المغاربة والمثلية … ميكروطروطوار

نعيش في مجتمع إسلامي شخصيا أنا ضد أن يفصح هؤلاء الشواذ عن ممارستهم، خارج منطلق ما إن كانت تلك الممارسات حلالا أو حراما، لأنه للأسف، نحن في زمن اختلط فيه الحلال والحرام، والكل يدفع بحججه الخاصة لتبرير ما إن كان هذا الأمر أو ذاك السلوك حلالا أو حراما، لذلك أفضل عدم الخوض في هذا الجانب. غير ذلك يمكن لهاته الفئة أن تفعل ما تشاء بحياتها، لأنه لا يمكن الحكم على الشخص بذاته، فنحن لا علم لنا بالأسباب التي جعلتهم على ذلك الحال، وما إن كانت صحية ناجمة عن اختلال في بنيتهم الفيزيولوجية، أو نفسية، أو إلى غير ذلك. غير أن الحكم يكون في علاقتهم بالآخرين، إذ على هذه الفئة أن تحترم المجتمع الذي تعيش فيه، هذا المجتمع إسلامي، يرفض أكيد هذه الممارسات، ولا يمكنه التساهل في شأنها. وعموما أعتقد أن هذه القاعدة، أي احترام طبيعة المجتمع، سارية وتطبق فعلا في كل الدول، إذ لا يمكن مثلا قبول أن يصلي مسلم في فضاء عام في إحدى الدول الغربية التي لا تمنع أن يمارس شعائره الدينية في منزله أو في فضاء خاص، كما أن الغرب أنفسهم يحترمون المجتمعات الإسلامية وتغطي نساؤهم رؤوسهن، في الدول التي تفرض ذلك، ويحاولون الابتعاد ما أمكن عن كل ما هو مرفوض في تلك المجتمعات. يونس رضوان (موظف) أتعايش معهم لكني أرفضهم ظاهرة الشـذوذ الجنسي تعرف للأسف انتشارا كبيرا، يحاول أصحابها، مستعينين بلوبيات ضغط، فرض وجهات نظرهم، على مجتمعات لا تقبلهم، مجتمعات ليست بالضرورة إسلامية، فحتى العديد من الدول الغربية مثلا لا تسمح بزواج المثليين. المشكل في نظري هو أن الشواذ، الذين يمكنني التعايش معهم، سيما في إطار علاقات العمل، أو الحياة العامة، أرفضهم، لأنهم يسيرون عكس الطبيعة، ويسعون إلى أن تتحول الأقلية، التي يمثلونها، إلى أغلبية قادرة على سن قوانين وقواعد جديدة، تلائمهم، حتى وإن كانت تتعارض مع المجتمع والدين، والطبيعة البشرية. وهذا أمر مرفوض. في المقابل يجب تطوير التقنيات والآليات التي تسمح بالوقوف على الأسباب الحقيقية المؤدية إلى هاته الحالة ومعرفة ما إن كان الأمر مرتبطا بمرض نفسي أو كبت جنسي، أو بصدمة تلقاها الشخص في سنوات مبكرة من حياته، أو أنه من باب "خالف تعرف"، أو تحقيق "البوز"، وإلا سنكون أمام جيل جديد تائه لا يعرف التمييز بين الطبيعي من الشاذ. محمد أمين الإدريسي (إطار بنكي) استقتهما: هجر المغلي مخالفون للصواب ومرضى بالنسبة إلي، فإني أرى أن من يعتبرون مثليين أو شواذا يشكلون أقلية في مجتمعنا واستثناء بسلوكهم الذي لا يمثل مجتمعنا برمته بطبيعة الحال، وأرى بأن هذه الفئة من المجتمع تبقى حالات شاذة يجب التعجيل بمنحها الرعاية التامة التي تستحقها من خلال الإقرار بما هي عليه والاعتراف بها سلوكا صحيحا داخل المجتمع، وليس أيضا بنبذها، لأنه في كلتا الحالتين نساهم في إلحاق الضرر بالمجتمع. من وجهة نظري فإن العناية بهاته الفئة، على أقليتها، تتجلى أساسا في محاولة علاجها نفسيا ومحاولة إقناعها بالعدول عن السلوك الذي تنهجه مثل الارتباط وغير ذلك من المظاهر الغريبة التي بتنا نراها في بعض الدول من تلك التي أجازت زواج المثليين (فرنسا، انجلترا)، والأكيد أن مطالب هؤلاء سوف تبدأ بالاعتراف بهم أقلية في المجتمع، لتنتهي بعد ذلك بالسماح لهم بالارتباط، وهنا تكمن المشكلة. أما