نبض الشارع

الحق في الاختلاف النقاش الدائر حاليا بين القوى المحافظة والعلمانية حول القضايا الخلافية يمكن اعتباره صحيا إذا كان يحترم حق الآخر في التعبير، لكن حينما يتحول إلى أحكام قيمة ومصادرة الحق في التعبير عن الأفكار فإنه يصير حربا فكرية بمعنى الكلمة. ما يقع اليوم من نقاشات حادة حول حرية المعتقد والمساواة في الإرث وإلغاء الإعدام، يبين أن المغاربة وصلوا إلى مرحلة جديدة أساسها الحق في الاختلاف، إذ مهما اختلفنا في زاوية النظر للأشياء المحيطة بنا فإنه لا يجب علينا إلغاء حق الآخرين في التعبير عما يخالجهم ولا يحق لنا مهما كانت أفكارهم غريبة عن مجتمعنا مصادرتها بذريعة أنهم أقلية، لأن "الله ما فرق الريوس عا باش يرتاح كل واحد". أتعجب من تعصب بعض الناس حول الدعوة إلى فتح النقاش في القضايا الخلافية المسكوت عنها، من أجل إعطاء كل ذي حق حقه، إلى درجة وصف الشباب المغربي وبعض الشيوخ المتنورين وكذا الجمعيات الحقوقية وكل من يتبنى مشروع الحداثة بالكفار والملحدين واتهامهم بخدمة أجندات أجنبية. رسالتي لأفراد المجتمع هو أننا يجب أن نفتح النقاش من أجل الاجتهاد لنؤكد أننا فعلا بلد الاستثناء، والحمد لله هذا ما يظهر في الواقع لأن الشعب المغربي نجح في محطات كثيرة في احتواء أي أزمة سواء مالية أو فكرية من شأنها أن تثير الفرقة لأننا شعب واحد ومصلحتنا واحدة، ولهذا نؤكد للمتربصين أنه لا مكان للأفكار الداعشية والعنصرية بيننا فالحق في الاختلاف لا بد منه من أجل مواصلة مسيرة التطور والديمقراطية التي أجمع عليها المغاربة. سعد حمراس (طالب) صراع الحضارات كما يعلم الجميع فإنه في المغرب كما في العديد من الدول العربية والإسلامية، يوجد هذا النوع من النقاش على مستوى الحريات الفردية والجماعية. لكنني أعتبره يدخل في إطار صراع الحضارات (الغربية / الإسلامية). الخطير في النقاش الحاد الدائر في وقتنا الراهن، أنه بات يتجاوز ما هو معلن (من خلال النقاش) إلى ما هو مضمر خفي، كما أن الظاهرة بدأت تتسع (أقصد دعاة التحرر)، هذا دليل على أن ظاهرة الإلحاد والتشكيك بدأت تغزو فئات عديدة من أفراد المجتمع. وألخص ما قلته سابقا في قول الله تعالى " لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ..."، لأن الحرية التي جاءت بها شريعة الإسلام كافية شافية صالحة لكل زمان ومكان. عبد الهادي الرامي (صحافي) نقاش عقيم أنا ضد التوجه العلماني الذي يدافع بشدة عن المثلية والمساواة في الإرث وإلغاء الإعدام ويدعوا للإفطار المتعمد في رمضان لأنه مخالف لتعاليم ديننا الحنيف. "التطور كل واحد كيفاش كيشوفو". من وجهة نظري الخاصة أرى أن ما يدعو له العلمانيون ومدعو الحداثة قمة التخلف، فهو محاكاة لمخلفات الأقوام السابقة، فالإسلام جاء وأنقذ الناس من تلك العادات الحيوانية ولهذا لم يعد من داع للرجوع إليها عبر تبنيها ونحن في عصر التطور والتكنولوجيا. لا يمكن تغيير الجوهر ومناقشته بداعي تغير الظروف وتعاقب الحضارات، أما فيما يتعلق بتعدد الزوجات الذي يدعو العلمانيون إلى محاربته فإن له فوائد عديدة، "ماجاش الإسلام وقاليك تزوج" ولكن لمن له الإمكانيات المالية والجسدية وأطرها بشرط العدل بين النساء، ونتائجه إيجابية لها فوائد في المجتمع تجعل نسبة العوانس تقل. النقاش بين التيار المحافظ والعلماني أمر صحي ولكن من الأفضل أن نهتم بمشاكلنا اليومية عوض الدخول في دوامة النقاش العقيم، فالشاذ جنسيا له الحرية في التصرف في جسده كيف يشاء، لكن لا يمكن تحت ذريعة الحرية الفردية أن نعطيه الغطاء الرسمي ليجهر بسلوكاته التي تسيء إلى المجتمع، لأن الحرية تنتهي عند المساس بحقوق الآخرين. هناك من يحور النقاش ويرغب في توجيهه لخدمة أجندات معينة لإلهاء المجتمع عن مشاكل "طرف الخبز" والبطالة والأمية ونسبة الفقر والمشردين، عن طريق الدعوة إلى مناقشة موضوع انتهى منذ زمان. الخلاف القائم بين المحافظين والعلمانيين سلوك تافه ونقاش عقيم لأنه "كلشي باين"، الذي يجب أن يكون فيه نقاش هو المشاكل الاجتماعية، عوض أن نرى كل جهة تحاول استمالة أفراد المجتمع لحسابها وكأننا قطيع. زكرياء بنكري (طالب) الاجتهاد ضروري القضايا الخلافية التي يشهدها الشارع المغربي لا يمكننا مصادرتها، بل العكس هي مؤشر على أن المجتمع يسير في الطريق الصحيح، لأنه لا بد من الاختلاف من أجل إعادة تقييم الأمور. للأسف انساق المجتمع المغربي وراء بعض الأفكار المتطرفة التي تستمد من بعض الشيوخ العرب المشارقة المتعصبين الرفض المطلق لأي اجتهاد كيفما كان نوعه، مع العلم أن الخلفاء الراشدين كانوا يجتهدون من أجل المصلحة العامة وتطبيقا لمبدأ "الإسلام دين يسر وليس دين عسر". لا أفهم لماذا كل هذا الجدل الدائر الرافض لأي فكرة جديدة يمكن أن تساير التطور وتكون مفتاحا للقضاء على الظروف المزرية التي يتخبط فيها المواطن المغلوب على أمره. باعتبارنا فاعلين جمعويين نحاول قدر الإمكان توعية أفراد المجتمع المغربي أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، إذ يمكن أن تجد في الأسرة الواحدة اختلافا كبيرا بين أفكار الأب وابنه، وهذا مؤشر صحي يبعث على الاطمئنان، لأنه بالاختلاف نبتكر أفكارا جديدة تشكل مفتاحا لحل المشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليومية. أستحسن مبادرة الإعلام لفتح نقاش حول القضايا الخلافية التي يعرفها المجتمع المغربي بين الحداثيين والمحافظين لأنها تسلط الضوء على القضايا الجوهرية التي يجب فتح الباب للاجتهاد فيها، لأن السكوت عنها أو محاولة مصادرتها بالاعتراض أو بتكفير المروجين لها لن يحلا المشكل، لأن التغيير سنة كونية ولا بد من الاجتهاد في الدين لتتطور هذه الأمة، خصوصا أن النقاش مرحلة أولى لجمع الأفكار وبعدها نمر إلى مرحلة تعديل القوانين التي تكون بالتصويت الديمقراطي لممثلي الأمة في البرلمان. محمد بودرير (فاعل جمعوي) نقاش غير صحي إن النقاش الدائر بين المحافظين والعلمانيين حول الحريات الفردية، نقاش غير صحي، لأنه دائما ما يكون لمثل هذه المواقف الكثير من الغموض حول كيفية التعايش بينهما، إذ أن التيار الأولى يدعو إلى عدم التسامح مع بعض الممارسات التي تسيء إلى الدين وتشكل ضربا لهوية وتقاليد المجتمع، أما التيار الثاني فيدافع عن عدم تجريم الممارسات الجنسية الرضائية والإفطار في رمضان والمعتقد والرأي والسكر العلني، ويدمجونها في إطار الحرية الفردية. من منظوري الخاص أرى أن الحريات الفردية هي حريات ليست بالمطلقة، إذ أننا نعيش داخل تنظيم اجتماعي محافظ في عمومه رغم أنه منفتح إلى حد كبير وغير متشدد مع سلوكات تعتبر غير مقبولة في مجتمعات أخرى، كما أننا نعيش داخل دولة إمارة المؤمنين. لابد أن نستحضر أننا نعيش داخل دولة إسلامية يحكمها أمير المؤمنين، ويجب علينا احترام قوانينها ومبادئها، و ليس تغيير هذا النمط بين عشية وضحاها. تجب إعادة النظر في مسوغات أحكام الطرفين والاحتكام إلى قواعد قانونية وسوسيو اقتصادية وثقافية تتحكم في تطور المجتمع، دون إفراغ الحقوق الأساسية من جوهرها وعرقلة مسار تطور المجتمع. عبد الغفور درار (صحافي) استقاها : محمد بها / تصوير: (عبد اللطيف مفيق)

نبض الشارع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"وكالين رمضان" بين الحرية ودكتاتورية الأقلية

المثلية... بين فطرية الميول والمنع الجنائي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات