استقطب أبرز مناصريه الذين وظفهم في الوزارات والبرلمان ومنحهم التزكيات شرع أنصار حميد شباط، المقربون منه، في امتطاء قوارب الهجرة التنظيمية صوب نزار بركة، بعد مفاوضات شاقة وعسيرة مع البعض منهم، أثمرت تمردهم على من صنعهم، ووظفهم في وزارات استقلالية ومؤسسة البرلمان. وعلمت "الصباح" أن بعد المفاوضات مع عبد القادر الكيحل، المقرب جدا من حميد شباط، وعلبة أسراره، وعد نزار بركة بالانضمام إلى معسكره، وهو ما تبين من خلال خفوت ظهوره التنظيمي، وتعطيل تحركاته، خصوصا في قطاع الشبيبة الاستقلالية التي مازال يبسط هيمنته عليه، رغم أنه لم يعد كاتبا عاما. ويروج في الأوساط الاستقلالية أن الكيحل حصل بدوره على وعود بتولي منصب تنظيمي مهم في الحزب، خلال المؤتمر الوطني السابع عشر، وهو رئاسة المجلس الوطني، خلفا لأحمد توفيق حجيرة، رغم أن بعض المقربين من حمدي ولد الرشيد يرفضون، رفضا مطلقا، هذه "الهدية" التي يريد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي تقديمها للكيحل من أجل استمالته إلى صفه، لقطع الطريق أمام شباط، وهزمه قبل الوصول إلى محطة المؤتمر. ولم يكن شباط، الذي مازال يقاوم، يتوقع أن ينقلب عليه، استقلاليون ظلوا يهتفون باسمه، ويساندونه في السراء والضراء، ومنهم من توسط له من أجل التوظيف في المؤسسة التشريعية، ووزارات كان على رأسها وزراء استقلاليون، وبرلمانيون سابقون وحاليون، لم يكونوا يحلمون بتحقيق هذا المجد السياسي، لولا فضل شباط عليهم. كما أقدمت عائلات استقلالية لها نفوذ وحضور انتخابي قوي في الأقاليم التي تتحدر منها، على قطع شعرة معاوية معه، أبرزها عائلة الحافظ في سيدي قاسم التي عمل ابنها عبد الله، على دعوة نزار بركة إلى سيدي قاسم، وتنظيم لقاء موسع له، ضم العديد من الاستقلاليين، ضمنهم من غادر الحزب، احتجاجا على سلوكات ومواقف شباط، أبرزهم إدريس الروكي الذي يشغل مهمة المندوب الإقليمي لوزارة التشغيل بإقليم سيدي سليمان. وأعلنت مجموعة من البرلمانيين، التئموا أول أمس (السبت)، في طنجة، الانضمام إلى معسكر صهر علال الفاسي، نظير محمد الحافظ والبرلماني خيير الذي يتحدر من الفقيه بن صالح، والحسين أزوكاغ من شتوكة أيت باها، وعزيز الأشهب، النائب البرلماني عن دائرة وزان. ويسعى من تبقى من المساندين لشباط، الذين يضعون رجلا هنا ورجلا هناك، إلى تجنيب الحزب هزة سياسية، قد تكون لها تداعيات سلبية على مستقبل الميزان الانتخابي، خصوصا أن أبناءه يراهنون على استرجاع لياقته البدنية الانتخابية التي فقدها في عهد شباط. وما زاد من تأجيج غضب الاستقلاليين، الصورة التي رسمها أمينهم العام، وهو يتدافع مع رجال الأمن الذين جاؤوا الأسبوع الماضي من أجل تنفيذ حكم قضائي. ويسابق حكماء الحزب الزمن، قبل حلول الأسبوع الأخير من شتنبر المقبل، موعد عقد المؤتمر العام للحزب، من أجل طي صفحة الخلاف بين تيار حمدي ولد الرشيد، وحميد شباط، وذلك بضمان تمثيلية محترمة للأخير، في اللجنة التنفيذية، وعدم إخضاعهم لمنطق الإقصاء، أو الانتقام، والإبقاء على البعض منهم على رأس بعض المسؤوليات التنظيمية. وظهرت بوادر انفراج الأزمة التنظيمية لحزب الاستقلال من خلال فقدان شباط لأبرز مناصريه الذين يلوذون بالصمت، واختاروا الارتداد إلى الخلف. عبد الله الكوزي