عن منحهم الحق في التعبير عن نفسهم والوجود، فإن المسألة مرادفة للصواب، وإنسان مخالف للصواب هو إنسان مريض و لا يمكن أن ينتج صوابا، لذا فلا حق لهم في التعبير عن الخطإِ في مجتمع سوي. بالنسبة إلى السلطات الأمنية التي تقتحم على المثليين حميميتهم وتعتقلهم، أرى أن لها الحق في ذلك بصفتهم رجال أمن. وحول تعاملي مع أشخاص مثليين، سواء كانوا أقرباء أو جيرانا أو زملاء عمل، أقول أعاذنا الله من هذا، ولكن في هذه الحالة، وإذا أفصح عن مرضه، سأدعمه وأخاطب فيه الجانب الديني لأتمكن من إرجاعه عن غيه وإيقافه عن فعل الفاحشة لأن الدين ينهى عن الفحشاء والمنكر وأراه السبيل الأنجع لمحاربة هذه الحالة المرضية. فاطمة الجليلي (ممرضة) لا يستفزونني في تقديري الأولي يجب أن نحترم شيئا أساسيا هو ترسيخ مبدأ الحريات الفردية وضرورة احترامها، ومن هذا المنطلق لا تهمني الميولات الجنسية، كيفما كانت و لا أعتبرها تستفزني. في ما يخص الحق في أن يكون لهم وجود ويعبروا عن أنفسهم، هناك نقطتان أساسيتان: الأولى من حقهم الوجود انطلاقا من مبدأ الحريات الفردية كما سبق وقلت، والثانية التي تخص التعبير عن تلك الميولات، فهذا طبعا يتوقف على شكل التعبير، إذا كان يقتصر على القول والتصريح بكونهم مثليين فلا أرى أي ضرر في ذلك، أما إذا كان يتجاوز هذا الحد ليصل القيام بإيحاءات وحركات جنسية أمام الملإ، فهذا يبقى غير مقبول بتاتا، حتى بالنسبة إلى المتزوجين غير المثليين، فبالأحرى بالنسبة إلى شريحة لازالت غير مقبولة من قبل المجتمع. بالنسبة إلى تعرض المثليين للاعتقال من قبل سلطات الأمن في حال تم ضبطهم متلبسين، فهنا أود أن أشير إلى أن العلاقات الجنسية المعلنة (أمام الملإ) تكون مستفزة لكثير من الناس، وينبغي بطبيعة الحال زجرها، أما إذا كانت تتم خلف الجدران بعيدا عن الأعين، فأعتبرها مسألة شخصية ولا تهمني في شيء كيفما كانت. أما بخصوص أن يكون أحد المثليين من المقربين لي، سواء تعلق الأمر بجار أو زميل في العمل فهذا لن يمنعني من التعامل معه في إطار العمل أو الجوار وأن يكون الاحترام المتبادل بيننا، شرط أن يترك تعاملنا بعيدا عن خصوصياته الجنسية. محمد عنكود (موظف متقاعد) استقتهما: رجاء خيرات (مراكش) سلوك محرم ومعيب "قبل أن أتحدث عن الشاذ جنسيا والمثلية ظاهرة سلوكية اجتماعية قديمة عرفتها كل المجتمعات في تاريخها مع اختلاف في كيفية التعامل معها، أرى لزوم فتح نقاش عميق بين علماء الدين والاجتماع والنفس والقانون والطب، لإيجاد حلول ناجعة للخروج من الجدل القائم وما ينتج عنه من ردود فعل. ويبقى سلوك المثلي في المجتمعات الدينية بما فيها الإسلامية، محرما ومعيبا والحديث فيه من الطابوهات، بل اختلف الفقهاء في شأنه، خاصة ما يتعلق باستفادة "المخنث" أي المثلي، من الإرث، هل يرث ميراث الأنثى أو الذكر، أو يرث حصة الذكر والأنثى معا، إن كان له ذكر وفرج يحيض منه. والمثلية أنواع آخرها ظاهرة جديدة ومعاصرة تسمى "الجنس الرابع"، يتصف المصنفون فيها بصفات مغايرة كالعداء للحب والنفور من الحميمية، وهم قلة عالميا مقارنة مع المثليين خلقيا المرتبطة مثليتهم بالتكوين الفيزيولوجي للشخص لخلل هرموني، وهذا النوع برأيي، لا ذنب له لأنه لم يختر لنفسه ذلك. هذه الفئة أرى أن لها الحق في الحياة وحفظ الكرامة مع تمتيعها بكل حقوقها كإنسان، عكس المثلية المكتسبة الناتجة عن عدة عوامل مختلفة بينها الاغتصاب والتربية في بيئة أنثوية والمشاكل النفسية والتطبع بالسلوك الأنثوي، ممن يصح عليهم قول علماء الاجتماع "الطبع بالتطبع"". عبد الواحد المتوكل (جمعوي) نظرة دونية "ما زالت مثل هذه المواضيع من الطابوهات المحرمة مناقشتها بالمغرب. والمثلي يعاني نظرة المجتمع الدونية والإحساس بالذنب والنقص، ويعاقب على مثليته بموجب القانون والأعراف والتقاليد. والقانون والمجتمع ساهما في تكريس تلك النظرة الاحتقارية لفئة هي جزء من المجتمع أبينا أو كرهنا، ولا يجوز بأي حق أن نحاربهم أو نمارس عليهم العنف باسم قيم المجتمع مثلما وقع بفاس وبني ملال. من المفروض علينا أن نخرج هذا الملف من قائمة الطابوهات لنعرف الأسباب الحقيقية التي تجعل من الإنسان مثليا، خاصة أن أبحاثا وعلماء وأطباء أكدوا أن الرغبات الجنسية لا يمكن أن تكون اختيارية. ولا يمكن لأي إنسان اختيار نوع مشاعره الجنسية، فالشخص الطبيعي يجد نفسه منجذبا جنسيا وعاطفيا تجاه الجنس الآخر دون أي إرادة منه، كما الشخص المثلي يجد نفسه منجذبا تجاه أفراد من جنسه. بعض الأسباب التي تحول الإنسان من طبيعي إلى مثلي، حسب جل الحالات، تعود لاعتداء جنسي يشمل أي اتصال أو تفاعل يستغل فيه شخص أكبر أو أقوى أو له تأثير كبير، طفلا أو مراهقا للحصول على إثارة جنسية، خاصة أن الدراسات تثبت أن حالات الانتهاك الجنسي، تشيع في طفولة المثليين البالغين". حسني العبادي (إعلامي) استقاهما: حميد الأبيض (فاس) جزء من المجتمع رغم أن المثلية هي حالة بيولوجية تولد مع الشخص، أو مكتسبة حسب البيئة المحيطة به، أو هي خيار يتخذه الإنسان يحدد من خلاله هويته الجنسية، إلا أنها تدخل بالدرجة الأولى في إطار الحريات الشخصية. وبغض النظر عن مدى عدم تقبل المجتمع، خصوصا المجتمعات العربية، لهذه الفكرة، فالمثلية الجنسية أو المثليون جنسيا هم جزء من نسيج المجتمع لا يمكن تجاهله، وأعتبر أن ما يتعرض له الأشخاص المثليون من عنف، هو انتهاك للحريات الفردية ودليل على الانغلاق و التعصب وعدم تقبل الاختلاف. فاطمة الزهرة علوش (فاعلة جمعوية) شأن شخصي لا أعارض إطلاقا وجود المثليين في المجتمع، خاصة أن الأمر أصبح واقعا لا يمكن نكرانه، وبالتالي على المجتمع التصالح مع نفسه وعدم التعامل بشكل متعصب وعنصري مع فئة اجتماعية موجودة بيننا فعلا. من جانب آخر، على المشرع أن يكيف القانون وفق التحولات الحاصلة في المجتمع. وأنا شخصيا أحترم الميول الجنسية للجميع ولا مشكل لي في هذا الأمر مادام المثليون لا يسببون أي مشكل وميولهم الجنسي شأن شخصي لا يحق للآخرين التدخل فيه. محمد الزلجامي (عامل) استقاهما: يوسف الجوهري (تطوان) مواضيع الملف: المغاربة والمثلية… العشق الممنوع “الهمج” يعبثون بأجساد المثليين هـروب من الكـراهية عشق الغلمان “بلية” قديمة عند العرب مشاهير المثليين… كسر جدار الصمت جميع المجتمعات ترفض المخالف أنا “نـص عـقـل” علاقات شاذة انتهت بالقتل “بعبع” المقاولات سجناء في ورطة “بيض ومطيشة” العقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات انحراف الآباء ينعكس على الأبناء تناقض الفطرة

المغاربة والمثلية … ميكروطروطوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الغابون إلى مارسيليا بعد المباراة

آخر الأوراق

مقالات ذات صلة