اضطرت الضحية المسماة قيد حياتها «خديجة س» لإضرام النار في جسدها احتجاجا على الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له من طرف ستة شباب بالجماعة القروية الجعيدات، في الوقت الذي عمد احدهم إلى تصوير تفاصيل الاعتداء الجنسي الذي تم تداوله بشكل كبير عبر تقنية «واتساب» الأمر الذي أثر على نفسية الضحية ذات السبعة عشر ربيعا. وعزا مصدر مطلع، سبب محاولة الفتاة التي تتحدر من منطقة صخور الرحامنة، على الانتحار بإضرام النار في جسدها بحي افريقيا الهامشي بابن جرير، إلى تعرضها لاغتصاب جماعي ، و تدخل جهات نافذة لإقبار الجريمة وتمتيع الأظناء بالسراح. وقضت الضحية التي لفظت أنفاسها الأخيرة 36 ساعة بقسم العناية المركزة بمستشفى ابن طفيل بمراكش، فوجئت بالأظناء يحاصرونها بمنطقة خلاء، واقتيادها إلى منزل أحدهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، ليشرعوا في اغتصابها بالتناوب ، في الوقت الذي عمد احدهم إلى توثيق العملية بهاتفه المحمول مركزا على وجه الضحية و ملامحها فقط. وفضلا عن الآثار النفسية للاغتصاب الجماعي الذي كانت ضحية له، أصيبت خديجة بكدمات في رأسها على خلفية الاعتداء بواسطة السلاح الأبيض الذي تعرضت له، والتي تسببت لها في نزيف داخلي، تطلب حسب الأطباء إخضاعها لعملية جراحية للشفاء من آثاره، لكنها عجزت عن توفير تكاليفها المادية المحددة في 12000 درهم. ورغم رحيلها عن دوار «أولاد زاد الناس»، التي تتحدر منه بالجماعة القروية «سكورة الحدرة» بقيادة أولاد اتميم بإقليم الرحامنة، للاستقرار بابن حرير ظلت تداعيات الاغتصاب والشريط الذي يوثقه تطارد الضحية خصوصا بعد الإفراج عن الاظناء والحكم عليهم بماقضوا في السجن، لتقرر الضحية مغادرة الحياة أمام الملأ لإظهار براءتها، في الوقت الذي عجزت والدتها عن توفير أتعاب محام للدفاع عن ابنتها التي أصيبت باكتئاب شديد، حيث غادرت هذه الأخيرة الغرفة المتواضعة التي تكتريها، حوالي الساعة العاشرة ليلا، والتحقت بمجموعة من أصدقائها بإحدى ساحات حي إفريقيا، وهي تحمل قنينة بلاستيكية اعتقدوا في البداية بأنها مياها للشرب، قبل يتأكدوا لاحقا بأنها تحوي مادة حارقة سكبتها على جسدها ثم أضرمت النار، لتشتعل النيران وتتحول، في ظرف دقائق قليلة، إلى جسد متفحم. محمد السريدي (الرحامنة)