لذة لدى الباحثات عن إشباع رغباتهن الجنسية دون الاضطرار إلى طلب خدمات شريك. توجهنا إلى أحد المحلات المتخصصة في بيع هذه المنتجات بمركز العاصمة الاقتصادية. واجهة المحل الزجاجية وألوان جنباته الزاهية، والقائمات على شؤونه بوزراتهن التي تشع بياضا. دخول "زبون" ذكر إلى المحل يسترعي انتباه مجموعة الزبونات اللائي تصادفت جولة "الصباح" مع وجودهن داخل المحل المذكور، كما أثار وجودنا انتباه الشابتين اللتين تشرفان على سير المحل وتلبية طلبات المترددات عليه. تردد الذكور على مثل هذه المتاجر لا يكون إلا بالصدف أو نادرا، عندما يقصد أحدهم واحدا منها رفقة زوجته أو رفيقته... وهذا الحضور في حد ذاته مدعاة إلى الارتياب والشك.إحدى الشابتين استطلعت غرض زيارتنا بابتسامة خاطفة، قبل أن تردفها بالتساؤل "شي حاجة أخويا؟". الشابة لا تلبث أن تستعيد ابتسامتها المرحبة، والتي انجلت بمجرد أن التقطت أذناها الغرض من الزيارة، ولو أن التعبير عنها كان بصوت هامس أقرب إلى المناجاة. "شنو؟" تتساءل الشابة باستغراب، وملامحها الباسمة انقلبت إلى وجه مندهش ومكدر الصفو. "لا أخويا هنا عندنا غير لي بغودوي فيمينان (Les produits féminins)، هاد الشي اللي كاتهدر عليه عمري ما سمعت بيه".ورغم أن أطوار الاستفسار عن الأدوات الجنسية العجيبة والسحرية" جرت بهمس وتكتم شديدين، لكن ذلك لم يحل دون سيادة مشاعر من التوتر والشك في صفوف الحاضرات، اللائي قد تكون آذانهن التقطت طرفا من الحديث الهامس مع الشابة، التي عادت لتغطي محياها بابتسامة تكتنفها دعوة "إلى التفضل" خارج جدران المحل...بعد هذه الجولة التي تكشف جانبا من الغموض الذي يطوق "سوقا" له زبائنه (وزبوناته) وبضائعه وتجاره وتاجراته... لم يبق إلا اللجوء إلى الشبكة العنكبوتية التي سمح تطورها المهول بخلق عالم متكامل الأركان. وبين خيوط هذه الشبكة تنتشر الكثير من المواقع التي تعرض "الأدوات" الجنسية، بشكل "زاه وأنيق" يثير الرغبات الكامنة في نفوس الباحثات والباحثين عن اللذة، إذ تبقى مواقع الأنترنت "السوق" الوحيدة التي تروج هذه "البضاعة" دون أن تخشى في ذلك لومة لائم، طالما أنها تظل في منأى عن أي متابعات قضائية أو مصادرة أو وسم اجتماعي بإتيان "فعل" قضى المجتمع بأن يظل سرا لا يسمع به إنس... محمد أرحمني

البحث عن الأدوات الجنسية… السراب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأدوات الجنسية تهدد الأمن الإنجابي

الأدوات الجنسية لا تحقق الإشباع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات