حرزني: تربيت على النضال من أجل الديمقراطية

وزراء وفنانون ورياضيون حضروا حفل تكريمه بالرباط حقق أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سابقا، مساء الأربعاء الماضي، لأول مرة، حلمه في بلوغ الإجماع حول شخصه. انتفت الخلافات والانتقادات التي كانت توجه ضده كحقوقي وسياسي، لتترك المجال للمشاعر النبيلة والأحاسيس الجميلة. قالوا فيه الشيء الكثير، فهو الرجل الصادق والمتواضع والصريح، والمناضل الحقوقي والمفكر اليساري الذي دفع الثمن غاليا في سبيل الدفاع عن أفكاره، لكنه ظل كما هو دائما، عصيا على الوقوع في إغراءات المدح. قال "نسبوا إلي خصالا كثيرة أستحق البعض منها، والبعض الآخر فيه مبالغة". لم يتخل عن تواضعه وصراحته، حتى خلال الحفل الذي أقامه المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتكريمه مساء الأربعاء الماضي بالرباط. استقطب الحفل شخصيات وازنة من عالم السياسة والفن والرياضة، إلى جانب شخصيات حقوقية. حضر الوزراء، يتقدمهم ادريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، وجمال أغماني، الوزير المكلف بالتشغيل والتكوين المهني، ومحمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية في الخارج، ونزهة الصقلي، الوزيرة المكلفة بالتنمية الاجتماعية، ولطيفة أخرباش، كاتبة الدولة في الخارجية، إضافة إلى قياديين حزبيين أمثال عبد الواحد الراضي، وفتح الله ولعلو، والمحجوبي أحرضان، وقاسم الغزوي، وامحمد كرين، ورؤساء مؤسسات عمومية، في مقدمتهم شكيب بنموسى، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وعبد العالي بنعمور، رئيس مجلس المنافسة، إضافة إلى عمر السيد، وأحمد فرس، وعزيز بودربالة...أجمعت شهادات معارف وأقرباء حرزني على الخصال الأساسية لهذا الرجل، ومنها الصدق والتواضع والتفاني في العمل. واستحضر ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أربعة أبعاد في شخصية سلفه، وهي الإنسان الشهم، والمناضل السياسي، والمفكر التقدمي والحقوقي الذي آمن بحقوق الإنسان في معناها الشمولي. ولم تختلف كلمة المحجوب الهيبة، رفيق درب حرزني في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والذي عُين، في ما بعد، مندوبا وزاريا لحقوق الإنسان، إذ ركز على القيم التي يتحلى بها حرزني، ومنها الطيبوبة والصدق. وقال إنه الإنسان المتشبث بالأرض وبحقوق الإنسان. أما أحمد فرس، نجم الكرة المغربية في السبعينات، فقد استحضر بعدا آخر ظل مجهولا في شخصية حرزني، وهي المؤهلات التي أبان عنها في كرة القدم، إذ أكد فرس أن المناضل الحقوقي كان يتوفر على كل المؤهلات التي تجعل منه نجما في كرة القدم. وقال فرس، "إن حرزني كان بإمكانه أن يكون أفضل مني".أما حرزني، الذي شغل منصب رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان خلال الفترة ما بين ماي 2007 ومارس 2011 ، فقد استحضر خلفيات حياته النضالية، إذ ناضل والده ضد الاستعمار، وكان هم الصبي هو مواصلة النضال. قال “ عشت مخضرما، فتحت عيني في نهاية فترة الحماية وبداية الاستقلال، وما زلت أسترجع يوميا، تقريبا، بعض الأحداث والوقائع التي عاينتها، وأنا صبي، خاصة مواجهة المناضلين ومنهم والدي ضد المستعمر. كنا، آنذاك، في صفرو، ومنذئذ، نشأت بطموح كبير في المساهمة في الحركة النضالية، لقناعتي أننا كمغاربة نستحق أن نكون دولة مستقلة ونعيش في كنف الديمقراطية”. وأضاف، وهو يشير إلى معركة المغاربة من أجل إرساء دعائم دولة الحق والقانون والديمقراطية، “لم نصل إلى منتهى طموحاتنا، لكننا قطعنا أشواطا لا بأس بها”. وزاد قائلا” أعتز بالمرحلة التي قضيتها على رأس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وأعتقد، بدون غرور أو تواضع مصطنع، أننا ساهمنا في هذه المؤسسة في الطي النهائي لصفحة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والانفتاح على الديمقراطية. لقد “تحقق الكثير ولا زلت أؤكد أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أنجز مهمته في تنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة”. وأشاد بالدستور الجديد، ودعا المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى الانكباب على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ووضعها ضمن أولوياته. جمال بورفيسي

حرزني: تربيت على النضال من أجل الديمقراطية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاتحاد العام للمقاولات ينشئ مرصدا للتشغيل

الحركة الشعبية تناقش التزوير في اللوائح الانتخابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات