إعلان الرباط يطالب برصد الإرهاب الإلكتروني

أكد إعلان الرباط أن نجاح أي خطة وطنية لمكافحة التطرف العنيف لن يستقيم إلا بإدماج المستويات الأمنية والروحية والتربوية والاجتماعية، مثمنا المقاربة الاستباقية الشمولية والمندمجة التي تنهجها المملكة المغربية على الصعيد الوطني. وأوضح المشاركون في الندوة الدولية، التي نظمها أخيرا مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوربا، حول "ظاهرة انتشار التطرف العنيف"، ضرورة رصد وتتبع أنماط التجديد التي تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية باستمرار، بما في ذلك الإرهاب الإلكتروني، وما يستلزمه من دعم أدوار البرلمانيين في مجالات الوساطة والزعامة الإيجابية في الشبكات الاجتماعية سواء على المستويين الواقعي أو الافتراضي. وعبرالمشاركون عن تخوفهم من استمرار ظاهرة استقطاب الشباب للالتحاق بالجماعات الانفصالية المسلحة، بصفوف التنظيم الإرهابي" داعش"، إذ قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في مداخلة له باللغة الإنجليزية، إن الشباب أكبر ضحية لأنهم يسقطون فريسة الاستغلال، وبالتالي يتبنون الأحلام والرغبات التي تصنعها لهم التنظيمات الإرهابية، من خلال التماهي مع تظلماتهم. وأضاف عبادي أن الشباب يهرب من واقعه نحو ألعاب الفيديو، التي تنشر الرعب والعنف وتقطيع الرؤوس، وسفك الدماء، إذ يتشرب الشباب مظاهر العنف وهم أطفال وفي سن المراهقة، ما يجعلهم تحت تأثير لا شعوري بأن يصبحوا عنيفين حينما يصبحون راشدين، ويزداد الوضع مأساويا، حينما يجدون في الانترنيت ملاذا للهروب من واقعهم اليومي المعاش، إذ يتعرضون لقصف يومي عبر الصور التي تجعلهم يتعاطفون مع من يسوق أنه مظلوم، من خلال استغلال الأوضاع المزرية في الوطن العربي والإسلامي، والترويج بأن المسلمين هم أكثر الشعوب احتقارا والمستغلين من قبل الشركات المتعددة الجنسيات، والأكثر تعرضا للتهميش والسخرة والإقصاء، والإستعداء من قبل الدول الأكثر تصنيعا. وقال عبادي إن الإرهابيين أتقنوا طريقة نشر المظلومية واقترحوا تحقيق أحلام ورغبات ليس فوق الأرض ولكن ما بعد الحياة في جنات الخلد، لذلك يصبح الشباب عرضة لغسل أدمغتهم بسرعة خاصة الذين ليست لديهم مناعة دينية تربوا عليها وهم صغار، معلنا دعوته لشركة "مايكروسفت" إلى إنتاج أشرطة فيديو للتربية والتعليم والترفيه بعيدا عن العنف. وسجل "كروزنيير ستيفان"، نائب رئيس لجنة محاربة الإرهاب بالجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوربا، استمرار ظاهرة استغلال الشباب من قبل التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن معدل سن الذين ساهموا في الأحداث الإرهابية ل11 شتنبر 2001، يصل إلى 24 سنة، مؤكدا إصلاح مجال التربية بصفة عامة، عبر الأسرة والإعلام والتعليم. واعتبر "باسكال أليزار"، الممثل الخاص للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون الأوربي المكلف بالمنطقة المتوسطية، أن الإعلام له دوره، إذ تحصل تلاعبات كثيرة بالادعاء أن متدينين يتعرضون إلى مؤامرات لحشد همم الشباب للرد العنيف، مشيرا إلى أن فرنسا رصدت 100 مليون أورو لمحاربة التطرف، عبر العشرات من الإجراءات التشريعية والقانونية والإدارية والاستخباراتية . وحذر عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، من مغبة استغلال الجماعات الانفصالية المسلحة في إفريقيا من قبل تنظيم " داعش"، مؤكدا التحاق عدد من حاملي سلاح بوليساريو النشيطين في مخيمات تندوف، فوق التراب الجزائري، بتنظيمات إرهابية كثيرة تنشط في ليبيا التي احتلت منها ثلاثة أقاليم، وفي شمال مالي ومنطقة الساحل والصحراء. وقال حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، إنه يعمل مع باقي البرلمانات في مجال مكافحة الإرهاب على إيجاد الإطار التشريعي الملائم لذلك، خاصة في ما يتعلق بالتعاون الأمني، القضائي وتبادل الخبرة والمعلومات والتجارب، والعمل عبر إجابات تشريعية وسياسات عمومية فعالة، على الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة الأكثر تعرضا للتهميش ومخاطر الانزلاق نحو التطرف الديني. أحمد الأرقام

إعلان الرباط يطالب برصد الإرهاب الإلكتروني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شهادة الحياة تحرم متقاعدين من المعاش

جريمة قتل بمراكش

مقالات ذات صلة