بانوراما رمضان: مغاربة العالم 7

بوهلال: الكتابات الرديئة صارت تجارة مربحة رجال و نساء يجمعهم الانتماء المغربي بفضل أصولهم أو هاجروا لسبب من الأسباب، صنعوا لأنفسهم جميعا اسما في بلد المهجر في المجالات التي اختاروا الاشتغال فيها، يعدون جميعا مفخرة المغرب وكل المغاربة. “الصباح” قاسمتهم بعض التفاصيل الصغيرة في حياتهم واستلذت معهم بنشوة نجاحاتهم. حوار اليوم مع الكاتبة سهام بوهلال. كيف أتت سهام بوهلال إلى الترجمة؟كان المشروع الأول عند مغادرتي المغرب هو دراسة اللغات والالتحاق بالمعهد العالي للترجمة الفورية، ولكن الأمر لم يكن كذلك. درست الأدب الإنجليزي والأدب العربي بصفة متوازية والفرنسي أيضا. اللقاء بجمال الدين بن الشيخ كان العامل الأساسي في ولوجي عوالم الترجمة الأدبية والإحساس أن لي دورا هنا في الغرب، ألا وهو التعريف بالتراث العربي القديم. هكذا ابتدأت الحياة مع الترجمة. لو خيرت بين كتابة قصيدة من توقيعك أو ترجمة قصيدة لشاعر آخر، ما الذي تفضلينه؟ليس هناك مجال للتفضيل و لا للمقارنة بين عمليتين جد مختلفتين. ترجمة القديم لها متعة خاصة، هنا أختار نصوصي. أما عن الشعر فلا أختار متى أكتب، هي عملية طبيعية أو فطرية إذا شئت. أن أترجم لشاعر آخر هذا أمر يحدده إحساسي بالقصيدة وتجاوبي معها في فترة خاصة من مساري. ما هي الفضاءات التي تجدين فيها قريحتك للإبداع؟لست من أصعد الجبل لكي أكتب أو أحدق في تقلبات البحر لأحرك القريحة. ربما هو تراكم الأمكنة والناس وأحوالهم. إنها الحياة سواء كنت في ألمانيا أو الشيلي أو فرنسا أو المغرب .أما عن الفضاءات الفعلية، فهي تلك الداخلية الخاصة بي، والتي تتخلل مسالك الروح والدماغ والعروق، تلك التي تزلزل فيك القصيدة وتجعلها تتناثر كأوراق الخريف. ما الذي يعنيه البحر في حياة سهام بوهلال؟لماذا البحر بالذات؟ أنا لي علاقة خاصة بالغابة. البحر بالنسبة إلي هو طراوة الطفولة، هو احتكاك الجسد بالرمل المبلل، هو التحام النفس بالماء و الملح، هو الصراع مع الموج، والغوص في الأعماق. إنه حديث الروح وصرختها وغضبها وهدوؤها أحيانا. ما يغريني في البحر هو أنه انتصار الطبيعة على الإنسان. هل يوجد عمل قمت بترجمته ترك أثرا خاصا لديك؟ترجمة "الكتاب الموشى" للبغدادي أبو الطيب الوشاء كانت من أصعب الترجمات، ولها الفضل في تلقيني هذا العمل المضني والممتع في آن واحد، وهذا الكتاب ما زال يرافقني، ومازلت أشتغل على بعض فصوله، مثلا ستصدر لي قريبا مجلة "ليتر أنترناسيونال ببرلين" دراسة حول العطر عند العرب والفكرة مستوحاة من الكتاب الموشى، والكتاب يدخل بصفة مستمرة في مقرر الجامعة بفرنسا وموجود في مكتبات أمريكية وغيرها، وأقدم محاضرات حوله من حين لآخر إلى حد الآن. هل لديك بيت شعري أو حكمة أو قولة تستحضرينها تلقائيا في حياتك اليومية للاستمرار في الوجود بالقوة نفسها في حب الحياة؟من قال إنني أحب الحياة؟ الحياة لا تحب أو تكره، إنها معركة نخوضها. كيف أحبها وهي ملأى بالعنف والظلم والقهر والفقر والجوع؟ هل تحبها وأنت تسمع بكاء أطفال جوعى؟ و شعوب غصبت أوطانهم؟ ورجال ونساء لا سقف لهم، لا ضوء لهم، ولا ماء لهم بدون نعل يمشون، ويبتسمون نكاية في الحياة. وعلى أي هذا سؤال جذري، يتطلب إجابة مطولة لا يسعها هذا الحوار. وإذا أردت قولة، فأنا أستحضر دائما ما قالته مارجريت ديراس" أكتب لكي لا أنتحر." متى يكون ممكنا للكاتب المغربي أن يحترف العمل الإبداعي كما هو حاصل في فرنسا مثلا؟ربما لم أفهم السؤال جيدا، ولكن أقول إنني حين أقرأ محمد خير الدين، ومحمد زفزاف، وأحمد بوزفور، وعبد الله زريقة، ومحمد بنيس، ومبارك وساط وآخرين يطمئن قلبي وتعتريني النشوة. أما عن الكتابات الرديئة، فقد صارت موضة هنا وهناك، وغالبا تجارة مربحة. بوعلام غبشي (باريس)

بانوراما رمضان: مغاربة العالم 7

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخياري: لا وجود لقوة سياسية كبرى بالمغرب

بانوراما رمضان: أهداف في الذاكرة - الحلقة الخامسة -

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات