الشبيهي يستعيد تاريخ الأدارسة

"الإطلالة الزهية" تعزيز لخزانة كتب الأنساب بالمغرب تعززت خزانة كتب الأنساب بالمغرب، بكتاب أصدره الكاتب محمد بن عبد الكريم الشبيهي الموقت (1938 -٢٠٠٨)، بعنوان «الإطلالة الزهية على الأسرة الشبيهية» الذي ينفتح على علم الأنساب أو الجنيالوجيا وهو علم يعرف بأنساب الناس. وكان لعلماء العرب إهتمام بالغ في حفظ الأنساب وتعليمها. ورغم أن الكتاب تأريخ للأسرة الشبيهية واستعراض لترجمات المنتسبين إليها، إلا أنه في جانب كبير منه يشكل مونوغرافية لمنطقة مولاي إدريس زرهون وما تحفل به من الرموز والدلالات في تاريخ المغرب، من خلال الكم الهائل من الوثائق والمخطوطات التي اشتغل عليها المؤلف واستنطق ما فيها معطيات تهم جانبا من تاريخ واحدة من الأسر العريقة بالمغرب. وفي تقديمه للكتاب أشار الدكتور سعيد بنسعيد العلوي إلى أن المؤلف اجتهد في الإحاطة بموضوع كتابه من جوانب عديدة، خاصة في ما يتعلق بأخبار مولاي أحمد الشبيه رأس الأسرة الشبيهية الإدريسية وأخبار حفدته، وتجميع مادة ثرية من الظهائر والتقاييد والرسوم العدلية والمراسلات الإدارية والرسائل الشخصية. وهنا يضيف بنسعيد العلوي، أن المؤلف رغم موقعه نقيبا للشرفاء الأدارسة الشبيهيين فإنه مارس مهنة المؤرخ دون أن يريد ذلك، لأنه ظل يعتبر نفسه في ضيافة المؤرخين وساعيا إلى التماس المعرفة التاريخية من الوقائع التي يذكرونها ومن الملاحظات التي يعلقون بها على سير الحوادث ومنطوق النصوص. ويتبين من فصول الكتاب أن محمد بن عبد الكريم الشبيهي توقف عند مجموعة من العناصر منها الحديث عن ميلاد مدينة مولاي إدريس، عند نهاية القرن السابع عشر، وبدء الهجرة إليها من مكناس وفاس وجهات أخرى قريبة ثم بدء تكون الأزقة والأحياء الصغيرة، وتشكل المهن والحرف التي تتصل بحياة السكان الجدد من جهة، وبما يتصل ب»الزوار» أي الفئات العديدة التي تقصد «الضريح» من جهة ثانية. كما أن المؤلف صاغ ملاحظات دقيقة حول موضوع كتابه، بما استمده وركبه من الرواية الشفوية وما يحفظه الخلف نقلا عن السلف، خاصة ما يتعلق بالعادات والتقاليد مثل الاحتفال بالأعياد الدينية وبلوغ الطفل رتبة حافظ القرآن، وملاحظات تتعلق بالطريقة التي تقوم بها المواسم السنوية لدفين المدينة ، فتكون مزيجا من الاحتفال الروحي وأنماط الترفيه والسياحة، فضلا عن طقوس أخرى موازية استعراضية يفصل فيها الكتاب القول. كما يتوقف الكتاب عند لفظة «الزاوية» إذ يرى مع المؤلف أن «زاوية مولاي إدريس» لم تكن زاوية بالمعنى الصوفي المتعارف عليه، بل هي زاوية لتدريس القرآن ونشر السنة النبوية، كما أنها حاضنة لجل الزوايا. ويقول العلوي، عميد كلية الآداب بالرباط سابقا، إن زاوية مولاي إدريس لم يكن لها شيخ ولا مريدون ولا أوراد ولا طقوس خاصة بها، كما أنها لم تكن تنظر إلى الناس نظرة تقسمهم بموجبها إلى «نحن» و»آخرين»، إذ يرى أن كل قسمة ثنائية تتصل بالحياة الروحية، تنطوي على احتضان من جهة وإقصاء من جهة أخرى. وفي كتاب «الإطلالة الزهية على الأسرة الشبيهية» يبرز المؤلف كيف استطاعت الزاوية أن تضمن التفافا وإجماعا حول شخص مولاي إدريس الفاتح باعتباره شخصية ساهمت في تركيز دعائم الإسلام في المغرب ورسم ملامح الدولة المغربية على امتداد العصور والقائمة على الجمع بين العنصرين العربي والأمازيغي بما يضمن الخصوصية المغربية. عزيز المجدوب

الشبيهي يستعيد تاريخ الأدارسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زلزال انتخابي يضرب "بيجيدي"

المحكمة تنتصر لزينة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات