سيرة الشاوي في كتاب جديد

صدر أخيرا كتاب جديد باللغة الفرنسية بعنوان «أختي ثريا.. أول ربان طائرة بالعالم العربي» للكاتب والفنان التشكيلي صلاح الدين الشاوي عن منشورات «لارماتان». وفي هذا الكتاب يسرد الكاتب عملية اغتيال شقيقته ثريا داخل سيارتها، في 1 مارس 1956، عشية استقلال المملكة وسنها لا يتجاوز التاسعة عشرة. وينقسم المؤلف، الذي يضم 131 صفحة، إلى أربعة فصول تناولت مسار ثريا الشاوي التي رأت النور بفاس في 1937 وحيازتها شهادة الدروس الابتدائية، بعد التحاقها بمدرسة حرة كانت تابعة لحزب الاستقلال ويديرها الهاشمي الفيلالي، كما انتقلت بعدها إلى تونس لدراسة الاختزال والرقن على الآلة الكاتبة، حيث قضت بها 6 أشهر، إلى أن حصلت بها على شهادة التدريس في الاختزال ولم تبلغ بالكاد سنتها الثانية عشرة وكانت بذلك أول مغربية تحصل على هذه الشهادة. والتحقت ثريا بالوكالة المغربية للأنباء والإشهار والسفر موظفة كاتبة، في هذه السن، وفي الوقت نفسه واصلت مسارها الدراسي بمدرسة الطيران بتيط مليل (نواحي الدار البيضاء)، وكان الأمر مكلفا بالنسبة إلى أسرتها إلا أن والدها تجشم عناء مصاريف دراستها، إلى أن حصلت على شهادة «البروفي»، في ستة أشهر، ثم شهادة الكفاءة في الطيران. ولم يكن حصولها على الشهادة الأخيرة بالأمر اليسير في ذلك الوقت، خاصة أنها كانت الفتاة المغربية الوحيدة، وسط 41 تلميذا فرنسيا، ومع ذلك حصلت على الرتبة الأولى في أول امتحان لها، وتعرضت بسبب ذلك للعديد من المضايقات بسبب مشاعر الغيرة والحسد التي انتابت زملاءها بالفصل الدراسي. ولم تكن ثريا الشاوي منفصلة عن الجو السياسي المحتقن الذي كان يعيش على إيقاعه المغرب خلال تلك الفترة، إذ كانت لها الكثير من الأفكار ووجهات نظر إزاء الممارسات الفرنسية بالمغرب، وهو الأمر الذي لمسته عن قرب من خلال تصرفات بعض الأساتذة الفرنسيين معها، سيما خلال يوم الامتحان التطبيقي، إذ تعمدوا أن يكون ذلك خلال يوم مكفهر الجو، بعد التزام والدها بمصاريف الطائرة وكذا تحمله مسؤولية حياة ابنته إن تعرضت لمكروه. وكانت المفاجأة أن اجتازت ثريا الاختبار بتفوق وبشكل أثار دهشة لجنة الامتحان. وصارت ثريا بذلك اسما متعدد الأبعاد، إذ لم يرتبط فقط بمجال الطيران، الذي فتح لها أبواب القصر الملكي وصارت مقربة من أهله، بل كانت لها أنشطة متنوعة في المجال الاجتماعي، وكل ما له علاقة بالنهوض بأوضاع المرأة المغربية، وكانت بذلك رائدة في هذا المجال، فضلا عن مشاركتها في الأنشطة الفنية إذ سبق لها أن مثلث دورا في شريط «الباب السابع»، وكانت لثريا الشاوي اتصالات بالأندية النسائية بأوربا وشمال إفريقيا. وازداد الفنان التشكيلي صلاح الدين الشاوي بفاس، ويدير معرضه الخاص بمدينة فيشي الفرنسية منذ 15 سنة، وينضاف كتابه هذا إلى كتاب سبق أن أصدره عبد الحق المريني عن ثريا نهاية الخمسينات، وأعادت مؤسسة الزرقطوني للثقافة والأبحاث نشره قبل سبع سنوات. عزيز المجدوب

سيرة الشاوي في كتاب جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الباطرونا" تستنفر الحكومة

العثماني ينزع مراكز الاستثمار من الولاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات